لم يفز واحد من أولئك الكتّاب بجائزة نوبل للآداب في أواخر القرن التاسع عشر، علماً ان الشعر والأدب الروسيين كانا في مقدمة الثقافة عالمياً، والأمر يبدو غير واضح، ما عدا أن اتباع عدالة في ما يخص الجوائز يبدو أمراً صعباً، وقد يكون السبب أيضاً، قد يكون تجا
لم يفز واحد من أولئك الكتّاب بجائزة نوبل للآداب في أواخر القرن التاسع عشر، علماً ان الشعر والأدب الروسيين كانا في مقدمة الثقافة عالمياً، والأمر يبدو غير واضح، ما عدا أن اتباع عدالة في ما يخص الجوائز يبدو أمراً صعباً، وقد يكون السبب أيضاً، قد يكون تجاهلاً لأولئك الكتاب الكبار. ومنذ منح جائزة نوبل عام 1901، نشبت معارك كبيرة، ولم تتفق الآراء حول المؤلف أو الشاعر الذي يستحق حقاً جائزة نوبل في عالم الأدب، وفي وصيته، وضع ألفرد نوبل، قاعدة جائزة تمنح للمؤلف. "الذي يقدم عملاً أدبيا الأكثـر أهمية إنسانياً". وأما كيف تم تفسير ذلك في القرن الماضي، فكان موضوع المقالات وأطروحات البحث والكتب أيضاً.
ومن الصعب ان تتخيل ان في العام الأول لتوزيع تلك الجائزة، لم يكن "ليوتولستوي" حتى في قوائم الترشيحات لها، ومنحت جائزة نوبل الأولى في الأدب لشاعر فرنسي لا يتمتع بشهرة كبيرة، ولا يعرفه غير القلّة وهو سولي برود هوم، مما أثار سخطاً بين أوساط الكتاب في أوروبا، بل ان الكتاب والمؤلفين السويديين كتبوا رسالة إلى تولستوي، يعربون فيها عن أسفهم واعتراضهم على ذلك القرار الذي اتخذته لجنة نوبل.
وفي ما بعد، وعلى أي حال، جرى ترشيحه للجائزة أربعة أعوام، الواحد بعد الآخر، ولكن لجنة الجائزة والسكرتير العام للأكاديمية السويدية، لم يتحركوا خطوة، الذي لم يكن متأثراً بتولستوي قائلاً: "إنما قد يدين كل أشكال الحضارة، ويؤكد على الاستعاضة عنها بأشكال بدائية من الحياة، بعيداً عن الثقافة العالية".
وعلى الرغم من الاتفاق العام على ان الرواية الحديثة قد ولدت في روسيا، وان الأدب الروسي والشعر في أواخر القرن التاسع عشر، يعتبران الأفضل في العالم، أجل على الرغم من ذلك، لم يكن من فاز بنوبل، روسيّاً، قبل منحها إلى إيفان بونين عام 1933.
والترشيحات بصدد ترشيح أنطوان جيكوف، فشلت على الرغم من أنها أثارت عاصفة من الإعجاب به في روسيا وأوروبا، فهو مؤلف "شجرة الكرز" و"الخال فانيا" اضافة الى العديد من القصص القصيرة، وهو الأكثر قراءة في الولايات المتحدة.
وهناك أيضا الشاعر الرومانسي والمثالي ألكسندر بلوك، الذي لم يرشح للجائزة أبدا، والأمر ينطبق أيضا على نيكولاي غوميليف، الذي كان الزوج الأول لآنا أخماتوفا، ومؤسس حركة "الذروة".
وفي ما يخص المؤلف والمترجم والمؤرخ الفيلسوف الديني ديمتري ميرجكوفسكي، فقد رشح مرات عدة، ومنذ عام 1414، كانت هناك ثمانية ترشيحات له، حتى أعلنت لجنة الجائزة في عام 1937، رفض ترشيحه، "لتأملاته الدينية الغامضة".والأمر نفسه حصل مع ماكسيم غورغي، الكاتب الروسي الكلاسيكي، ولكن لجنة نوبل تعاملت معه أيضا بغموض بصدد ترشيحه للجائزة عام 1918 بسبب فوضويته، التي لا تتلاءم مع إطار جائزة نوبل.
وفي عام 1923 كان من المتوقع ترشيح الشاعر كونستانين بالمونت لقائمة المرشحين، خاصة وأنه قام بترجمة القصائد الأوروبية إلى اللغة الروسية، وتم رفضه أيضاً.
وأعلن توماس مان في عام 1930، انه اعجب جداً حد الذهول برواية "شمس الموتى" تأليف إيفان شميليوف، وهو الأديب والمفكر الأرثوذكسي، كان قد هاجر منذ زمن طويل إلى باريس، ولكن اللجنة أعلنت عدم اهتمامها به: "شميليوف كاتب مؤهل للنجاح، ولكنه لم يحقق نجاحاً كبيراً".
وجائزة نوبل الثانية للكتاب الروس كانت من نصيب بوريس باسترناك، عام 1958، تقديرا لروايته، "د.جيفاكو" ولكن الكاتب ارغم على رفض الجائزة من قبل السلطات السوفيتية.. وفي عام 1965 نال الجائزة ميخائيل شلوخوف.
وانتشرت الشائعات في الستينات من القرن الماضي، عن ترشيح الشاعرة آنا أخماتوفا للجائزة، وفي عام 1972 كتب الشاعر الشهير ألكسندر سولجينيستين للجنة نوبل مرشحاً فلاديمير ناباكوف، وكان هناك امل أيضاً بالنسبة لفوز أندريه فوزنيسينكي، ولكنه بعد فوزه بجائزة الاتحاد السوفيتي، تناست لجنة نوبل أمره.
وبعد فوز جوزيف برودسكي بجائزة نوبل عام 1987، قيل ان جنكيز إيتما توف كان رشح لها أيضاً، وفي ما بعد، تضمنت قائمة نوبل أسماء: بيلاّ أخمادولينا وييفيفنجي يفتوشينكو، وفي عام 2011، رشح يفتوشينكو ثانية لها وتم أيضاً ترشيح المفكر الروسي فيكتور بيليفن.
عن: الغارديان