TOP

جريدة المدى > عربي و دولي > أيام النار..كيف اتخذ جورج بوش قراراته

أيام النار..كيف اتخذ جورج بوش قراراته

نشر في: 23 أكتوبر, 2013: 10:01 م

ستبدو قصة تلك الأعوام الثمانية طويلة جداً كي تضمنها كتاب واحد، ومع ذلك فقد اصدر بيتر بيكر (الصحفي الذي قام بتغطية أنشطة وأعمال جورج بوش في البيت الأبيض لصحيفة الواشنطن بوست أولاً ثم النيويورك تايمز) ذلك الكتاب أخيراً، وأسلوب بيكر متوازن يعود بذاكرته

ستبدو قصة تلك الأعوام الثمانية طويلة جداً كي تضمنها كتاب واحد، ومع ذلك فقد اصدر بيتر بيكر (الصحفي الذي قام بتغطية أنشطة وأعمال جورج بوش في البيت الأبيض لصحيفة الواشنطن بوست أولاً ثم النيويورك تايمز) ذلك الكتاب أخيراً، وأسلوب بيكر متوازن يعود بذاكرته من خيبة امل، ومع ذلك فان "أيام النار" ليس جارحاً أو مؤلماً، فهو يتناول موضوعاته برقة، كريماً تجاه المنجزات التي تحققت، دون ان يتجاهل الأخطاء.
وبوش لم يكن شخصاً يعبر عن قراراته، على الأقل ليس بشكل علني، ومع ذلك ففي صيف عام 2008 بدا في حالة تأمل نادرة، وكان آنذاك جالساً في غرفة انتظار حلول موعد اجتماع مقبل وتطلع الرئيس بوش نحو غينس والأدميرال مايك مولين، وكان قد اصبح رئيس هيئة الرئاسة المشتركة، متذكراً الأيام العصيبة في عام 2003 قبل ان يبدأ الحرب، التي أصبحت مشكلة صعبة، وتحدث قائلاً: "هل تعلم، عندما اتخذت قرار الحرب على العراق، درت حول الغرفة سائلاً كل فرد جالسٍ على المائدة:- "هل أنت معي؟، هل لديك أي شك؟" ولكني لم اسمع كلمة من احد وبالنسبة لبوش، كانت تلك اللحظة نادرة من الشك هل انه يقضي على قراره غير الناضج؟
وفي كتابه جمع بيكر، آراء عدد من الشخصيات التي كانت لها تأثير في تلك المرحلة، ومنهم غيتس ومولن ونائب الرئيس ديك جين وأشخاص آخرون من البارزين في مرحلة حكم بوش، ولهم مكانتهم في البيت الأبيض، إضافة الى مقابلته للرئيس بوش، وكانت النتيجة نسخة ثانية صقيلة وبراقة من التاريخ، او بالأحرى النسخة الأكثر صقلا من التاريخ قد صدر حتى الآن عن تلك المرحلة، حتى صدور كتب أخرى عن الموضوع، مع فتح الملفات السرية، أمام الاكاديميين للعمل والتحليل.
وهناك عبارة شهيرة قالها احد المؤرخين الإيطاليين تقول، "ان إيطاليا بلد الاسرار الكثيرة ولا وجود للغموض فيها" وهي عبارة يمكن إطلاقها على إدارة بوش ولكن بترتيب عكسي، إذ ان الأسرار الخاصة بتلك الإدارة قد تم الكشف عنها، ومع ذلك فان الغموض الذي يتعلق بها ما يزال محط التفكير ومؤلف الكتاب بيتر بيكر، مهتم بشكل خاص بسر العلاقة بين بوش وجيني- والأبعد من ذلك غموض جورج.و.بوش، هل ان بوش يدير حقاً إدارته، أم انه كان يقاد من قبل أشخاص آخرين، وعلى الأخص من قبل نائب الرئيس؟
ويجمع بيكر قصص كثيرة عن المسؤولين ذوي النفوذ في خلال أعوام رئاسة بوش، إذ لم يكن جيني فقط بل دونالد رامسفيلد ايضاً، وبول بريمر، المسؤول عن الإدارة الأمريكية في العراق المحتل، إضافة الى الجنرال جورج كيسي، القائد الأعلى للجيش، وكانت القرارات الحاسمة التي اتخذت بعد انتهاء الحرب في العراق ومنها –حل الجيش العراقي وحزب البعث قد اتخذت من قبل بريمر وحده دون التفاتة الى الخلف نحو واشنطن، وفي عام 2008، كان هنري بولسن، وزير الخزانة له تأثير وسيطرة اكبر على الإدارة ورد افالها إزاء الأزمة الاقتصادية، ومع ذلك فعندما تم كل شيء، فان النتيجة كما يقول بيكر هي: "ان صاحب القرار قد انتهى فعلاً الى قرار"، ومن الممكن القول، ان نجاحاته او فشله عبر الايام الشديدة تلك، كانت تعزى اليه.
وان كان بوش قد اعتمد بقوة على ديك جيني منذ بداية فترة رئاسته، فان لك ايضاً كان قراره شخصياً، وكما يشير المؤلف، الى عام 1992، عندما اصدر بوش قراراً بترقية ديك جيني، الى درجة المسؤول الأول عن لوائح وبطاقات الحزب الجمهوري، الانتخابية، بدلاً من دان كويل.
ولم يكن جيني في حاجة لوضع خطة له بالنسبة للانتخابات عام 2000، اذ ان بوش كان في باله ثنائية "بوش-جيني" منذ اكثر من عشرة أعوام.
وفي عام 2004، تطوع جيني للانسحاب من تلك المهمة "البطاقات"، ولكن بوش رفض طلبه ومع التأكيد على وضع جيني في المكتب، اخذ بوش التقليل من مهام "نائب الرئيس" وبروز تجمع قوة جديدة في المرحلة الثانية لرئاسة بوش ففي الشؤون الخارجية، خسر ديك جيني المعركة تلو المعركة أمام غوندوليزا رايس، وفي الداخلية فان ردة الفعل، إزاء الأزمة الاقتصادية في عام 2008 كانت تقاد من قبل بولسن في وزارة الخزانة وبين بيرنانك في مجال الاحتياطي الفيدرالي.
وإدارة البيت الأبيض في الفترة الرئاسية الأولى يمكن اختصارها في صيغة (ديك جيني) (كارل روف) اندي كارد، في حين كان بوش يرقب محبطاً صراع القوى الداخلية، أما في المرحلة الثانية، عيّن بوش اندي كارد رئيساً لهيئة الموظفين، مع إشراف قوي للرئاسة.
وهناك حكاية تعود الى مظاهر عام 2007 تشير الى طريقة بولتن في العمل، إذ كانت المحكمة العليا قررت الاستماع الى قضية هامة حول البنود المتعلقة باستخدام السلاح الناري، وجرت منافسة ما بين المدعي العام بول كليمينت وجيني، تمكن الأخير في النهاية من جمع 55 صوتاً من أعضاء مجلس الشيوخ و250 من أعضاء البرلمان، وجرى نقاش حاد اثر ذلك بينهما.
ولبوش أيضاً مواقفه، ففي صيف عام 2008، سأل احد المساعدين الرئيس بوش عن الأمر الذي أثار استغرابه اكثر من سواه، حول رئاسته، وأجاب بوش ضاحكاً، بدون تردد، "قلة الصلاحيات والسلطة التي املكها" وان ذلك الأمر يتعلق بكافة الذين سبقوه في المنصب، وهذا الأمر غير معروف بشكل عام. ففي لحظات الأزمات تتوسع قوة البيت الأبيض، ولكن السياسيون المعروفين سرعان ما يؤكدون تواجدهم، وعند ذلك يجد الرئيس نفسه، أمام مهام تقليدية، في حين ان اللوم يوّجه، اليه فقط حول قرارات لم تكن لديه القوة للسيطرة على اتخاذها.
ومن الإنجازات المثيرة للجدل في مرحلة إدارة بوش-جيني، ما يتعلق بـ(ناسا وتارب)، وفي داخل حزبه، تم رفضها والتبرئة منها، في سبيل تيار اكثر راديكيالية من المحافظين.

* كاتب المقالة هو ديفيد مزوم، الذي عمل مساعداً خاصاً للرئيس بوش وكاتب خطاباته.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مخاوف من تكرار سيناريو كورونا بعد تفشي فيروس "ميتانيموفيروس"

إيران تعتزم تسويق نفطها لشرق آسيا بـ"هوية عراقية"

انفجارات تهز دمشق

تظاهرة للمتقاعدين في إيران احتجاجاً على سوء الأوضاع الاقتصادية

إيران في رسالة للسوداني: لا نتحفظ على أي قرار يخص مستقبل الحشد

مقالات ذات صلة

أبرز ردود الفعل.. ماذا قالت السعودية وإيران وإسرائيل عن انتخاب رئيس لبنان؟

أبرز ردود الفعل.. ماذا قالت السعودية وإيران وإسرائيل عن انتخاب رئيس لبنان؟

متابعة/ المدى توافدت العديد من الدول العربية والأجنبية للتعليق على انتخاب، جوزيف عون، رئيسا جديدا للبنان، اليوم الخميس. السعودية بعث العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، برقية تهنئة، للرئيس اللبناني، جوزيف...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram