TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الإرهاب و"دولته": صب لي وصب لك

الإرهاب و"دولته": صب لي وصب لك

نشر في: 8 أكتوبر, 2013: 10:01 م

كنت قد رجوت ربي في نهاية عمود الأمس أن يكفينا وإياكم شر المفخخات كي أكمل الحلقة الثانية لكن يبدو انا أردنا شيئا وأرد الله شيئا آخر. لا ادعي أنني امتلك حدسا مميزا كي أحسب حساب المفخخات لأن أصحابها، وبفضل "دولته"، جعلوا توقعنا لها أدق من توقعات نشرة الأنباء الجوية.
لم تكن واحدة بل تسع مفخخات حصدن 182 عراقيا بين قتيل وجريح. ومادام حضرته باقيا لا يتزحزح من مكانه ولا يحلحل لسانه بكلمة مفيدة، فسيظل الإرهابيون بجاله يمطروننا بها الى ان يأتوا على آخرنا.
شتمني مالكي الهوى والدماغ قبل أيام لأنني قلت بان "داعش والخضراء" لا يتقاتلان بل متواطئان على قتلنا. لم يكتف بشتمي بل تحداني أن أعطيه دليلا يثبت قولي. الرجل لم يقتنع بأن 6 آلاف قتيل في عشرة أشهر تعد دليلا كافيا. أحدس انه ان وصل العدد الى 6 ملايين فقد يقتنع او لا يقتنع على الأرجح.
الإرهابي، بطبعه، صانع موت وتاجر قتل. والتاجر الناجح يعرف الطريق الى أفضل الأسواق. له قدرة غريزية على تشخيص من ينافسه او يساعده في ترويج بضاعته. وان وجد ذلك التاجر في مسؤول ما فرصة طيبة لتمشية بضاعته وتسويقها فسيرشيه او يغدق عليه بالهدايا او يسعى لتحقيق رغباته بأي ثمن.
وصفي للإرهابي بانه تاجر لغرض التوضيح حسب. والا فهو ابن منظومة تدعمها مراكز بحوث ومؤسسات دولية ومحلية وتجيد قراءة نفسية الدول والحكام بشكل متقن. عدوها اللدود من يزهد بكرسي السلطة ويحتقره. وحبيبها من يعبده ويلتصق به باي ثمن. وصاحبنا والله لو بقى لوحده وليس في العراق غيره سوى ساقية ومعزى تبقيه على قيد الحياة فلن يغادر مكانه.
هذه النزعة عرفها أهل القاعدة والبعث والميليشيات وكل أعداء الحياة وتجار الموت. صاحبنا عيد وجابه العباس الهم. ولحسن حظ الإرهابيين والمالكي (صاحبنا) مقابل سوء طالع العراق، ان هناك كما كبيرا من المخدوعين تزداد شعبية "دولته" عندهم كلما ازداد عدد ضحايانا.
ولأن بقاءه في السلطة نعمة ما بعدها نعمة للقتلة، تراهم ينفذون عمليات القتل بحرفية تزيد شعبية دولته عند بسطاء الشيعة المخدوعين به. لا أظن اني احتاج دليلا يثبت ان الإرهابيين لا يفرقون بين سني او شيعي او مسيحي او صابئي او عربي أو كردي او صومالي أو سويسري. فلماذا هذا التركيز على قتل الشيعة بالذات؟ ولماذا زوار الإمام الكاظم دائما وكأنه مسلسل يعاد كل عام؟
القتلة شعارهم: اقتلوهم كي نضمن بقاء "مختارهم"؟
وهو شعاره: ما دام في قتلهم امل للبقاء في ولاية ثالثة، فما الضير؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 5

  1. رمزي الحيدر

    فكرة منطقية لشرح ماهو معنى وخصوصية الإرهاب في العراق.

  2. منتصر ابو سحاد

    شىء غريب وكاءن المسالة عكسية كلما ازداد القتل ازدادت شعبية دولة الفافون كيف يحدث هذا هل عندك تفسير لهذه المصيبة عندما نعزي اولياء الضحايا كنا نتوقع ان ردود فعلهم فيها ادانه للقائد العام كونه وزير دفاع وداخلية وكونه مسؤول كل الاجهزه الامنية نلاحظ ردود فعله

  3. khalidweis

    بوركت

  4. عبدالرضا الصافي

    الكل يقتل العراقيين لايهمهم من يقتل ولاينظر الى هوياتهم ان مسلسل القتل منذ 10 سنوات ولاتوجد بارقة أمل ولو ضئيلة لأنتهاء هذا المسلسل الذي فاق مسلسل حافات المياه ان استمرار هذا المسلسل يدل على مقدرة وحنكة القائمين على الملف الأمني الذين لايستحون ابدا فأرخص

  5. lily

    ويبقى دولته علما راسخا في قلوب الجميع ومحبته تملك القلوب وموتوا بغيضكم ايها الحاقدون

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram