TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > "حميّد" يا مصايب الله

"حميّد" يا مصايب الله

نشر في: 12 أكتوبر, 2013: 10:01 م

ما رواه  المالكي عن ولده، في 83 ثانية منتشرة على اليوتيوب، بيان كاشف عن حقائق خطيرة لكنها، منذ زمن، لم تعد مخفية. وهو ليس البيان الأول لإعلان غياب الدولة والحكومة وكل ما له علاقة بشيء اسمه مؤسسات قضائية أو تنفيذية أو حتى تشريعية. لكني، للأمانة، لم أسمع قبله رئيسا عراقيا، حتى من قبل صدام حسين، تحدث عن ولده بتلك الطريقة. اذكر ان صدام مر على اسم ابنه قصي ذات يوم ووصفه بأنه "يعرف يكاون". على الأقل قالها باختصار. أما ما قاله المالكي عن "المحروس" احمد  فأكثر سماجة.
مَن يكتف بسماع الكلام وأخذه على ظواهره من دون ربطه بحركات المالكي الجسدية وطريقة نطقه للكلمات سيفوته الكثير من المعاني والملامح التي تكشف عن شخصية المتحدث. وإن قالوا بأن الكلام صفة المتكلم أو "قل ما تقول لأقول لك من أنت"، فإن قول الرئيس، أي رئيس أو رجل دولة، ينبئك عن العقلية التي تدار بها دولتك ان كانت لديك دولة أيها العراقي.
تساءل أحد المعلقين في صفحات فيسبوك على حديث "دولته": أ بهذه الطريقة يتحدث رئيس الوزراء مع الوزراء؟ الذي استوقفني في تساؤله أنه أنتبه لطريقة الحديث وليس لمضمونه الذي أهم ما أراد به المالكي قوله ان القوات الأمنية والشرطة، وكل من في السلطة التنفيذية "إخريّة" وخوافون إلا ابنه. قد يستغرب القارئ لو قلت بان أكثر ما أغاظني بالحديث ليس عودة شبح عدي وتوثيته التي فلق به رأس واحد من الخدم وارداه قتيلاً، بل طريقة الحديث التي تنم عن ان صاحبه ينظر لنا وكأننا شعب اُمي وساذج لهذا الحد.
ابحثوا في النت أو إقرأوا سير القادة أو أي كتاب نفسي أو سياسي يتطرق الى مواصفات القائد، أي قائد، وستجدون كلاما عن شيء اسمه "الكاريزما"، التي من لا يمتلكها، ولو بحدودها الدنيا، لا يصلح لقيادة سخلتين. هنا ادعوا أي مختص وأقول له: الف رحمة على روح والديك، قل لي أين هي "الكاريزما" في رجل يدَّعي انه يحمل شهادة ماجستير باللغة العربية أخذها بشعر جده، ويقول:
"لأن هذا الشخص إمشبّج ويّه شخصيات وويّه مؤسسات إعلامية وشركاء موجودين وتارس بطون الآخرين. أحمد كال انطوني امر القبض وانطوني قوات وانا اروحله"؟ والزبده انه راح له أحمد.
و "حميّد" يا مصايب الله  ..
ولأنه عيد سأتوقف عن الحديث عن "حميّدّ" ومصائبه، متمنيا لكم عيدا آمنا خاليا من المفخخات وأساطير اللاهثين وراء ستة مليارات. وان عدنا وعدتم سالمين بإذن رب العالمين، سأغنيكم:
ولك .. انت "حميّد" .. يا موش انت؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. زياد الخفاجي

    خلي يشوفون المخدعون بالمالكي وزمرته اي ثقافة رئيس الوزراء يملك صحيح اذا لم تستحي فافعل ماشئت او قل ما شئت

  2. منتصر ابو سحاد

    اين الشرف العسكري ياايها القاده فرد يساوي روؤسكم جميعا ذهب لوحدة ونفذ ماعجزتم انتم فعله من كان له شرف فالينزع رتبته ويصرخ باعلى صوته من اجل هذا الشرف هل يجرا احد على فعل ذلك لا والله اشك ان يفعلها احدا منكم وانا في الكويت رايت حادثة امام عيني عندما حطت اح

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram