TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > دكتاتور أم غاشم؟

دكتاتور أم غاشم؟

نشر في: 29 سبتمبر, 2013: 10:01 م

لم يخف بعض الزملاء فزعهم من عودة هتاف "بالروح بالدم نفديك يا ...". ضعوا ما يحلو لكم في الفراغ من أسماء ولا يهمّكم لأنه يظل أكذب وأخطر وأحط هتاف مهما كان شكل ونوع الاسم المقترح. البعض اعتبره حنينا لأيام صدام وآخر ركز على ارتياح المالكي له وكثيرون قالوا انه إيذان صريح بعودة الدكتاتورية ، وكأنها لم تعد بعد.
صراحة، اني اعترض على وصف المالكي بالدكتاتور لأني أرى فيه مدحا له بطريقة أو بأخرى وانه يرتاح له. دليلي تفتح أسارير وجهه وارتياحه وهو يسمع في احتفالية نقابة المعلمين من يدعي انه يفديه بروحه ودمه. لو كنت مكانه لغادرت القاعة احتجاجا على انطلاق ذلك الهتاف الحقير. ولو كنت بينهم لصحت: لو بس أعرف على شنو تردون الناس تفديه بأرواحها ودمائها؟
أهم ما يتصف به الدكتاتور انه يحتكر العنف وانه لا يسمح لأحد غيره أن يتحكم بلقمة الناس ودمائها ليذلهم مثلما يذل كل من ينافسه في قتلهم. أسمعتم بالمالكي يوما انه أذّل قتلة الشعب ونزع من أيديهم سلاح العنف؟ لكن تجولوا في الشوارع وشاهدوا بأعينكم كم من الأطفال والنساء والشيوخ يشحذون بالشوارع ويفترشون الأرصفة لبيع ما لا يكفي ربحه لشراء رغيف خبز.
الحاكم الغاشم أشد فتكا بحاضر ومستقبل البلاد والعباد من الدكتاتور. فالغشم هو الظلم.من يتخذه سلوكا قد يظلم نفسه أيضا ويضعها في غير موضعها. والحديث النبوي "رحم الله امرءا عرف قدر نفسه" أجده يجسد هذا المعنى تماما. فمن يصر على قيادة طائرة وهو لا يعرف كيف يقود دراجة هوائية، غاشم. ومن يتحمل مسؤولية حماية دماء الناس ويحتكر كل شيء قد يحميهم ولا يعرف استعماله، غاشم. ومن لا ينجز إنجازا واحد ا به حظ على مدى 8 سنوات ويصر على ان يلتصق بكرسي الحكم 4 سنوات أخرى، غاشم.
هؤلاء الذين هتفوا بأنهم على استعداد لسفك دمائهم من أجل عيون المالكي أتحدى أن يكون فيهم واحد قد فجر الإرهابيون فاتحة والدته. أو انه فقد ابنا أو أبا أو أما أو حتى سيارة في واحدة من العمليات الإرهابية.
ما أتعس الكريم حين يهب ما لا يملك، لكن يظل الأتعس من يتكرم برؤوس أولاد الخايبة ليتبرع بدمائهم وأرواحهم فداء للحاكم؟

 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. منتصر ابو سحاد

    والله ياخي العزيز انت بعيد وانا في وسط بغداد تعرف ان الكثيرين يحبون السلطان ويحلفون بروحه انا في صراع دائم مع هؤلاء المغفلين حتى اصبح الكثير منهم ان لم افل كلهم حتى لايردون السلام فكن على ثقه اتعجب لهم واكثرهم يقولون بالحرف الواحد والله نحبه اكثر من انفسن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram