TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > أيّ غزل بين طهران وواشنطن؟

أيّ غزل بين طهران وواشنطن؟

نشر في: 4 أكتوبر, 2013: 10:01 م

تطرح المكالمة الهاتفية بين الرئيسين الأميركي والإيراني، والاجتماع بين وزيري خارجيتهما، سؤالاً عن إمكانية حدوث تقارب واختراق في الملفات الخلافية بين بلديهما، كالبرنامج النووي والأزمة السورية، وإذ يظن البعض أنّ من المبكر الحديث عن فتح صفحة جديدة بين البلدين، لأن الأمر لا يتعلق بالشخصيات بقدر ما يتعلق بالسياسات، التي يتولاها في طهران المرشد الأعلى للثورة، فإن الآخرين يؤكدون أن روحاني لم يتصرف من عندياته، وإنما بتنسيق مع المرشد أو تنفيذاً لتوجيهاته، وإذ يفسر البعض الغزل الإيراني برغبة طهران برفع العقوبات الاقتصادية عنها، فإن واشنطن لا يمكنها منحها ما تتمنى وتريد في الظرف الراهن.
يتوجّب على الرئيس روحاني، مع أن البعض يعتبر أن انتخابه يطرح مقاربة جديدة في السياسة الخارجية الإيرانية، ستكون أساس الإنطلاقة الجديدة بين واشنطن وطهران، وهو يسعى لاستنساخ تجربة خاتمي، ولأن يكون طرفاً إيجابياً في القضايا الإقليمية، مُعتمداً أنه انتخب على أساس برنامج، وليس على أساس شخصي، يتوجب أن يعترف بحجم قدرته وتأثيره في السياسة الخارجية، على اعتبار أن الملف السوري بيد الحرس الثوري ولواء القدس، فيما تطالب واشنطن أن تنأى إيران بنفسها عن الملفات الإقليمية، حتى يشكل هذا أرضية لانطلاقة جديدة نحو حل الملف النووي الإيراني، في حين تستند السياسات الإيرانية على محورين، هما الحوار مع الغرب والتأثير الإقليمي، مع رغبة جامحة في أن لا تكون تفاهماتها مع الغرب على حساب علاقتها وتأثيرها في دول الإقليم.
تاريخياً كانت العلاقة التحالفية بين واشنطن وطهران، قد نمت بعد الاعتراف الإيراني بتأسيس دولة إسرائيل، وكانت الأولوية الغربية بناء علاقة متميزة بين الدولة الجديدة ودول الشرق الأوسط غير العربية، ومنها إيران، وهو الأمر الذي لم يتغير إلاّ بعد إطاحة حكم الشاه، وقيام الجمهورية الاسلامية عام 1979 حيث تغيرت ظاهرياً خريطة التحالفات، في حين واصلت إيران سياسة الشاه تجاه المنطقة، وبما يتناسب مع مصالحها، حد شرائها أسلحة اسرائيلية والتشبث بضم الجزر الإماراتية التي احتلها النظام السابق، ولاحقاً توترت العلاقة مع الغرب بسبب الملف النووي، والموقف من إسرائيل والعلاقة مع حزب الله.
روحاني في الواقع، يمتلك رؤية مختلفة عن كيفية تعامل إيران مع المجتمع الدولي، بما يعني الانفتاح على العالم، وفق قاعدة المصالح المشتركة والاحترام المتبادل، وهو يُدرك عدم إمكانية تحسين اقتصاد بلاده، بغير تخفيف أو رفع العقوبات ولو بشكل تدريجي، ويرتبط ذلك حتماً بإحداث اختراق في محادثات ملفها النووي، وبات واضحاً أنه يسعى إلى تخفيض الأثمان، التي تدفعها بلاده بسبب سياستها الخارجية، وهي تكاد تخسر حليفها السوري، كما أن خطابها المذهبي نحو البحرين دفع إلى خسارتها قاعدة عريضة من الرأي العام العربي، كانت رصيداً هاماً لدعم سياساتها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. منتصر ابو سحاد

    لااعتقد ان يفعل السيد روحاني اكثر ممافعله السيد خاتمي خرج من الحكومة خالي الوفاض لكون القرار يد الولي الفقيه فالوضع يقى على ماهو عليه ولربما يزداد ان احتكاكنا ببعض القربين من النظام الايراني التمسنا ان الامر اكبر مما مطروح على ارض الواقع سلامي استاذ مبيض

يحدث الآن

عمليات بغداد تغلق 208 كور صهر و118 معمل طابوق وإسفلت

أسعار الصرف اليوم: 143 ألف دينار لكل 100 دولار

ترامب: أوقفتُ 8 حروب وأعدتُ "السلام" للشرق الأوسط

الأنواء الجوية: انتهاء حالة عدم الاستقرار وطقس صحو مع ارتفاع طفيف بالحرارة

حصار فنزويلا ينعش النفط… برنت وغرب تكساس يقفزان في آسيا

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram