اتصل بي صديق من موقع احد الانفجارات الجماعية التي وقعت ببغداد يوم الاثنين الفائت ليسمعني عويل الناس وصراخ المنكوبين ممزوجة بآهات الجرحى القريبين منه. شتائم ودعوات وغضب لم تترك لي مجالا غير ان أصرخ " چم دوب الصبر چم دوب؟". صرخها قبلي الشاعر علي الشيباني في واحد من مهرجانات الشعر الشعبي الذي عقد بالسماوة في العام 1972:
بوجه السلطة أصيحن لا ..
ترسونه حزن ودموع .. كتبونه على اهدوم النثاية ذنوب
چم دوب الصبر چم دوب؟
قلت للصديق المتصل: بربك لو ان هذا البكاء تحول إلى صرخة بوجه السلطان الغاشم المحاصَر أمنيا في الخضراء، أما كان أفضل؟ قل لي أيها الباكي والشاكي هل ستفقد الناس هذا العدد من القتل لو أنها زحفت إليه وصاحت به: ييزيييي. كافي. حسّ.
اليوم كنت أبحث في الأخبار والقنوات فلم أسمع له كلمة ولم أجده زار عائلة واحدة نكبها بفعل عدم فهمه بإدارة شؤون الأمن والعسكر وإصراره على ان يبقى أمرهما بيده وحده لا شريك له. أسمعتم بمحاصر أمنيا لا يستطيع المشي خمس دقائق بشوارع مدينة يستطيع توفير الأمن والأمان لأهلها؟
إن كانت التفجيرات قد بلغ عددها في آخر مرة اكثر من 16، فو الله ان بقيت ساكتا أيها الشعب المغلوب على أمرك فسيأتي اليوم الذي تدخل فيه المفخخات إلى البيوت لتقضي على كل من فيها ما دام حاميها خاتل في خضرائه لا يمتلك القدرة ولا الجرأة على زيارة عائلة واحدة من عوائل الشهداء.
من يحارب عدوا مثل القاعدة التي لا تعاديه وحده بل تعادي كل بلدان وشعوب الدنيا، ولا يتحداها ولو بمواساة الضحايا بنفسه، لا يستحق من شعبه غير صيحة "ارحل".
هاكم سيسي مصر عندما قتل الإرهابيون في قرية كرداسة نائب مدير امن واحد، كان هو أول من تقدم السائرين في جنازته مشيا على قدميه متحديا الإرهابيين وما أكثرهم. لهذا ولغيره من المواقف سموه المصريون بطلا.
ما زلت أذكر بطل الصحوة الشهيد الشجاع الرجل البطل عبد الستار أبو ريشة وكيف خرج بسيارة مكشوفة ليحتفل بفوز الفريق العراقي ببطولة آسيا متحديا القاعدة والبعث.
وما كان الإمام الحسين سيحتل تلك المنزلة العالية في قلوبنا وقلوب أحرار الدنيا لو اختبأ في مكان آمن له ولعياله، مثل صاحبنا. أحببناه وقدسناه وبكينا من أجله لأنه كان في قلب المعركة ليقودها بنفسه ضد أعدائه.
ليختبئ دولته فهذا حقه بعد ان وضح ان حياته عنده أغلى من حياة 30 مليونا. لكن ان يخبئ ويخفي تحت أبطه قيادة الجيش والأمن والقاصة الكبيرة ويصيح بأعلى صوته "ما ننطيها" فتلك حتى لو صبر عليها شعب الصين سيباد عن آخره.
چم دوب الصبر چم دوب؟
[post-views]
نشر في: 1 أكتوبر, 2013: 10:01 م
جميع التعليقات 1
منتصر ابو سحاد
قلتها عام 1983 عن الصرخه وبالحرف الواحد اذا لم تضعوا حدا فانكم ستهلكون فكان ما كان من البعثية بالتهديد والوعيد انت في لندن وغيرك من الاشراف والوطنيين خارج العراق فمن يقود هذه الجماهير نحن بحاجة الى قيادات وليس الى صرخات من بعيد انت تسمع ونحن نرى ونعيش ونم