إذا ما ثبت الذي نُشر أمس وأفاد بأن الإرهابيين الذين حاولوا اقتحام مقر "أسايش" في اربيل يوم الاحد ألصقوا على سياراتهم صوراً لرئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني ووالده الزعيم التاريخي مصطفى بارزاني وأعلام الإقليم والحزب الديمقراطي الكردستاني، للتمويه وتسهيل وصولهم إلى هدفهم غداة الانتخابات وإعلان نتائجها الأولية في الأيام الأخيرة، فأنني أتوقع قراراً من السيد بارزاني بمنع لصق صوره وصور والده على السيارات وفي الشوارع من الآن فصاعداً.
وحتى إذا كانت المعلومة غير صحيحة، ولن يصدر قرار كهذا فأنني أتمنى اتخاذه لتقليل إمكانية أن يحدث شيء من هذا القبيل في المستقبل، والأهم أن يكون قرار كهذا بداية لوقف هذا التقليد البائس الذي أوجده الدكتاتوريون، متوهمين أن في مقدورهم انتزاع الحب من ضحايا استبدادهم وهمجيتهم من خلال صورهم.
العراق كان من أكثر الدول التي عانت من هذا التقليد، ففي العهد السابق ظل صدام حسين ينشر صوره في المدن والأرياف بما يزيد عن عدد سكان العراق، وزاد على ذلك بتماثيل بحجم تماثيل آلهة الإغريق والرومان والفراعنة. وبالطبع فأن ذلك لم يُفد صدام في شيء عندما وقعت الواقعة وحلّت النهاية.
في عهدنا الجديد الذي أردناه نقيضاً لعهد صدام في كل شيء، وجدنا أنفسنا مُحاصرين من كل الجهات بطوفان من صور العديد من الـ"صدامات"، فالعشرات من السياسيين ورجال الدين وقادة الميليشيات دخلوا في مباريات ماراثونية لنشر صورهم على جدران المدن وعلى طول الطرق الخارجية والداخلية وفوق البيوت الريفية. وغالباً ما تتعرض هذه الصور للتمزق بفعل العوامل الجوية أو بفعل فاعلين متعمدين، وهو ما يضاعف من حجم وتأثير التلوث البصري الذي تسببه هذه الظاهرة الصادمة للعيون والذوق العام.
لا أعرف بالضبط ما إذا كان هؤلاء السياسيون ورجال الدين يدركون ان نشر صورهم بهذه الطريقة لا يجلب لهم حب الناس، بل العكس. ولا أعرف أيضاً إن كانوا قد رأوا بأنفسهم، أو نقل اليهم مقربون منهم ومريدين لهم، كيف تبدو أشكالهم منفّرة عندما تتمزق الصور وتتوسخ، ويتحول المشهد الى مناسبة للسخرية منهم.
سواء كانت المعلومات المنشورة أمس بشأن استعانة إرهابيي اربيل بالصور والاعلام صحيحة أو مفبركة، فأنني أتمنى على رئيس إقليم كردستان أن يستغل هذه المناسبة لمنع استخدام صوره بما يتسبب في ابتذالها والإساءة اليه شخصياً، لكيما نجعل من اربيل وسائر مدن الاقليم أنموذجاً للنظافة والترتيب والتنظيم والأناقة ولانعدام التلوث البصري، والأهم أن تصبح مقبرة للتقليد الدكتاتوري البغيض.
أعتقد أن السيد بارزاني يُدرك كم عدد الملايين من الكرد الذين يحبون زعيمهم التاريخي، مصطفى بارزاني، وكثير منهم من سكان القرى النائية في كردستان الكبرى ممن لم يروا في حياتهم صورة له.
الصور لا تجلب الحب
[post-views]
نشر في: 1 أكتوبر, 2013: 10:01 م
جميع التعليقات 2
منتصر ابو سحاد
هل تتوقع يقبل السيد البرزاني بهذا في اعتقادي لايقبل ولربما يزيد فالنفس الدكتاتوري لايفارقهم رغم احترامي له وللتاريخ الكردي المشرف الذي لم ينسى يوما انه كردي واعتزازه بقوميته عكس العراقي العربي لايعتز لابقوميته ولاوطنيته لقد انتزعت منه منذ زمن طويل وخصوصا
ali modric
كبر الصمونة وصغر الصورة هذه القصة الخالدة التي تبقى في ذاكرة العراقيين هي العبارةالتي لاتساويها الاف الصور للاسف المجتمع العراقي يمو ت على تاليه القادة ويفكر بعاطفته وليس بعقله ؤلننظر الى الدول المتقدمة ولاصور ولاتمجيد ولا اغاني وطنية وعايشين بعز وكرامة