اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > أمّا.. أو (ماننطيها)

أمّا.. أو (ماننطيها)

نشر في: 21 أكتوبر, 2013: 10:01 م

مثل كرة الثلج التي تتدحرج ويكبر حجمها أثناء تدحرجها، تكبر الشائعة ويزداد جمهورها، ولكثرة تداول الشائعات في بلدنا وسرعة تصديقها من قبل الناس، أوقن أحيانا أن تلك الشائعات لا تنطلق بصورة عشوائية، بل هي صناعة متقنة ومنظمة ولها خبراؤها وأوقاتها المناسبة وأهدافها المتنوعة..
آخر شائعة تناقلها العراقيون بعد مرور العيد المتخم بالموت والازدحامات هي احتمال تأجيل الانتخابات أو إلغائها لاستمرار الخلاف بين الكتل النيابية حول تمرير قانون الانتخابات لكن الشائعة لم تتوقف عند هذا الحد بل تدحرجت من لسان لآخر فكبر حجمها وصار يمكن لمن يسمعها أن يتخيل العراق في المرحلة المقبلة وقد تحول إلى سلطنة يحكمها السلطان المالكي ويخلفه السلطان الصغير احمد وهكذا بينما نتناسى ثم ننسى تدريجيا قانون الانتخابات والديمقراطية ونعود لتقديم فروض الولاء والطاعة لنيل رضى مولانا السلطان..
لم يمر يوم واحد على الشائعة حتى خرج علينا من ينفيها ومن يؤكدها من النواب انفسهم فالنجيفي ينفي تأجيل الانتخابات أو تمديد عمر الحكومة الحالية والزوبعي يؤكد ذلك والصدريون والأحرار يتهمون كتلا بعينها بمحاولة عرقلة تمرير قانون الانتخابات بصيغته الحالية رافضين فكرة إعطاء مقعد رئاسة الوزراء هذه المرة للمالكي اعتمادا على نجاحهم وشعبيتهم في انتخابات مجالس المحافظات....
المواطنون الذين يحصدون نتائج هذه الشائعات والتناحرات ويدفعون ثمنها يوميا من دمائهم وأحلامهم المذبوحة على الأرصفة مازالوا ينتظرون بفارغ الصبر فالكل ينتظر..العراقي الذي غمس أصبعه في حبر الانتخابات ليحصل على حكومة تلبي احتياجاته وتناسب خياراته وتفكر به وله..وأصحاب المعاملات المركونة منذ زمن والتي تنتظر تشريع قوانين تخدم المواطن أو قيام حكومة مخلصة تعمل على إنجازها، والمشاريع المؤجلة بانتظار الإيعازات الحكومية للوزارات وزيادة ميزانية أنفاقها بدلا من بعثرتها على مهرجانات باذخة ومحاولات فاشلة لتجميل وجه بغداد حضاريا وثقافيا بينما يجول الموت أزقتها ليلا ونهارا وترتفع نسب الفقر والبطالة والتسول لتشوه وجهها الجميل...
الكل ينتظر أن ينتهي الجدل بين من يمسكون بين أيديهم بتلابيب مستقبل العراق ليعيش العراقي في ظل حكومة وطنية حقيقية بعد أن شهد كل أنواع التجارب السياسية ابتداءاً بمجلس الحكم والحكومات الانتقالية ثم الحكومات المنتخبة ضمن اطار لا يحمل الكثير من ملامح الديمقراطية التي تاق العراقيون لها طويلا...الكل ينتظر أن تنتهي الإجراءات التي ترافق فترة ما قبل الانتخابات من تعقيدات في حركة السير وزيادة جرعات التفتيش،واهم المنتظرين هم أصحاب الأعمال الحرة الذين تعطل تلك الإجراءات تحصيل رغيفهم اليومي فيحلمون بقيام حكومة تضمن لهم عملا وحياة كريمة..
الشائعة الأخيرة مازالت تتدحرج وتكبر كرتها رغم نفي البعض لها فالمواطن العراقي يخشى العودة إلى عصر السلاطين وبدأ مريدي المالكي الذين تبعوه استنادا إلى مقولة (ماننطيها) يبحثون عن بدائل من قوائم شيعية أخرى كالصدريين أو المجلس الأعلى للثورة الإسلامية ويعمل أبناء هذه القوائم بدورهم على تأكيد وجودهم شعبيا وسياسيا لمنافسة المالكي لكن المصيبة التي يخشاها المواطن العادي حتى لو غمس إصبعه في الحبر الأزرق ووضعه على مرشح آخر أو قائمة أخرى أن يجد من يعيد الدولة للسلطان أما باستغلال الجيش والشرطة والصحوة أو بالتزوير المتقن أو بتكرار سيناريو الانتخابات السابقة وسعي الأطراف المعارضة نفسها لمنح الولاية للمالكي حتى ولو كانت ثالثة فهي افضل من تغيير الوجوه بأخرى ستتعارض حتما مع مبدأ (ماننطيها)..

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. ابو سجاد

    ست عدوية الائتلاف نفس الائتلاف التيارلصدري والمجلس الاعلى والفضيلة ودولة الفافون ادا بقت هده القائمة بهده التشكيلة من المستحيل انتزاع الحكومة من يد السلطان من يستطيع من هؤلاء الخروج عن الارادة الايرانية والامريكية الرجل مقبول من كلى الطرفين وخصوصا القضية

  2. ابوحسان فلوس وخبر والحان

    هلو ست عدوية كل الاحزاب والشخصيات صدعت روسنه بالوطنية مجرد خطابات سرد كلامي وبعدين اذا قروا قانون الاحزاب ترى يبقى فقط الدعوة,الشيوعي,الاسلامي,تكنوقراطي وبقية الاحزاب راح تنطوي تحت هالاحزاب التماسيح رح اصير مماحكاة ابممرات اروقة مجلس النواب وتقديم تنازلات

يحدث الآن

بالصور| تظاهرات حاشدة أمام وزارة التخطيط للمطالبة بتعديل سلم الرواتب

805 قتلى وجرحى بأعمال شغب مستمرة في بنغلاديش

مجلس النواب يعقد جلسته برئاسة المندلاوي

خبراء يحذرون: أغطية الوسائد "أقذر من المرحاض" في الصيف

القبض على 7 تجار مخدرات في بغداد وبابل  

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram