TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > قانون لردع السفهاء

قانون لردع السفهاء

نشر في: 9 أكتوبر, 2013: 10:01 م

هذا الذي فعله السيد مقتدى الصدر كان يتعيّن أن تسبقه اليه الحكومة، لأنها المسؤول أولاً وأخيراً عن ضمان عدم وقوع تعديات على مواطنيها، مادية كانت أو معنوية، وما حدث أخيراً في بغداد (الأعظمية وغيرها) واعتذر عنه الصدر وتبرأ منه، كان تعدياً سافراً على مشاعر العراقيين جميعاً وغيرهم، فما من مسلم أو غير مسلم أو حتى ملحد يقبل بشتم صحابة النبي محمد على رؤوس الأشهاد. وليس مسوّغاً أيضاً فعل ذلك حتى في السر.
السيد مقتدى الصدر فعل خيراً بالمبادرة الى ما توجب على الحكومة أن تفعله.. بل كان على الحكومة أن تحرّك قواتها وتأمرها باعتقال الذين سبّوا صحابة النبي بنفس الحماسة التي عادة ما تحرّك بها هذه القوات وتأمرها بقمع المتظاهرين السلميين المُطالبين بحقوقهم الدستورية والمحتجين على فساد مسؤولي الدولة.
وما حدث في بغداد أن جماعة سفيهة ممن يفترض انهم من زوار الإمامين الكاظم والجواد، رفعوا عقيرتهم بسبّ صحابة النبي محمد وخلفائه، أثناء سيرهم نحو الكاظمية، وهو ما وصفه الصدر بـ"السابقة الخطيرة" لـ"سذّج وأصحاب عقول ناقصة" و"ليسوا شيعة ولا يمتّون للشيعة بصلة، وهم بعيدون كل البعد عن أمير المؤمنين علي (ع)"، محذراً من تداعيات غير حميدة لما أقدموا عليه.
قوات الحكومة كانت في تلك الأيام تنتشر بكثافة في الشوارع والمناطق التي قطعها الزائرون نحو الكاظمية. ولو كانت هذه القوات مُدرَّبة ومُوجَّهة جيداً للتصدي الفوري لمثل هذه الحالات التي تسعى لإثارة الفتنة الطائفية، ما كان لأولئك السفهاء أن يواصلوا سفاهاتهم. فنحن نعرف أن هذه القوات قادرة تماماً على التدخل العاجل متى ما أرادت وحالما تلقت الأوامر بذلك "من فوق". وهذا ما تثبته التجارب مع التظاهرات، فلم تكن القوات الأمنية وبخاصة قوات "سوات"، تتوانى عن قمع المتظاهرين السلميين بوحشية غير مبرَّرة .. فما الذي أعاقها عن ردع السفهاء أثناء سبّهم صحابة النبي محمد؟
الى ذلك فان أولئك السفهاء لم يتحركوا من تلقاء أنفسهم .. انهم في الواقع معبأون من ملالي شيعة من الدرجة الثالثة والرابعة والعاشرة، وعناصر مليشيات طائفية .. هؤلاء جميعاً لا يترددون عن شتم صحابة النبي في مجالسهم الخاصة وحتى في بعض مجالسهم العامة في أطراف المدن وفي القرى. ومن واجب الحكومة والمؤسسة الدينية الشيعية تقصّي هذه المسألة لردع السفهاء من الملالي فضلاً عن عامة السفهاء لوضع حد لهذه الظاهرة.
ينبغي تشريع قانون يردع السفهاء، حتى لو كانوا ملالي، ويُلزم قوات الأمن بواجب تنفيذ هذا القانون.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 3

  1. أحمد هاشم الحسيني

    مزايدة علمانية رخيصة تنافس بكائيات المتدينين والا فالنبي افضل من عمر واكثر قدسية والقبانجي الذي دافعتم عنه جعل من نبي الامة مضحكة ونكتة ويمكن مراجعة اشرطته لتسمع ضحك العلمانيين على نبي الأمة فلماذا لم تقم غيرتكم للدفاع عن رسول الله .

  2. منتصر ابو سحاد

    لماذا هذا العجب فان الصحابة يلعنون كل يوم عبر الفضائيات التابعة للاحزاب فما الدراجي الا مراهق وتاثر بحديث الذين اعتلوا المنابر مثله مثل الذين تاثروا بمنابر الوهابية وجاؤا ليفجروا الروافض فاذا اردت تشريع قانون فابدا من منابر الفضائيات شكرا لك استاذي العزيز

  3. فارس الراوي

    اخوتي في الله ليس الموضوع موضوع مزايدات كما تفضل الاخ الحسيني وانا اؤيده فيما ذهب اليه حول التجاوزات على نبي الامة صلوات ربي عليه رغم اني لم اسمع من دافع عن الخسيس القبانجي ولكن الموضوع يتعلق بثلة مارقة تجرات على نبي الامة وزوجه وصحابته بحماية اجهزة الدول

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram