بطل آسيا يبحث عن مقعد ثانٍ أو الإقصاء من تصفيات تؤهله إلى نهائيات بطولة قارية كان سيدها قبل أعوام خلت بعدما أهدى شقيقه السعودي فوزاً ثميناً ولم يكن كريماً مع الجمهور الرياضي الذي انتظر عيديته بفارغ الصبر !
هذه الحقيقة المـرّة فضحت اتحاد الكرة والملاك التدريبي في ملعب عمّان الدولي حيث بقي الكلام يدور لأكثر من شهر عن محاولة عودة الانسجام بين الشباب والمحترفين بمساعدة مدرب وطني عوّل للأسف على حركات تنشيطية للغيرة أكثر من تركيزه على التنظيم الأساس للتشكيل وجدوى التبديلات في الأوقات المطلوبة ؟!
هل كانت العهود التي أطلقها الكابتن حكيم شاكر بقدرته على التصدي للمهمة محل ثقة ونحن نرى الفوضى العارمة في زج عناصر لا حول لها ولا قوة بسبب إصراره للمراهنة على صلاحها للاستدعاء ويرد على المشككين بما حققه في مونديال الشباب ولو على حساب الموقف الحرج للوطني اليوم وهو يقف ثالثاً في المجموعة بنقاطه الثلاث من فوز متواضع على اندونيسيا؟ !
قلناها سابقاً ونكررها اليوم نحن مع أي مدرب وطني يُثبت جدارته في إنقاذ منتخب الوطن والشعب فعلاً لا قولاً، ضرورة لا صدفة ، تخطيطاً منتظماً لا إسقاط فرض !
وكشف لقاء السعودية صحة ما ذهبنا إليه في مقال سابق أن إمكانيات المدرب ليس بوسعها إحداث تغيير تكتيكي لافت للمنتخب الأول في ظل حاجة الأخير لمدرب كبير وعناصر جديدة تكتنزها فرق الدوري بعدما تشبث شاكر بلاعبي الشباب قليلي الخبرة في التعامل مع مباريات صعبة ربما يتوقف مصيرنا على نقطة تنقلنا إلى النهائيات بجدارة أو تعيدنا نادمين متحسرين لغيابنا عن أكبر تجمع قاري يمثل الصف الأول لـ16 منتخباً من الظلم ألا يكون العراق حاضراً بينها في سيدني بعد عام.
ولم تقف محدودية خبرة شاكر عند مسألة إدارته مباراة مهمة في مشوار تصفيات لا تقبل المجازفة بضياع نصف نقطة ، بل راح يؤكد أنه أسير علاقات شخصية في انتقائه لملاك مساعد فقير التجربة مع المهمات الدولية، بل التمرّس الحقيقي مع أندية الممتاز التي تزيد المدرب ثقة بالنفس على لعب دور ايجابي في الطاقم الفني المساعد، فماذا حقق صفاء عدنان وعبد الكريم سلمان طوال عملهما في مشوار التدريب لكي ينالا فرصة يحلم بها كبار مدربي الأندية المتميزين؟!
لم يأخذ اتحاد الكرة بنصائح كثيرة قدمها الإعلام بحرص ومسؤولية لإنقاذ أسود الرافدين من ورطة النقاط الثلاث في تصفيات أمم آسيا مثلما تورطوا سابقاً بالنقطتين اليتيمتين خلال ثلاث جولات من مشوار تصفيات المونديال التي أثرت بشكل سيء على نفوس اللاعبين ولم يشفع لهم الفوز على الأردن في جولة الإياب وبقي النحس ملازماً لهم وقوّض آمالهم في المباريات المتبقية ، فشتان بين أن تسير قوياً رافعاً هامتك تتطلع بثقة لفوز جديد وبين أن تترنح خائفاً مُكبلاً بالخيبة وتتوقع كبوة جديدة في طريقك بين المتنافسين.
بصدق .. لم يكن المنتخب السعودي مؤهلاً لتحقيق الفوز، وكانت أغلب تأشيرات زملائنا في المملكة تشير إلى تخوّفهم من النتيجة لقلة الثقة بالمدرب لوبيز بعدما حلّ بالمركز الرابع في البطولة الدولية التي ضيفتها الرياض، وذهب بعضهم ليشير بكل جرأة إلى أن ثنائية عمّان أحبطت سعي المتأهبين لمهاجمة اتحاد أحمد عيد بدافع تصفية حسابات ناديوية، وبعيداً عن أخطاء الحكم العُماني عبدالله الهلالي الذي لم نفكر بالاعتراض على تسميته ليس طعناً بشخصه، بل لتجنب الحرج في قيادة (ديربي) خليجي ربما تفسّر قراراته انحيازه لصالح طرف ما، بعيداً عن ذلك فإن هناك مسألة تداركها مسبقاً رئيس الاتحاد السعودي احمد عيد عندما أكد أن العلاقة الودية بين العراق والسعودية أكبر من كرة القدم وهو محق بالفعل كمسؤول إداري عن اللعبة، لكن الشعور بالمواطنة لا يخضع للقيود أو التوجيه ، فلاعبو السعودية نزلوا ارض الملعب لرد الاعتبار من حملات التشكيك التي تعرّضت لها بلادهم إثـر تصريحات انفعالية أطلقها مسؤولون في حفل افتتاح المدينة الرياضية في البصرة أتهموا السعودية بلعب دور ماكر لنقل ملف خليجي 22 الى مدينة جدة، في توقيت أثـر بشكل مباشر من وجهة نظري على نتيجة هكذا لقاءات تحكمها إرهاصات كثيرة لا يمكن عزلها عما يحيطها من ظروف سياسية وخطابات إعلامية مؤدلجة وفق مصالح تعتاش على أزمات الماضي والحاضر!
حقيقة لم يبق ِلنا منتخبنا الوطني فرصة للتفاؤل في إمكانية مرافقة السعودية إلى سيدني في حال استمر الملاك التدريبي نفسه يدور في نفق مظلم بحثاً عن منقذ لمأزقه الذي لا حلّ له سوى اتخاذ اتحاد الكرة قراراً فورياً بتسمية مستشار فني على دراية كبير بواقع المنتخب وعناصره الحالية وما يحتاجه من ركائز أساسية تحل بدلاً من (سعد عبد الأمير وعلي فائز وسيف سلمان وضرغام إسماعيل وأمجد راضي ومهاجم قناص يكون بديلاً ليونس محمود) لأنهم غير منتجين في الوقت الحاضر، مع تغيير الملاك المساعد لكي يتمكن شاكر من تصحيح الأخطاء في ضوء مقترحات ناجعة تكسبه نقاط جولته الساخنة أمام السعودية في الرياض وجولتي اندونيسيا والصين على أرضنا المفترضة في عمّان.
لا تنتظروا العيدية من مفلس!
[post-views]
نشر في: 20 أكتوبر, 2013: 10:01 م