TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > معادلة الأمن – الإعلام الناقصة

معادلة الأمن – الإعلام الناقصة

نشر في: 25 سبتمبر, 2013: 10:01 م

مرة أخرى يثبت جيشنا انه سور الوطن وحارس بواباته جميعها والحائط الذي يستند إليه الشعب وأمله المرتجى في غد سعيد.
ساحة الوغى التي أظهر فيها جيشنا قدرته وبراعته كانت هذه المرة في محافظة الأنبار، وبالأخص في قضائي عانة وراوة. أما توقيت المنازلة فكان يوم أمس الأول الثلاثاء.
ما الذي حدث هناك؟
ما حدث ان مجموعات إرهابية، من تنظيم القاعدة على الأرجح، هاجمت مدينتي عانة وراوة مساء الاثنين- الثلاثاء واستولت على مراكز حيوية فيهما لبعض الوقت بعد اشتباكات مع الشرطة وتفجير سيارات مفخخة، حيث سقط عدد من الشهداء والجرحى. وبعد ساعات وصلت قوات من الجيش ولكن عقب ما كان الإرهابيون قد اكملوا انسحابهم من المدينتين.
أين إذن "بسالة" جيشنا؟
هذه "البسالة" تجلّت في النهار التالي، فقد جاء في الأخبار ان قوات الجيش حظرت على الصحفيين دخول القضاءين ومنعت التصوير. ونقلت "السومرية نيوز" عن مراسلها إن "قوات البادية والجزيرة منعت دخول ثمانية صحفيين يمثلون مؤسسات محلية وعالمية من دخول قضائي عانة وراوة"، و"منعت عمليات التصوير والمقابلات مع مواطنين"!
أكتب عن هذا لان الصحفيين، وعموم الإعلاميين، في مواجهة مشكلة حقيقية في هذه البلاد. قوات الجيش والشرطة وسائر أجهزة الأمن ليست على وفاق مع الإعلام ولا تُظهر أو تُضمر الود للإعلاميين .. انها تتعامل معهم في الغالب كما لو كانوا إرهابيين. بل ان بعض رجال الجيش والأمن كثيراً ما يتصرفون مع الصحفيين بوصفهم أخطر من الإرهابيين، فلا يترددون عن إسماعهم أقسى الكلمات وأكثرها بذاءة، ولا يتورعون عن إهانتهم بالضرب وتكسير معداتهم أو مصادرتها.
بعض أوساط الحكومة، بما فيها الأوساط الأمنية، توجّه اللوم للإعلام والعاملين فيه بزعم انه لا يحارب الإرهاب بما فيه الكفاية، ولا يسند الأجهزة الأمنية في صراعها مع الإرهابيين. ومع التحفظ على فكرة ان الأجهزة الأمنية تُصارع الإرهاب والإرهابيين بجدارة وكفاءة وإخلاص ( نعتقد ان هناك اختراقات خطيرة لهذه الأجهزة من جانب الإرهابيين)، فان التعامل مع الإعلاميين بمنع وصولهم الى أماكن الحدث، أو الاعتداء عليهم، لا يخدم هدف محاربة الإرهاب.
نحتاج الى وقفة حقيقية أمام هذه القضية. وسيكون من المفيد تنظيم لقاء إعلامي – أمني مشترك للمراجعة ولمعالجة الخلل في المعادلة القائمة الآن والتي يفترض أن تكون معكوسة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram