الساحة السياسية بحاجة اليوم الى حلبة مصارعة بقدر مساحة العراق ، لتستوعب النزالات التاريخية المحتملة بين أعضاء مجلس النواب لتبادل الاتهامات ونشر الغسيل ، وسط توقعات بان الصراع سيتصاعد وبحماسة اكبر لحين الوصول الى موعد إجراء الانتخابات التشريعية المقبلة ، وفي لقاء تلفزيوني عبر احدى الفضائيات مع عضو ائتلاف دولة القانون النائبة حنان الفتلاوي وهي ترد على اتهامات زميلها عضو التحالف الوطني النائب عن كتلة الأحرار جواد الشهيلي جعلت متابع اللقاء ، يصل الى قناعة تامة بوجود حلبة مصارعة ، امتدت الى داخل التحالف الواحد وقد تصل الى التلويح برفع الحصانة عن نواب ينتمون الى تحالف يقود الحكومة الحالية .
الفتلاوي قالت انها حصلت على 9 آلاف صوت من محافظة بابل ، فيما بلغ رصيد زميلها 17 صوتاً فقط من أفراد عائلته ، وحصل على مقعده في مجلس النواب بموجب العمل بنظام المقاعد التعويضية بدلا عن نصار الربيعي الذي تولى منصب وزير العمل والشؤون الاجتماعية و الدورة التشريعية الحالية على خلاف سابقتها شهدت حضور أبطال الزورخانة واستعراض عضلاتهم في الجلسات على انغام الجالغي البغدادي ، فاثبت بعض ممثلي الشعب امتلاكهم قدرات قتالية وأساليب حديثة في خوض الشجار والهجوم على الخصوم بالدفرات والركلات ، وفي بعض الأحيان رشق الأحذية ، أما المنصة الإعلامية فخصصت لتبادل الشتائم والتلويح برفع الحصانة البرلمانية عن نواب قيل انهم على ارتباط بمجاميع إرهابية ، وعلى هذا الإيقاع من الصخب المتواصل على مدى عمر البرلمان الحالي ، تعطلت تشريعات مهمة تتعلق بالنظام السياسي ، وتراجع الدور الرقابي ، وانعدمت فرص مكافحة الفساد ، ومعالجة الإخفاقات الأمنية والبلاد تشهد بشكل يومي تصاعداً ملحوظاً بوتيرة أعمال العنف .
قبل أيام أخبرت مؤسسة إعلامية أجنبية مكتبها في بغداد بالابتعاد جهد الإمكان عن تسليط الضوء على الاتهامات المتبادلة بين البرلمانيين العراقيين ، لان ذلك يندرج ضمن ما يعرف بنشر الغسيل ، الأمر الذي سيترك انطباعاً سلبياً لدى الراي العام حول التجربة الديمقراطية في العراق .
المنازلة التاريخية بين الفتلاوي والشهيلي اطلع الكثير من المشاهدين على جولتها الاولى ، وفي الأيام المقبلة سيتعرف الجمهور على الفائز ليتوج بطلاً في لعبة المصارعة بوزن الديك ، اما الآخرون من أصحاب السواعد السمر والعضلات المفتولة، واستنادا الى مبدأ انصر أخاك ظالماً او مظلوماً فسيضطرون الى إجراء تمرينات تمهيدية لخوض نزالات الملاكمة بأوزانها المختلفة لإعطاء الصورة الحقيقية للديمقراطية بنسختها العراقية .
المؤسسة الإعلامية الأجنبية صاحبة الدعوة لإعطاء الوجه المشرق للعملية السياسية ، تمتلك مؤهلات تولي دور الحكم في حلبات المصارعة والملاكمة ، لان جنسية بلدها ارتكبت خطأً تاريخياً بحق العراقيين ، وصورت لهم بان ديمقراطيتهم ستكون فريدة من نوعها في المنطقة ، ومنحت صفة رجل دولة لمن لايستحقها ، وعلى عنادك أحبهم واحرك افادك .
حلبة التحالف
[post-views]
نشر في: 6 أكتوبر, 2013: 10:01 م
جميع التعليقات 1
منتصر ابو سحاد
ماذا فعل الاخ الشهيلي في كل لقاء يخرج لنا ملفات سرقة وفساد مالي واداري لكتلة دولة الفافون كما سماها مشعان وانت جزء من هذا الاتلاف هل هو استعراض ملفات ام هناك مسائلة قانونية وراء ذلك هل هذه الملفات موجودة حقا ام ماذا نريد احد ان يلجم هذه الفتلاوي ام وجه ا