وأخيراً .... حضر ثلاثة من القادة الأمنيين فقط لا غير إلى مجلس النواب.. رئيس الحكومة والقائد العام للقوات المسلحة استنكف مرات عدة وقال للبرلمان وأعضائه: اشربوا ماي البحر! وعلى خطاه مشى وزير الدفاع ووزير الداخلية الفعلي (عدنان الأسدي)، في "استخراد" متواصل لما يُفترض انها أعلى سلطة في البلاد ويتعين على الجميع أن يحنوا هاماتهم ويطأطئوا رؤوسهم لها.
وكما رئيس الحكومة ووزيراه، أعطى قادة الاجهزة الامنية جميعاً الأذن "الطرشة" للبرلمان الذي هانت عليه نفسه الى درجة انه لم يعد يستطيع استدعاء شرطي يأتمر بأمرة القائد العام للقوات المسلحة.
على الدوام كانت الحجة لرفض المثول أمام البرلمان ان هذا المحفل يحفل بالإرهابيين وحاضني الإرهاب، وانه ليس بالوسع كشف الأسرار الامنية أمامه خوفاً من أن تنتهي الى الارهابيين.( للعلم فقط فان الارهابيين يعرفون من الأسرار ما لا يعرفه القائد العام ووزراؤه وقادته الامنيون، والدليل ان الإرهابيين يتمتعون بقدر من حرية الحركة والعمل أكبر مما لدى الحكومة وقواتها التي كثيراً ما تبدو عاجزة حتى عن حماية نفسها).
على أية حال فان ثلاثة قادة أمنيين "شرّفوا" إلى مجلس النواب ببدلاتهم وتيجانهم ونجومهم، لكنهم وافقوا فقط على الجلوس مع أعضاء لجنة الأمن والدفاع النيابية ولا أحد غيرهم، وفي غرفة جانبية وليس تحت قبة المجلس!
ماذا قال هؤلاء القادة لا فُضّت أفواههم؟.. بحسب أحد أعضاء اللجنة فان الجملة المفيدة التي نطق بها القادة الثلاثة، وهم من الصف الثاني، هي المطالبة بزيادة رواتبهم واسنادهم باعداد جديدة من الجنود وعناصر الصحوات!
عضو اللجنة، وهو السيد شوان محمد طه، قال بالنص:"هؤلاء القادة حكوا لنا قصصاً سمعنا عنها أكثر من مرة عن تداعيات الوضع الامني والارهاب وتحركاته والنقص الموجود في صفوف القوات الامنية والتي لها تأثير على تراجع القوات الامنية ودورها وعملها في مكافحة الارهاب والحد من تحركاته" (المدى أمس).
إذن، هي زيارة رفع عتب وليس اجتماعاً مسؤولاً بين قادة مسؤولين في البرلمان والحكومة! وبمعنى آخر، انه ضحك من الحكومة على ذقون أعضاء مجلس النواب الذين انتخبهم الشعب لمهمتين محددتين متلازمتين، تشريع القوانين التي تنظم الحياة وتيسّرها، ومراقبة أداء السلطة التنفيذية لضمان حسن الأداء هذا.
انه ضحك يستحقه مجلس النواب وأعضاؤه، فاليوم بعد الآخر يتبدى لنا ان العيب كل العيب لا في الحكومة ولا في رئيسها ولا في وزرائها، وإنما في مجلس النواب الذي يخون ثقة الشعب به ويتحلل عما وعد به ويحنث بتعهداته لناخبيه.
ضحك حكومي على ذقون أعضاء البرلمان!
[post-views]
نشر في: 28 سبتمبر, 2013: 10:01 م
جميع التعليقات 5
حسن محمد
ارجو من كاتب التعليق عدنان حسين ان يعلق ولو لمرة واحدة على ما يجري في برلمان اقليم كردستان من صراعات ومسائلات وان يتحدث ولو بشكل مقتضب عن كيفية تمديد برلمان اقليم كردستان مدة بقاءالسيد مسعود بارزاني في رئاسة الاقليم لمدة عامين من دون الرجوع الى الشعب الكر
المحامي نزيه حامد
السادة الباحثين وكتاب الرأي والمقالة نعتقد ان الاهمية بمكان في الظرف يجب ان نوجه انظارنا إلى ايجاد الافكار الملائمة للقضاء على الإرهاب فلا تبنى الدول بالمشاحنات والاتهامات المقامة على الشبهات وانما بالأفكار الخلاقة من وحي ابناء الوطن، ابناء دجلة والفرات ب
المحامي نزيه حامد
السادة الباحثين وكتاب الرأي والمقالة نعتقد ان الاهمية بمكان في الظرف يجب ان نوجه انظارنا إلى ايجاد الافكار الملائمة للقضاء على الإرهاب فلا تبنى الدول بالمشاحنات والاتهامات المقامة على الشبهات وانما بالأفكار الخلاقة من وحي ابناء الوطن، ابناء دجلة والفرات ب
احمد الاحمد
يحنوا هاماتهم ويطأطئوا رؤوسهم. يبدوا ان الاخ الكاتب الكريم نسى او تناسى ان اعضاء البرلمان هم ليسوا سوى مواطنين عاديين ليس. واهم انجازاتهم خلال الفترة الماضية هي مكتسباتهم المادية والعلاج على من خزينة الشعب. وتذكر ان مصطلح يحنوا الهامات ويطئطوا الروس قد ول
منتصر ابو سحاد
استاذي الفضال عدنا هوسة في الجنوب تقول هذا الميدان ياحميدان يعني نزولك الى الشارع وقيادة الجماهير هو الانجع وليس البقاء على الكتابة من يقراها اليوم ليس عمل الجرائد اليوم عمل التضاهرات والاعتصامات انزل يابطل وسنكون سندا لك يااستاذي الفضل 0اليوم يومكم يامثق