أجرى الرئيسان الأميركي و الإيراني  الجمعة  أولى المحادثات المباشرة  منذ الثورة الإسلامية في 1979 ، تبادلا خلالها دعابات في اتصال هاتفي لمدة 15 دقيقة أثار احتمالات إغاثة ايران من العقوبات الاقتصادية التي أصابتها بالشلل . و 

أجرى الرئيسان الأميركي و الإيراني  الجمعة  أولى المحادثات المباشرة  منذ الثورة الإسلامية في 1979 ، تبادلا خلالها دعابات في اتصال هاتفي لمدة 15 دقيقة أثار احتمالات إغاثة ايران من العقوبات الاقتصادية التي أصابتها بالشلل . و  ذكرت صحيفة الواشنطن بوست ان الرئيس الإيراني كان في طريقه الى مطار كنيدي الدولي في نيويورك في رحلة العودة الى ايران،  عندما رن الهاتف في سيارته. كان الرئيس أوباما على الخط من المكتب البيضاوي .
جاءت المحادثات ، التي عبّر فيها أوباما عن احترامه العميق للشعب الإيراني ، في ختام أسبوع من التفاهمات الدبلوماسية .
حيث  انهى روحاني زيارة استغرقت خمسة ايام الى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، و قدّم عرضاً لافتاً بالعمل على نزع فتيل التوتر مع اميركا و أشاد خلالها بالولايات المتحدة على انها " أمة عظيمة " – ما يعتبر تحولاً مثيراً في لهجة ايران . عبّر الرئيسان عن ثقتهما بقدرة بلديهما على التوصل الى تسوية سلمية للجمود الناجم عن البرنامج النووي الإيراني . ففي تصريح له في البيت الأبيض، قال اوباما " رغم احتمال وجود عقبات كبيرة و ضمان النجاح بأية حال من الأحوال ، فاني اعتقد ان بامكاننا التوصل الى حل شامل، و ان هناك أساساً للتوصل الى حل للنزاع حول البرنامج النووي الإيراني . مع ذلك فقد حذّر اوباما من التفاؤل المفرط قائلا " لقد اخذنا بالاعتبار التحديات المقبلة، و سيكون الاختبار اجراءً هادفاً و شفافاً و قابلاً للتحقق و يمكن ان يغيث ايران من العقوبات الدولية الشاملة المفروضة عليها حاليا ".
قبل ذلك تسربت، على موقع الرئيس روحاني في تويتر، اخبار الاتصال الهاتفي التي لمّحت الى تقارب سريع و ملحوظ بين البلدين منذ انتخاب رجل الدين المعتدل في حزيران . تقول احدى التعليقات ان روحاني انهى الاتصال بقوله لأوباما " اتمنى لك يوماً سعيداً " ، فشكره اوباما وودعه باللغة الفارسية قائلا " خوداحفيظ" التي تعني " الله معك ". أوحت التعليقات – التي نشرها معاونو روحاني – بان لهجة المحادثات كانت ودية تخللها بعض المزاح، حيث اقتبست قول  اوباما" اتمنى لك رحلة سعيدة آمنة و اعتذر اذا ما كنت عانيت من حركة المرور الرهيبة في مدينة نيويورك " .
في وقت مبكر و في مؤتمر صحفي في نيويورك، ادلى روحاني بتصريحات استرضائية سبق ان اطلقتها طهران منذ عقد من الزمن، و عرض ايضا إعداد خطة ملموسة لحل المأزق النووي في جولة جديدة من المفاوضات في جنيف 2 يوم 15 ت1 ، حيث قال ان طهران ربما تذهب الى ابعد من ذلك ملمحاً الى اعلان اجراء محتمل لبناء الثقة خلال المحادثات . إلا ان الأكثر لفتاً للأنظار كانت  لهجة روحاني، حيث سعى في نهاية الأسبوع الى تقديم ايران على انها بلد ولد من جديد بعد انتخابات حزيران ، " ان الجو الذي نشأ  يختلف تماما عما كان في الماضي ، و ان الذي قام بهذا التغيير هو الشعب الإيراني. اول خطوة اتخذت هنا ، و هي بداية لعلاقات افضل مع البلدان الأخرى خاصة بين البلدين العظيمين ايران و الولايات المتحدة . لذا فسوف ينمو التفاهم بين شعبينا و قبل كل شيء ستتوقف الحكومتان عن تصعيد التوترات ثم نزع فتيلها ".
اللغة الاسترضائية أوحت بتغيير جذري عن لغة الرئيس السابق محمود احمدي نجاد، و ابتعاد عن التقليد القديم الذي يعود الى ثورة 1979 و الذي كان يطلق على الولايات المتحدة " الشيطان الأكبر " . انه يعكس تغييرا في الشارع الإيراني حيث تلاشت منذ الانتخابات تلك الطقوس التي كانت  تردد " الموت لأميركا " في التجمعات الشعبية  . قال روحاني " خطوة فخطوة سنبني الثقة بين رئيسينا و بلدينا بارادة كافية من كلا الجانبين – و أؤكد لكم ان ارادة ايران تصل الى  100% - و سيتم حل الملف النووي في فترة وجيزة من الزمن ". و نفى روحاني ان تكون مرونته على مائدة التفاوض  مقيدة من القوى المتشددة في ايران ، قائلا " لدى حكومتي كامل الصلاحية في هذه المفاوضات بدعم من الأذرع الثلاثة للحكومة بالإضافة الى الشعب الإيراني . لدي دعم كامل ".
مع هذا، ففي اشارة الى موقف روحاني غير المستقر الذي يجد فيه نفسه ، شككت وكالة الأنباء الرسمية في ايران  بداية الأسبوع بترجمة مقابلة اجراها مع محطة سي ان ان . ففي المقابلة أقر روحاني بحصول المحرقة، و اشارت المحطة الى ان مترجم المقابلة مرشح من قبل الحكومة الإيرانية .
كما كانت هناك ايحاءات بأن اوباما و روحاني قد يلتقيان بصورة غير رسمية على هامش الجمعية العامة هذا الأسبوع ، الا ان منظور المصافحة بين الرئيسين يبدو كثيرا حتى بالنسبة للنظام المعتدل الجديد . على أية حال فان الاتصال الهاتفي كان اكثر قبولاً .
استنادا الى البيت الأبيض فان فكرة اجراء الاتصال جاءت بتلميح موجز من فريق روحاني، فبعد الغاء فرصة اللقاء المباشر لكونه معقد جدا قال روحاني انه يريد الحديث مع اوباما قبل عودته  الى ايران.
جرى الاتصال في الساعة الثانية و النصف بعد الظهر، و استمر قرابة 15 دقيقة بواسطة  احد المترجمين .  أكد مسؤول كبير في الإدارة بان ما نشر على موقع روحاني في تويتر كان يعكس بدقة لهجة الحديث قائلا " سنستمر بمشاهدة ذلك الموقع على تويتر ". و أضاف المسؤول " كان الحديث ودياً في لهجته، حيث عبّر الزعيمان عن عزمهما حل القضية النووية على وجه السرعة . كلا الرئيسين عبر عن ضرورة السرعة ". و واصل المسؤول قائلاً ان الحكومة الإسرائيلية و قادة الكونغرس – كلاهما يعارضان التقارب بين واشنطن و طهران – قد أخذا حذرهما قبل بدء الاتصال.
في مؤتمره الصحفي في البيت الأبيض ، أقر اوباما بالطبيعة التاريخية للاتصال قائلا" الحقيقة ان هذا هو اول اتصال بين رئيسين اميركي و ايراني منذ عام 1979 الذي أشر انعدام الثقة بين بلدينا،  كما انه يشير ايضا الى احتمال تجاوز ذلك التاريخ الصعب ". و اضاف اوباما واصفاً تتابع الأحداث التي قادت الى المحادثات " لقد أصدر الزعيم الإيراني الأعلى فتوى ضد تطوير الأسلحة النووية ، و قد أوضح روحاني بان ايران سوف لن تطور أسلحة كيمياوية . واوضحت باننا نحترم حق الشعب الإيراني بالحصول على الطاقة النووية السلمية ".

عن : الغارديان البريطانية

روحانى: ثمة تغيير إيجابى في نبرة خطاب الرئيس الأمريكى

 طهران/

أكد الرئيس الإيرانى، حسن روحانى، أن هناك تغييرا إيجابيا فى نبرة الخطاب الذى ألقاه نظيره الأمريكى، بارك أوباما، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة فى نيويورك.
وقال روحانى فى تصريحه الذى نقلته وكالة أنباء "إرنا" الإيرانية- خلال المؤتمر الصحفى الذى عقده الجمعة فى نيويورك- "علينا اعتبار نبرة خطاب بعض المسؤولين الأوروبيين رفيعى المستوى، فضلا عن تغيير نبرة خطاب الرئيس الأمريكى، بمثابة خطوة إيجابية على طريق حل القضايا العالقة بين إيران والغرب".
وردا على سؤال حول ماهية الخطوات التى اتخذها لعقد الاجتماع الثنائى بينه وبين أوباما، قال روحانى، "لقد تم إعداد أجندة أولية لاجتماع بينى وبين أوباما، حيث أبدى الجانب الأمريكى استعدادا لهذا الاجتماع، ونحن ليست لدينا أية مشكلة لعقده، ولكن لم يكن هناك الوقت الكافى لبحث تفاصيل تنظيم مثل هذا الاجتماع".
وأضاف روحانى، "بعد مرور 35 عاما من توتر فى العلاقات بين البلدين، يرغب كلا الجانبين فى عقد اجتماع مهم فى ظل الأجواء الجديدة الحالية، التى تغيرت تماما عقب الانتخابات الرئاسية الأخيرة فى إيران"، مشيرا إلى أن جميع المسؤولين الأوروبيين رفيعى المستوى أكدوا خلال الاجتماع على أن الانتخابات الرئاسية كانت نقطة تحول هيأت أجواء جديدة لتأسيس علاقات أفضل".
وتابع روحانى "واثقون من نتائج الخطوة الأولى التى اتخذناها بإجراء الزيارة، وعقد لقاء مع مجموعة (5+1) على مستوى الوزراء، وينبغى اتخاذ خطوات بطريقة محسوبة ودقيقة، وهدفنا هو المصلحة المشتركة للبلدين فضلا عن تسوية المشاكل وبناء الثقة بين البلدين والحكومتين".

عقب وصوله إلى طهران من الأمم المتحدة
أنصار روحاني يذبحون الذبائح ومعارض يلقى بحذائه على موكبه
 دبي /رويترز

 قالت وسائل اعلام ايرانية ان مئات الايرانيين احتفوا بالرئيس حسن روحاني لدى عودته من نيويورك يوم أمس السبت بعد حديثه التليفوني التاريخي مع الرئيس الأمريكي باراك اوباما لكن عددا صغيرا من المتشددين رددوا هتاف "الموت لأمريكا" وألقوا بيضاً وحجارة على سيارته الرسمية عند مغادرتها المطار.
ومع أن المصافحة المتوقعة بين روحاني واوباما في مقر الأمم المتحدة لم تتحقق الا انهما أجريا محادثة هاتفية استمرت 15 دقيقة يوم الجمعة في نهاية زيارة الرئيس الإيراني الجديد المعتدل للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقالت وسائل الاعلام الايرانية ان مئات من مؤيدي روحاني الذين يحرصون على رؤيته وهو يفي بتعهداته "بتفاعل بناء" مع العالم يخفف من العزلة الدولية لإيران ويرفع العقوبات الدولية المفروضة عليها جاءوا للإشادة بزيارته للأمم المتحدة.
لكن نحو 100 من المتشددين المحافظين ظهروا أيضا ورددوا هتاف "الموت لأمريكا" الشائع منذ الثورة الإسلامية عام 1979 والقوا على سيارته الرسمية البيض والحجارة احتجاجا على المفاتحة الدبلوماسية من جانب روحاني نحو واشنطن وذلك حسبما أشارت تقارير شهود وضعت على موقع التواصل الاجتماعي تويتر.
ونشرت وكالة مهر شبه الرسمية للأنباء صور مجموعات من المحتجين الذين كانوا يحملون لافتات كتب عليها الموت لأمريكا وهم يقرعون على سيارة روحاني عندما بدأت تتحرك لمغادرة المطار. وقال وكالة مهر ان أحد المحتجين القى حذاءه على السيارة وهي لفتة تمثل اهانة كبيرة.
ولم يحدث رد فعل يذكر حتى الآن من جانب الزعماء السياسيين في ايران لكن برلمانيا بارزا رحب في تحفظ بحديث روحاني مع اوباما في علامة على "موقف السلطة" في الجمهورية الاسلامية.
ونقلت وكالة مهر عن رئيس لجنة الأمن القومي والشؤون الخارجية بالبرلمان الإيراني علاء الدين بوروجي يوم أمس السبت "تبين (المكالمة الهاتفية) ان مكانة ايران في العالم لها أهمية كبيرة. وان يصر الرئيس الامريكي على إجراء المكالمة الهاتفية فان ذلك يعد علامة صدق."
وقفزت العملة الإيرانية (الريال) مقابل الدولار في السوق الحرة نحو اثنين في المئة بعد المكالمة الهاتفية التاريخية.
وحقق روحاني فوزا كاسحا في الانتخابات التي جرت في يونيو حزيران الماضي بدعم من ناخبين يحرصون على ان تتخذ خطوات نحو الاعتدال والإصلاح بعد ثماني سنوات من القمع الشديد في الداخل والعزلة في الخارج في عهد الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.
لكن اجراء اتصالات على مستوى عال مع مسؤولين امريكيين في الأمم المتحدة ما كان يمكن ان يحدث بدون موافقة الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي وتشير ردود الفعل المتباينة لدى عودة روحاني الى التحديات التي يواجهها لاجتذاب متشددين وخاصة وسط النخبة الأمنية القوية لاسلوبه التصالحي.
وقال مسؤولون امريكيون ان المكالمة الهاتفية التي ركزت على كيفية حل المواجهة بشأن برنامج ايران النووي طلبها الجانب الإيراني لكن في تصريحات للصحفيين بعد عودته اشار روحاني الى انها كانت مبادرة أمريكية.
وتشير المكالمة الهاتفية الى تحول كبير في اللهجة بين ايران وواشنطن التي قطعت العلاقات الدبلوماسية بعد عام من الثورة التي أطاحت بشاه ايران محمد رضا بهلوي حليف الولايات المتحدة وأزمة رهائن السفارة الامريكية.