حين انتظرت أسبوعاً كاملاً أراقب به ردة فعل "دولته" على هروب كبار قادة الإرهابيين من سجن أبو غريب، ولم اسمع منه كلمة واحدة قلت ستفوت "بجيسة" وسيدفع أولاد الخايبات الثمن دماً عبيطاً. فرحان أخونا، ومن معه، بأن البلد لم يدخل في حرب أهلية كما توقع الجميع رغم أننا نخسر كل يوم أضعاف ما تخسره دول تعيش او عاشت حرباً أهلية من قبل.
ما كانت كارثة أبو غريب تمر برداً وسلاماً على دولته مثلما مرت على الهاربين، لو ان الشعب فكر بحياته ولا أقول بمصلحته. الإرهابيون وبالتحديد ما يسمى "الدولة الإسلامية" استثمروا عملية الهروب ووظفوها لخدمة أغراضهم. انتبهوا الى انه بعد الهرب من أبو غريب صرنا نسمع باسم "داعش".
قادة "داعش" أغلبهم ان لم يكن كلهم، من الذين هربوا. لكن الشعب الضحية هل فكر باستثمار مصيبة الهروب ليثور ضد الهاربين ومن هرّبهم لينقذ نفسه؟
"داعش" ما كانت لتستأسد علينا، أيها السادة، وتلعب بنا على هواها لو لم يكن دولته قد القى الشعب في البحر مكتوفاً وقال له: إياك إياك ان تبتل بالماء. وليته كان ماءً لهانت، لكنه دم.
هروب السجناء من أبو غريب ما كان يبطل مفعوله الدموي غير هروب مماثل للقابعين بالخضراء. لكن أنّى للهر ان يهرب من مطبخ دسم؟ وهذا يعرفه الإرهابيون أكثر من غيرهم لذا لم ولن يوجهوا مفخخة واحدة او انتحارياً واحداً او حتى طلقة واحدة نحو الخضراء. ليسوا أغبياء، الى هذا الحد، ليقطعوا على أنفسهم رزقاً كبيراً تكرم به عليهم حاكم ابتلانا به القدر وصرنا من اليوم الذي عرفناه به: لا يندل ولا يقبل ندليه.
"داعش" مدينة بفضل البقاء على الحياة "للخضراء" ورئيس حكومتها. وما دام عدد القتلى، عدا الجرحى، قد وصل في هذا العام، الذي لم ينته بعد، الى أكثر من 6 آلاف قتيل، والشعب مازال ساكتاً، فسيدوم التواطؤ بين "داعش والخضراء" كما دامت أيام "داحس والغبراء" أربعين عاماً.
داعش والخضراء
[post-views]
نشر في: 6 أكتوبر, 2013: 10:01 م
جميع التعليقات 1
منتصر ابو سحاد
ماذا تقصد بالشعب اي شعب اليس هذا الشعب يحتاج الى قيادات دلني على قائد واحد تعرفه انت ليقود هذا الشعب اتريد الناس تخرج لتباد من يحميهم ومن يطالب بهم اذا اعتقلو اتريدنا ان نخرج كما خرج الشعب المصري مئات القادة الوطنيين من الاحزاب والمنظمات المدنية وفي مقدمت