تحفل الصحف البريطانية، سيما الشعبية منها، بحكايات لحوادث مستلة من أرشيف مكاتب التحقيق، نقطف منها بعض ما نشر مؤخرا:
# سرق لص (شريف) خمسين ألف جنيه إسترليني نقدا من شقة أحد الأثرياء العرب (تحفظت الصحيفة عن ذكر جنسيته) حيث يقضي الثري شطراً من فصل الصيف، أعلمت الشرطة وسجل الحادث ضد مجهول.. قبلها كان لص(نبيه) آخر، قد تسلل لقصر ثري عربي، والذي لا يحل فيه إلا لماماً، وسرق من الأموال والرياش والمجوهرات والسجاد النادر واللوحات الأصلية بما لا يقدر بثمن، سجل الحارس إخباراً، وجرى التحقيق الدقيق، وسجل الحادث ضد مجهول!
# سُرقت حقيبة (مطلّقة) لثري عربي بما قيمته ربع مليون جنيه، كانت تضعها في سيارتها الفارهة، لجأت للشرطة، واتهم السائق، وقدم للمحاكمة،، فقضت المحكمة ببراءته، وسجل الحادث ضد مجهول.! هذا غيض من فيض، فكثير من السرقات الكبيرة لأثرياء عرب، لا تبلغ بها الشرطة خوف الفضيحة!
والسؤال المكتوم هو: إذا كانت هذي الثروات المرزومة في الحقائب والمتروكة في الشقق، مرصودة لسفرة قد تستغرق أسبوعا أو بعض أسبوع، فكم يا ترى يبلغ الرصيد الكلي في البنك (البنوك) الأجنبية؟؟ والسؤال الذي لا يثيره أحد خوفاً على مزاج الثري أن يتعكر: من أين كل هذي الأموال والثروات هل تحققت من كد وكدح وعرق جبين؟ هل اخترع واحدهم جهازاً يسعد البشرية ويديم التواصل بين الناس (ثروة بيل غيتس، وأقرانه تقدر بالمليارات) او أبتكر وسيلة لإبطال تأثير سلاح فتاك أو إيقاف اجتياح مرض سارٍ؟
وإذا كانت مثل هذي الأسئلة محظور طرحها على الملأ، خشية التأثير السلبي على أبناء الشعب وجزاء من يطرحها القتل غيلة، او تلفيق تهمة،، فإن شحنة من الخيال الجامح ربما _ لا عقاب عليها:
لنتخيل منظر ذاك العربي المذكور أعلاه، وهو يكتشف أمر السرقة. ونحدس لمحة من ردود فعله: هل لطم خدوده وشق جيوبه؟ هل ناح واشتكى وتظلم من سوء طالعه ونحس بخته "؟
لا.. لا.
فالرجل – والحق يقال – لم يبك، لم يلطم خديه، لم يشق جيوبه، لكنه – والحق يقال ثانية – انفعل انفعالاً شديداً، ثم تذكر وصية الطبيب: فالانفعال الشديد يشمع كبده الموجوع، ويفقأ كيس مرارته، ويزيد من تجاعيد وجهه.
هدأ الرجل، وشرب كأساً من.. من.. من الماء. وكظم فرحة باغتته: وحمد الله وشكره، فاللص لم يهتد للخزنة، فقد ضرب الله على عينيه غشاوة، فالخسارة ضئيلة ويمكن تعويضها بصفقة!... فرك الرجل يديه سروراً وأخذ يردد ويستعيد::: دفع الله ما كان أعظم.
دفع الله ما كان أعظم!
[post-views]
نشر في: 2 أكتوبر, 2013: 10:01 م