تترقب الأوساط الكروية والإعلامية والجماهيرية اجتماع اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم اليوم في زيوريخ الذي سيناقش مواضيع عدة مدرجة في أجندته حيث تنال القضايا العربية حيزاً لافتاً ضمن اهتماماته وفي مقدمتها مسألة اختيار إقامة مونديال قطر 2022 في فصل الصيف أو الشتاء ، ومناقشة طلب رؤساء الاتحادات الخليجية باعتماد دورة الخليج ضمن البطولات الرسمية لدى (فيفا)، وكذلك بحث مدى إمكانية رفع الحظر عن إقامة المباريات الدولية في العراق وهو المحور الأكثر إلحاحاً اليوم بعدما تعرضت منتخباتنا الدولية إلى ظلم كبير إثر توالي عقوبات الاتحاد الدولي على العراق بسبب أخطاء فنية لا تشكل مبرراً مهماً مقارنة بأخطاء جسام ترتكبها بعض الاتحادات الأهلية في العالم لا تحرّك جفناً في عيون رئيس الاتحاد سيب بلاتر!
إن ملف الحظر الدولي على الكرة العراقية خضع لقرارات أقل ما توصف بأنها اجتهادية وليست نصاً بيّناً واضحاً يسري على جميع الاتحادات المنضوية لـ(فيفا)، وكلنا يعلم أن آخر قرار صدر لفرض الحظر الكلي من دون حق كان بسبب انطفاء إنارة ملعب فرانسو حريري في مباراة العراق والأردن ضمن الدور الثالث لتصفيات كأس العالم 2014 في حين لم يؤشر أي خلل في مسألة تنظيم مباراة أو عدم انضباط الجمهور أو وقوع حوادث تشوّه جمالية كرة القدم مثلما تشهد ملاعب العالم خروقات جمة لاسيما في بعض الدوريات الأمريكية الجنوبية والأفريقية وحتى الأوروبية تعامل معها (فيفا) بدم بارد ليسجل عدم حياديته وعدله في تطبيق العقوبات ، ما يجعلنا اليوم نتفاءل بحذرٍ أزاء دراسته ملف الاتحاد العراقي لكرة القدم الذي من المؤمل أن يكون رئيسه ناجح حمود قد أنجزه في وقت مبكر مدعماً بحجج واقعية وأشرطة فيديو ووثائق دامغة لسحب البساط ممن يحاولون أن يصادروا حقوق منتخباتنا في اللعب على أرضها في مناسبات كثيرة حرمت مساندة الجماهير التي يراهن عليها حتى (فيفا) لإضفاء نجاح باهر على منافسات اللعبة .
إن واحدة من الأدلة التي يمكن أن تفحم اللجنة الخاصة برفع العقوبات هي مباريات الجولة الأخيرة من مسابقة دوري الكرة لموسم 2012-2013 حيث وصلت إلى ذروة المنافسة بين الشرطة وأربيل والقوة الجوية أصحاب القاعدة الجماهيرية الواسعة والواعية التي ترجمت شعار بلاتر نفسه ( اللعب النظيف..لو سمحت) وأسهمت في مهر شهادة البراءة للكرة العراقية في وقت كان فارق النقاط قريباً جداً بين الأندية المتصارعة ، وجاءت خاتمة أطول دوري في العالم من ناحية المدة الزمنية التي استغرقها (من 19تشرين الأول 2012 إلى 4 أيلول 2013) لتؤكد إن اللعبة بخير وعوامل حفظ أمنها محصنة من أي ضرر بدليل تمكن اتحاد الكرة من فرض انضباطية عالية لحماية عناصر اللعبة (الفرق والحكام والجمهور) قبل وبعد 612 مباراة لـ18 فريقاً لعب وفق نظام الذهاب والإياب، ولم يشذ الجمهور عن قواعد وسلوك التشجيع ، ولم تتعرض أية منشأة تتصل بفعاليات كرة القدم إلى الحرق نتيجة إهمال أو جرم مشهودين ، وعليه لابد من تكثيف الجهود من أجل ترسيخ قناعة لا رجعة فيها لدى أعضاء تنفيذية (فيفا) بضرورة رفع الحظر عن ملاعب العراق ودعم توجه اتحاده لتطوير اللعبة بزيادة خبرات المدربين وتفاعل المنظومة الكروية مع بقية الاتحادات على كوكب الأرض وتعدد فرص التعاون معها والسماح لإجراء المباريات الدولية والودية في العاصمة بغداد (مركز النمو المهاري لممارسي كرة القدم من جميع الأعمار) بدءاً من الأشبال الذين لا يعلم بلاتر وزملاؤه في الاتحاد الدولي انهم يسهمون في قتل الرغبة لدى الاشبال بسبب غياب روح التنافس الدولي مع الآخرين والشعور بالعزلة مع المحيطين العربي والعالمي نتيجة انقطاع التواصل معهما.
ما يدعونا للاستغراب ومحاولة البحث عن توضيح شافٍ،هي ازدواجية موقف الاتحاد الآسيوي لكرة القدم من ملف الحظر الدولي على ملاعبنا حيث هنأ الاتحاد نفسه إدارة نادي أربيل على نجاح اختتام نهائي الكأس الآسيوية التي جمعت الكويت الكويتي مع صاحب الأرض في 3 تشرين الثاني 2012 وقدم شكره لحسن تنظيم القائمين على ملعب فرانسو حريري ما يؤكد سلامة الإجراءات الإدارية والفنية وهي شهادة مهمة كان يجب أن تفعّل لدى (فيفا) بغية تحرير العراق من العقوبة الظالمة والسماح لمنتخباته بالتباري على أرضه، فضلاً عن الدور المسؤول الذي يجب ان يلعبه مسؤولون عرب مثل هاني أبو ريدة ومحمد رواروة وعلي بن الحسين وسلمان بن إبراهيم وخالد البوسعيدي على صعيد الاتحاد الدولي للعبة لإعداد ورقة شاملة عن استحقاق الكرة العراقية للعودة إلى خوض مبارياتها الدولية في العاصمة بغداد وبقية مدننا.
عذراً بلاتر .. فإن حظرك على العراق يحتضر ، ونأمل أن يكشف اجتماع (فيفا) اليوم وغداً عمّا يستشعر به كل عراقي من أمانٍ ليشجع منتخب الوطن وضيوفه بودٍ واحترام.
حظر بلاتر يحتضر
[post-views]
نشر في: 2 أكتوبر, 2013: 10:01 م