الكثير من الكتاب في الصحافة المحلية كانوا يستعينون بالأسماء المستعارة لكتابة مقالاتهم والتعبير عن آرائهم في قضية ما ، والاسم المستعار قد يكون قناعاً في بعض الأحيان ، لتمرير فكرة او رأي او موقف من دون ذكر الاسم الصريح ، وفي خمسينات القرن الماضي ، ترسخ هذا التقليد في الصحافة المحلية لتفادي الوقوع في "مطبات " وضعها الرقيب المكلف بمسؤولية الحفاظ على الخطاب الإعلامي المنسجم مع توجهات السلطة .
الرقيب صاحب حاسة الشم القادرة على كشف الإيحاءات والتلميحات المضادة للسلطة في المقال السياسي لم يكن يعبر عليه "القارش والوراش" وتقريره بسرعة الضوء يصل الى الجهات الرسمية لتنفذ قرار غلق الجريدة والقبض على رئيس تحريرها ، بوصفه المسؤول المباشر عما ينشر في جريدته ، اما صاحب الاسم المستعار وبعد التعرف على اسمه الحقيقي ، فيكون تحت الملاحقة والمطاردة ، وقد يضطر الى تسليم نفسه الى جهة أمنية ، وفي ذلك الوقت بالإمكان تسوية الأمر بتقديم اعتذار، والتعهد بالابتعاد عن كتابة مقالات تثير غضب المسؤولين ورجال السلطة ، اما من عبر الخطوط الحمر من أصحاب الأسماء المستعارة فسيواجه تهمة "تهديد الأمن القومي " ويكون ضحية اتهامات باطلة ، اعتمدتها السلطة في ملاحقة من يحاول المساس بوجودها والنيل من رموزها ، وفي لحظة المواجهة قد يضطر المتهم الى التخلي عن اسمه الحقيقي والمستعار ، او يبقى مصرّاً على موقفه مدافعاً عن رأيه ، فاستحق ان يكون اسمه الحقيقي والمستعار في صفحات التاريخ العراقي.
مطلع عقد التسعينات ، كتب رئيس تحرير جريدة يومية وكان مقرباً جداً جداً من صاحب القرار مقالاته باسم "عمر الكاظمي" واسمه الحقيقي يعرفه القراء والعاملون في الوسط الإعلامي في ذلك الوقت ، المقالات كانت تنقلها وكالات أنباء أجنبية عاملة في العراق ، وتنشر في اليوم التالي في الجريدة نفسها تحت عنوان زاوية ثابتة "على ذمة الوكالات" ، والغريب في تلك المقالات ليست مضامينها ، وإنما سر اختيار الاسم المستعار وما يحمل من دلالات تنطلق من تصورات الكاتب بان اسمه المستعار يجسد تماسك وحدة العراقيين بسنتهم وشيعتهم واستعدادهم للتضحية للدفاع عن وطنهم خلف قيادتهم الحكيمة .
الغاء الاصطفافات الطائفية توجه تبناه الكثيرون ، وخطوات وإجراءات تحقيق هذا التوجه متباينة بين شخص واخر ، ومن كان يعتقد بان الجمع بين الاسماء على طريقة الكاظمي يمكن ان يعبر عن الصورة الحقيقية للمواطنة يقع في دائرة والوهم ، ومحاولاته فاشلة ، والمسار السليم والصحيح الاعلان عن تشكيل قائمة انتخابية تضم القوى الشيعية والسنية والكردية ، وستحظى بدعم الناخبين وتحقق اغلبية مريحة في البرلمان المقبل يؤهلها لتشكيل الحكومة ، ولكن الظروف الراهنة وحسابات الاحزاب المتنفذة ستبدد تحقيق حلم تجاوز الاصطفاف الطائفي ، لان هناك من يصر على استعارة اسم عثمان بكر العلوي لتحقيق برنامجه الانتخابي .
عمر الكاظمي
[post-views]
نشر في: 20 أكتوبر, 2013: 10:01 م
جميع التعليقات 1
مهند البياتي
لا يعرف الكثيرون ان ابو بكر بن علي بن ابي طالب و عثمان بن علي بن ابي طالب استشهدا مع الامام الحسين عليه السلام في كربلاء وهما ولدا بعد تولي ابو بكر الصديق رضي الله عنه الخلافه، اي لم تكن هنالك عداوه بين الصحابه و الا فلم يكن علي عليه السلام ليسمي اولاده ا