TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > مرصد لهتافات الدراجي

مرصد لهتافات الدراجي

نشر في: 7 أكتوبر, 2013: 10:01 م

هل كان لدى موتانا من كل الطوائف، وقت كاف لمتابعة ثائر الدراجي الذي اخترق الاعظمية تحت حماية الشرطة شاتما لاعنا للمذاهب والمكونات؟ ان في وسعنا ان نفهم بسرعة كيف يبحث هذا الشاب عن الشهرة، وقد تحققت له نسبيا وبطريقة مخزية طبعا، عبر متابعة طريقته في تسويق التطرف المذهبي عبر اليوتيوب.
ثائر الدراجي ليس نموذجا شاذا في بلاد المسلمين ولدى كل الملل والنحل مساكين مثله غارقون في مزيج من الكراهية والعاطفة وحب الظهور بأي ثمن ودونما ذوق او كياسة. في وسعك ايضا ان تقول انه يشبه جماعات نازية تريد احياء الشعار الهتلري في ألمانيا، او يشبه ذلك القس المجنون الذي ظل يصر على حرق القرآن بمرأى ومسمع من العالم، لكن الفرق ان التطرف في تلك البلدان لا يتحول الى بحر من الدم، بينما يتعاظم اللهب والدم في العراق على وقع كلمات متطرفة مذهبيا من السنة او الشيعة، عبر اليوتيوب او مواقع التواصل الاجتماعي وأحيانا منصات الاحتجاج والجوامع او الحسينيات، فضلا عن فضائيات مخصصة لهذا الغرض. وها نحن نحقق "تقدما ملحوظا"، حيث يتجول شاب شبه أمي في منطقة الاعظمية وعبر مكبرات الصوت، يلعن الخلفاء، وينوح على آل البيت، ويشتم اهل الاعظمية، لانهم "نواصب" ويشكر قوات الامن لانهم وفروا الحماية لموكب اللعن، بينما فشلوا في حماية موكب العزاء. وكلمة النواصب تحير فعلا مثل كلمة الروافض بالضبط، ولا احسب ان هناك نواصب بين مسلمي اليوم، لان الناصبي في كتب الرواية والحديث هو من اعلن العداء لعلي وآل بيت النبي، ولاوجود لهؤلاء حاليا فيما سمعنا ورأينا، داخل العراق او خارجه.
الشاب يصب الزيت على النار بعد ساعات من قيام شاب مناظر له، بتفجير موكب الزائرين المار عبر الاعظمية نحو مرقد الائمة على الطرف الاخر من النهر. ويكفي ان يتفرغ بضعة شباب سنة وشيعة في كل بلد، لمثل هذا السلوك، كي يفتحوا بابا من جهنم لن يسده العقلاء اذا فعلوا، الا بشق الانفس.
وقد تحدث الاصدقاء قبل ايام عن ضرورة تأسيس مرصد للسلوك الذي يمثل تحريضا على الطائفية من اي جهة كان، بغرض توثيقه ومحاصرته. نعم محاصرته كأي مدرسة تتولى تدريب اللصوص والمجرمين. والقاعدة الشعبية لهذا النوع من الحصار الضروري، موجودة، فحتى الذين تتملكهم بعض الانحيازات الطائفية، لن يتقبلوا هذا القدر من الوقاحة في لعن المذاهب وشتمها، سواء كانت سنية او شيعية. ولذلك فإن مواقع التواصل الاجتماعي شهدت ادانة وأسفا على ما قاله الدراجي في الاعظمية، والادانة جاءت من الشيعة قبل السنة.
ان متابعة فيديوهات ثائر الدراجي البدائية والمضحكة على اليوتيوب، توضح لك انه لم يحقق مستويات مشاهدة عالية كما يريد، (معظم الفيديوهات لم يشاهدها اكثر من تسعة الاف متصفح وهو رقم عادي جدا) ما ادى الى اصابته باليأس ودفعه الى انتاج مسرحية جسر الائمة المليئة باللعن والشتم، لعله يعثر على "بطولة" يتبختر بها فوق اشلائنا.
ومتابعة فيديوهات هذا المختل، تقودك الى مقاطع على اليوتيوب لخطباء من المذهب السني ايضا، يحتلون الشاشات ليبثوا سم الطائفية المقيت وعقيدة التكفير، ويشحنوا الاجواء بكل ما من شأنه تفريخ الانتحاريين الشيعة والسنة على حد سواء.
ان لجة الموت وامواجه التي ترتفع فتغرقنا كل يوم، تجعل لزاما علينا ان نحاسب الدولة التي تسهل لامثال الدراجي، صناعة اللعن والتكفير هذه، ومحاسبة ومقاضاة كل جهة من الطائفتين، تمارس هذا الفعل الممنهج، وملاحقة المواد التي تحرض على الكراهية، عبر قمر نايلسات وعربسات او اي قمر آخر، وطرح موضوع اليوتيوب لنقاش جاد. ان رصد المجموعات المختلة عاطفيا وعقليا، ليس اقل اهمية من رصد اي انتحاري، ولابد للحراك المدني ان يساهم في هذا لان الدولة اجبن من ان تحسن صنعا في هذا الاطار.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 10

  1. أحمد هاشم الحسيني

    مع أن هذا الفعل القبيح يستحق الادانة والاحتقار ولكنك يا سيد سرمد في هذه المقالة تسف مع من يسف وتطير مع من يطير فالشريط لم يصور في الأعظمية وإنما في مكان آخر ويمكنك مراجعة الشريط لتتأكد بنفسك وكتابتك هذه المقالة يدل على أن خطة الدراجي ومن معه قد نجحت بحيث

  2. المحامي عباس العبيدي

    صباح الخير يا ابن العراق الوفي.....العرض الذي جرى في الاعظمية ما هو الا محاولة آخرى من محاولات الحكومة التي ما أنفكت من محاولاتها المستمرة لبث الروح الطائفية بين ابناء الشعب العراقي وألصاق هذه التهمة بالمواطن الامن سنيا كان أم شيعيا.كلابهم المتحالفين معهم

  3. هادي فوزي

    أثني على تعليق السيدأحمد هاشم لأنه ينطبق تماما مع ورد في ذهني وأنا أقرأ مقالة السيد سرمد الطائي الذي يبدو أن عقدة شتم الحكومة والمالكي ومجمل العملية السياسية قد تمكنت منه بشكل يبدو أنه لاشفاء له منها .. أما ما تفضل به السيد ( المحامي ) عباس العبيدي فيكفي

  4. هادي

    اخ سرمد ما انصفت في مقالتك وكشفت عن نصف الحقيقة وتركت النصف الاخر دون بيان وشجب,نعم ثائر الدراجي اخطاء في تصرفه والعراق اليوم محتاج الى اللحمة والتازر اكثر مناي وقت مضى , لكنك لا تتكلم عن العلواني وهو ليس شخص عادي كالدراجي عندما دعى الى قطع رؤس الشيعة و

  5. شهلاء

    قد يرى الكثير منا خطابات المنابر وبالاخص السنة نجدها تحمل الحقد والعداوة وتوجج روح الطائفية وان بعض الشيعة يفعلون ذللك لمصالهم الشخصية الانسان الواعي يعرف هولاء ويشخصهم اماالذين يسيرون خلفهم فهم يريدون ذلك

  6. صالح الجنابي

    اهكذا يكون التقرب الى الله تعالى. ؟؟. اهكذا يتعبد المسلم في الاسلام.؟ هل يحسب هولاء الرعاع الاجر والثواب عند الله على هذا التشنيع بعرض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسب صحابته امام الملاء ؟؟ هل يجب ان نقوله لهم شكر الله سعيكم!!! هل هذا التطبيق العملي

  7. منتصر ابو سحاد

    لااعتقد ان هذا الشخص جاء بشىء جديد الم تسمع كل يوم ومن على الفضائيات السب والشتم من كلا الطرفين وعلى المنابر علنا هذا الشخص انسان عادي وليس له مكانة لااجتماعية ولاسياسية ولادينية فما بالك من الذين التي تنصت لهم ملايين الاذان ولا يستطيع احد ان يلجمهم صدقني

  8. محمد الحلى

    المكان في الاعظميه قرب هيئه استثمار الاوقف السني باتجاه سيطره جسر 14 رمظان,

  9. حنا السكران

    ذكرنا بحذاء الزيدي.

  10. طفح الكيل

    استمروا ياسنة وشيعة بالبحث عن من قال ماذا بحق من مع انكم انتم انفسكم تعرفون انها لعبة خداع دموية تدار من اولي امر كل منكما. استمروا بجدالكم العقيم عن من كان على حق ومن كان على باطل لناس ماتوا قبل 1000 سنة لم يصل خلافهم فيما بينهم هم انفسهم للدرجة التي و

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram