في سن الثمانين ، يعود الممثل الفرنسي الشهير جان بول بلموندو ليبهر جمهوره بحيويته الفائضة وحضوره المميز ..كان ذلك خلال تكريمه في الرابع عشر من شهر تشرين الأول الجاري في مهرجان لوميير في ليون من خلال عرض نسخة معدلة من فيلمه الكبير (قرد في الشتاء ) المأ
في سن الثمانين ، يعود الممثل الفرنسي الشهير جان بول بلموندو ليبهر جمهوره بحيويته الفائضة وحضوره المميز ..كان ذلك خلال تكريمه في الرابع عشر من شهر تشرين الأول الجاري في مهرجان لوميير في ليون من خلال عرض نسخة معدلة من فيلمه الكبير (قرد في الشتاء ) المأخوذ عن رواية لهنري فيرنول بلوندين والذي كتب له السيناريو ميشيل اوديار وتم عرضه في عام 1962 ..
في مقابلة حصرية لصحيفة الفيغارو قال بلموندو ذو الشخصية الفذة والملامح البرونزية والذقن الأبيض المشذب بعناية انه تمكن من تجاوز عقبة المرض الذي أصابه في الأوعية الدماغية في عام 2001 وعاد ليتواصل مع جمهوره ...
كان بلوندو بطلا للسينما الفرنسية يذهب لمشاهدته في دور السينما اكثر من ثلاثين مليون مشاهد ويتهامس حول نجاحه الجمهور ويجد الكثيرون انفسهم فيه لأنه ظل رمزا للحيوية والتلقائية كما انه لم يفقد هالته ولا أسلوبه الساخر المتهكم أوعفويته المتجسدة في شخصيته المسرحية العبقرية ( سيرانو ) أو في فيلمه ( بيبل ) من أفلام الموجة الجديدة..
اشتهر بلموندو كبطل للسينما الشعبية ،فهو ملاكم بأنف مكسور أو رقبة معلقة في طائرة مروحية، لذا بقي معبودا للجماهير حتى هذه اللحظة ومازالت وفود السائحين تطلب التقاط صور معه كلما شاهدته في مكان عام وهو مايديم سعادته وابتسامته المعروفة ..
عن دوره في فيلم ( قرد في الشتاء ) المحتفى به في المهرجان قال بلموندو انه كان في التاسعة والعشرين من عمره ولم يتصور يوما ان يوضع اسمه في الإعلانات قرب اسم الممثل الكبير جان غابان الذي كان وقتذاك في سن الثامنة والخمسين ، بل لم يتخيل ان يجلس قربه أو يتحدث معه ما أصابه بصدمة دفعته إلى بذل جهد كبير لتحقيق النجاح في الفيلم ..
لايرى بلموندو الذي اشتهر بأدواره المسرحية العديدة ان تلك القصة كانت مناسبة للمسرح بل تمت كتابتها ليتم تجسيدها على الشاشة ، وبالفعل نجح الفيلم وتطورت بعده علاقة بلموندو بغابان لدرجة اكثر من الصداقة إذ اصبحا شريكين أيضا ..ويقول بلموندو ان غابان لم يتعامل معه يوما كمحترف ويعطيه دروسا في التمثيل بل نصحه كصديق حول تمثيله المخاطرات دون شخص بديل طالبا منه التوقف عن المخاطرة بحياته لأن هناك أشخاصا يدفعون لهم أجورا ليمارسوا تلك المجازفات ..رغم ذلك ، كان بلموندو يمثل بدلا عن البديل لأن المخاطرة تجعله سعيدا أما أجمل مخاطراته فيقول بلموندو انه لم يفعلها بعد ..عن الفنانين الذين أثاروا غيرته في الماضي قال بلموندو انه لا يغار إلا من نفسه ، أما عن أفظع حالة موت عاشها على الشاشة فقد قال بلموندو ان الموت الأكثر بشاعة كان في فيلم (بييرو المجنون ) الذي انتهى برأس مصبوغ بالأزرق ومحاط بحزام مدجج بالديناميت الأصفر ..
يتمنى بلموندو العودة إلى المسرح لأنه يعيش على خشبته اجمل انفعالاته ويعتبر دوره في مسرحية (كين ) لالكسندر دوماس التي قدمها عام (1987) افضل أدواره لأنه يمثل عودته إلى المسرح بعد 28 عاما من الغياب ..ولا يشعر بلموندو بالندم على أي من أدواره ولا يشعر بأي تطابق بينه وبين أي منها لأنه يجسد الشخصيات على الشاشة أو المسرح وما أن ينتهي دوره حتى يعلق الشخصية في خزانة الثياب –كما يقول –
ويعترف بلموندو ان اجمل صفاته كإنسان هي التواضع كما انه مستعد لمسامحة أي شخص عن أخطائه معه إلا في حالة الخيانة ..وعن أصدقائه قال بلموندو انهم كالأوكسجين بالنسبة له فلديه أصدقاء منذ خمسة وستين عاما مثل روشفور ومارييل وريتش وميرنييه وشارل جيرار فضلا عن المتوفين منهم من أمثال ميشيل بون وبرونو كريميه وآني جيراردو كما تتواصل حتى الآن صداقته مع بيير براسور لأن الصداقة بالنسبة له هي كالهواء الذي يتنفسه ..
كان بلموندو قد تم تكريمه قبل سنتين في مهرجان كان السينمائي وهاهو يتلقى الاحتفاء والتكريم في مهرجان لوميير في ليون لأنه كان ومايزال رمزا للحيوية والأداء المميز ..