هكذا ضلت الأسود طريق المرمى السعودي وعجزت عن طرقه وهزّ شباكه بعد ان كان مهيئاً تماماً أمامها لكن للاسف لا يوجد من ينتخي ويوجه له ضربة موجعة تهز شباكه حتى استسلم أسود الرافدين تماماً ليبدأ المارد السعودي رحلته المترنحة على خطوط الطول والعرض لملعب عمّان الدولي من دون أي رادع أو مانع بعد ان سلم لاعبونا زمام المبادرة لخصمهم الذي لم يصدق ما يجري كونه يعيش أسوأ حالاته ولم يصدق ان الأسود رفعت الراية البيضاء ورمت المنديل من الوهلة الاولى لتوقظ المارد السعودي من سباته ليشن هجوما كاسحاً يقتلع به شجرة الزيتون من جذورها بعد ان شاخت وتصدع جذعها وبسهولة طرحت ارضاً أمام أنظار كل من يدعي انه مسؤول عنها.
تساؤل مشروع .. ماذا جرى ؟ لكن للاسف ليس هناك من مجيب فكل يغني على ليلاه كما في كل مرة التبريرات نفدت والاعذار تكررت فمن ذا الذي سيخرج بكل ثقة واقتدار ويحكي لنا قصة الأسود التي باتت حزينة مؤلمة لا تسرّ عدواً أو صديقاً خصوصاً بعد ان عوّل الجميع على التوليفة الجديدة التي بعضها عدِل عن قرار الاعتزال وبعضها جاء من اوروبا بعد ان عدَل هو الآخر عن زعله كونه يعلم جيداَ ان لا مكان له في التشكيل الاساس برغم انه الافضل بين جميع اللاعبين والبعض الآخر حصلت الموافقة على تواجده مع الأسود بعد مفاوضات كثيرة انتهت بضمه الى المنتخب بعد اخذ ضمانات منه ألا يعترض على الحكام وان لا يسقط كثيراً على الأرض.
منتخبنا ظهر باسلوب لا يمت بأية صلة الى ما معروف عنه بعد أن عجز مهاجموه من الوصول الى مرمى المنتخب السعودي فضلاً عن امتلاكنا خط دفاع بعيداً كل البعد عمّا معروف عن دفاعات الفرق العراقية على مرّ العصور أما خط الوسط فهو من سلـّم مفاتيح الفوز الى المنتخب السعودي بعد ان عجز ان يفتح اللعب على الجناحين المكسورين بعدم تواجد احمد ياسين وعلي عدنان وحتى وليد سالم وكذلك كرار جاسم اللاعب الذي كنا بأمس الحاجة لخدماته ليظهر لنا قصي منير وسعد عبد الامير بأسوأ حالاتهما في الوقت الذي لا يمكن زج اللاعب سيف سلمان القليل الخبرة بهذه المباراة بمعية زملائه ضرغام اسماعيل ومهدي كامل وجميع اللاعبين الشباب ، فهل يعقل ان يجاروا هؤلاء الفتية المنتخب السعودي ويجابهوا ناصر الشمراني واسامة هوساوي وتيسير الجاسم ومصطفى بصاص ، وماذا سيحدث لو تم اشراك نايف الهزازي ، فيجب ان يعرف كل انسان قدره وقيمة نفسه ومستواه لكن للأسف فنحن نعمل من دون تخطيط بعد ان ضحينا بكتيبة الأسود التي لازالت قواها مبعثرة بين الاندية المحلية وتقدم أقوى المستويات فأين صالح سدير وهوار محمد ومهدي كريم وباسم عباس ومصطفى كريم وحتى حمادي احمد الذي تغاضوا عنه من دون أي سبب أين هؤلاء فكفانا نكذب على انفسنا بعد ان أهّلنا جيلاً لازال في عمر الشباب لنحمّله مسؤولية كبيرة لم يقوَ على تحملها بعد ونحرقه بمحض ارادتنا ونخسره تماماً بدلاً من ان نزجه بصفوف المنتخب الاولمبي ليعجز لاعبوه عن تقديم ما يقنعنا ولا يمكن ان نعود بهم للتواجد مع اقران جيلهم الذي يجب ان يكون بعيداً عن التمثيل الوطني لنخسر جيلين سوية ويكون تأهلنا الى نهائيات القارة التي كنا بالأمس ابطالاً لها على كف عفريت.
تأهلنا على كفّ عفريت!
[post-views]
نشر في: 21 أكتوبر, 2013: 10:01 م