هكذا هي هه ولير ، كما لو أنها ملكة الروح ، ساحرة الأفئدة ، وردة أزلية متجددة التألق ، لايعرف الذبول درباً إلى صعيدها ، تبعث أريج عطرها الفواح لكل مَن يقرب إليها بخطوة ، تهديه عطرها حتى لو جاء يقذفها بالشوك . إنها مدينة الروح بامتياز ، حتى الناس في ه
هكذا هي هه ولير ،
كما لو أنها ملكة الروح ،
ساحرة الأفئدة ،
وردة أزلية متجددة التألق ،
لايعرف الذبول درباً إلى صعيدها ،
تبعث أريج عطرها الفواح لكل مَن يقرب إليها بخطوة ،
تهديه عطرها حتى لو جاء يقذفها بالشوك .
إنها مدينة الروح بامتياز ، حتى الناس في هذه البقعة الخالدة من العالم - سكّان
هه ولير الأصلاء - يتمتعون بميزة الروحانية المباركة هذه .
ليس بوسع أحد أن يزور هه ولير ولايرتقي إلى آفاق عذوبة عشقها .
هه ولير ،،،
ليست كأي مدينة يمكن للزائر أن يقيم في دوحتها برهتين ويغادرها كأن شيئاً لم
يكن ،
إنها تعقد أواصر علاقة روحانية معه وتأسره بعشقها ، وهي تتلألأ ببهاء شاعريتها على زهو تاريخ مجيد .
هكذا هي هه ولير أيضا وقد تعرضت لنزلة زكام طارئ ما برح أن غادرها ، كانت مدينة الروح مسترخية توزع الحلوى على أطفال دوحتها في ظهيرة يوم أيلولي على وشك المغادرة شطر إشراقة تشرين ، الواحدة والنصف وهي في ذروة انهماكها في توزيع حلواها وقبلاتها .
في المساء ابتسمت هه ولير بسمة لم تبتسمها من قبل ، ذرفت دمعتين لم تذرفهما من قبل عندما قدم أبناؤها من كل حدب وصوب وأحيوا الليل في طرقاتها ، التفوا حولها وهم يعاهدونها بأنهم سيمكثون بجانب رأسها حتى الصباح يؤازرونها حتى لاتتسرب إليها لحظة وحشة .
لم ينم أحد تلك الليلة في بيته ، الجميع لبثوا ساهرين بجانب رأس هه ولير ، وجانب قدميها ، ينهالون بالقبلات على جبهتها ، ويديها ، وقدميها .
عزّ عليهم أن يتركوا هه وليرتهم وحيدة تلك الليلة .
عندما أدركها الصباح ، أحست بطاقة حيوية لم تدركها من قبل ، ارتسمت بسمة متلألئة على فمها الوردي لم ترتسم من قبل ، ثم ما لبث أن تسرب إليها الأطفال من كل حدب وصوب ، وما لبثت أن شرعت توزع عليهم الحلوى .