كنت كلما أسمع باسم "دولة العراق الإسلامية" أحسب الأمر مجرد دعاية أو ادعاء، أو في أقل التقديرات أحسّه نوعا من المبالغة في إطلاق الأسماء والألقاب حسب الرغبة. الأمر لا يختلف عندي أبدا ودائما عندما أسمع بتداول ألقاب دولة، وسعادة، ومعالي عند حكومتنا رغم أننا بلا دولة ولا سعادة ولا علو. أي دولة هذه التي يذبح ناسها بأسهل مما تذبح به الأضاحي. وأي سعادة ولا يوم عراقي يمر إلا والنائحات تنوح والدماء تسيل والأطفال تتيتم والنساء تترمل والأمهات والآباء مكسورة ظهورهم، لا حاكم يحميهم ولا عدو يرحمهم. وأي علو والفساد قد علا حتى غاصت الرؤوس وطغى الفقر والبؤس والشقاء في بلد موارده يصعب عدها أو حصرها.
منذ هروب السجناء المخزي من أبو غريب وتصاعد عمليات التفجير والقتل والذبح والتهجير، كما ونوعا بعد الهروب، صرت أراجع تقديري لشأن دولة العراق الإسلامية التي أضيفت لها الشام لتصبح "داعش".
بعد أن قلبت المواقع، كما يقلب العراقي المواجع، ومررت على وثائق وأفلام بعضها أرغمني على التقيؤ من شدة ما فيه من قسوة وغياب لكل ما له علاقة بالإنسانية والآدمية، لم أجد أصحاب "داعش" قد بالغوا إلا في كلمة" "دولة"، شأنهم شأن اتباع مختار العصر في إطلاق لقب "دولة" عليه حتى لو عطس. ما توصلت اليه باختصار انهم حكومة ظل فاعلة بالعراق. وان كان التحكم بحياة الناس وأرزاقهم واحدا من اهم مواصفات الحكومة، فان حكومة العراق الإسلامية تكاد تكون مطلقة اليد في التحكم بمصائر العراقيين وحياتهم، وحكومة الخضراء تنهب أرزاقهم.
من يهاجم أي هدف، أو يغزوه حسب تعبير "داعش"، فانه هو من يقرر قطع رقبة هذا أو إعفاء ذاك. من يمتلك هكذا قدرة فإنه حاكم وليس محكوما. ومن له القدرة على كسر سجن محروس ومؤمن بالكامرات والدبابات والمدرعات، هل يصعب عليه اقتحام مدرسة ابتدائية ليس لها غير الله يحميها؟
أتمنى ان لا يلوم احد فيكم تشاؤمي هذا. ومن يصر على اللوم أحيله لهذا الرابط رغم ما سيثيره في النفس من غثيان وألم وقرف وخوف:
http://www.youtube.com/watch?v=DsHRTNG-vcs
لا أعلق ولا أسأل بل أترك لكم السؤال والجواب معا. لكني فقط أستميحكم العذر لأقول: لو ظل "دولته" مصرا على البقاء فإني أرى يوما قريبا سيفتح العراقيون به عيونهم ذات صباح، ليجدوا ان حكومة العراق الإسلامية قد صارت دولة، وأن "دولته" قد ودع منتجع الخضراء نحو منتجع أكثر اخضراراً.
بيـن حكومتيـن
[post-views]
نشر في: 11 أكتوبر, 2013: 10:01 م
جميع التعليقات 2
حازم
العراق من بدون القضاء على دولة العراق الاسلامية ودولة القانون لم ينعم بالاستقرار والهدوء
منتصر ابو سحاد
هذه المعلومة ليست بجديدة ان من يمسك بالارض والقرار ويتحرك بحرية هو الذي يحكم فهؤلاء هم الذين يحكمون يدرسون ويخططون وينفذون ميدانيا ويتحركون بحرية مطلقة بينما الجيش والشرطة هم الخائفون وهم المطاردين اتحدى اي قائد ينزل الى الميدان ويشرف على الامن انهم لايعر