اختتمت في مدينة أربيل ،أمس الجمعة، فعاليات كرنفال السلام والتآخي الذي أقامته دار الثقافة والنشر الكردية التابعة لوزارة الثقافة الاتحادية وتضمن فعاليات متنوعة بين الفن التشكيلي والفوتوغرافي والغناء واللوحات الراقصة إضافة إلى القصائد الشعرية وغيرها من
اختتمت في مدينة أربيل ،أمس الجمعة، فعاليات كرنفال السلام والتآخي الذي أقامته دار الثقافة والنشر الكردية التابعة لوزارة الثقافة الاتحادية وتضمن فعاليات متنوعة بين الفن التشكيلي والفوتوغرافي والغناء واللوحات الراقصة إضافة إلى القصائد الشعرية وغيرها من الفعاليات التي امتدت لثلاثة أيام على قاعة ميديا للفنون وسط أربيل. وقال وكيل وزير الثقافة فوزي الأتروشي إن هذه المهرجانات وغيرها تأتي لترسيخ مبدأ لا حياة لثقافة النوع الواحد لأن المستقبل للتنوع الثقافي ، مضيفاً في حديث لـــ(المدى) ان كرنفال السلام والتآخي يأتي في سياق مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية 2013 الذي من شأنه إعادة العراق إلى تواصله الثقافي مع محيطة العربي.
وفي كلمته الافتتاحية رحب كنعان المفتي ممثل وزير الثقافة والشباب في حكومة الإقليم بجميع الحاضرين في كردستان مبيناً ان أربيل لها مدلولاتها لأنها المدينة التي تعيش فيها كل المكونات والطوائف العراقية .
من جهته قال مدير عام دائرة الثقافة والنشر الكردية شفيق المهدي انه لا احد يمكنه ان يمنع العاطفة بين العرب والكرد في العراق ونحن فرحون بقدر فرح إخواننا بأي مكسب ومنجز لإقليم كردستان ، مناشداً في تصريح لـــ(المدى) الجميع باسم الطفولة ان يحرصوا على اللحمة بين مكونات الشعب العراقي.
وكانت افتتاحية فعاليات الكرنفال بمعرض فوتوغرافي وتشكيلي ضخم لمجموعة من الفنانين ،منهم رنا الطائي ومنعم الحيالي وأحمد الزعيم وطارق حمزة وميسم ربيع الذين تنوعت لوحاتهم بين الطبيعة الممتدة على مساحة الجغرافية العراقية وتفاصيل الحياة اليومية والطبيعة الصامتة وغيرها من المواضيع إضافة إلى معرض الصور الفوتوغرافية التي وثقت جوانب عديدة من زوايا مختلفة ليوميات الفرد العراقي سواء في الجنوب أو الشمال ،ومن أبرز المصورين المشاركين الرائد محمد عزيز الجاف وعلي اركادي .
وانتقل الجمهور إلى إيقاع سريع من الغناء والموسيقى المصاحبين لأداء فرقة الفنون الشعبية في أربيل وفرقة التراث الشعبي اللتين قدمتا عددا من اللوحات التي تروي قصصا تراثية غنائية وراقصة من الموروث الكردي القديم ،في حين قدمت فرقة الجالغي البغدادي عددا كبيرا من المقطوعات والأغاني التراثية المشهورة . وتخللت فقرات الكرنفال بشكل مستمر إلقاء قصائد تتغنى بحب الوطن والدعوة إلى الاعتزاز بكل مكوناته وطوائفه حيث تقدم الشاعر إبراهيم الخياط الجميع بإلقاء أول قصيدة في المهرجان الذي شهد قصائد أخرى للشعراء جوهر كرمانج واوات حسن أمين وعبدالهادي فنجان وشمال عقراوي وعيسى حسين و سه ره وت رسول وشيلان محمد حسن وخضير الزيدي وبيكه س حمد وهه فال السندي وأحمد البياتي وجاسم غريب. وترقب الجمهور الفقرة الأهم التي كان الجميع يسأل عن وقت اللقاء بعميد الغناء العراقي ياس خضر الذي قوبل بعاصفة من التصفيق والهتافات من جمهور الحاضرين في لحظة صعوده إلى المسرح وتوقف عدة مرات للرد على تحية الجمهور وليستأنف بعدها روائعه الجميلة فغنى (تايبين) و (اعزاز) التي استبدل احد مقاطعها بالقول (اعزاز كل أهل كردستان) وكررها بتعداد أقسام العراق في حين كانت الصعوبة الأكبر في تأمين نزوله من المسرح بسبب حشد الجمهور الكبير الراغب بتحية الفنان والتقاط الصور التذكارية معه .
وأكد الفنان ياس خضر في تصريح لـــ(المدى) أنه من السباقين للمشاركة في أي فعالية تقيمها كردستان التي قال إنه يقصدها دائماً حين يريد الراحة والاستجمام لأنها متنفسه المفضل وهي عزيزة على قلبه .
ومن أقصى الجنوب العراقي حضر حامد التميمي (شاعر شعبي) مع عائلته لمشاهدة ياس خضر والاستماع إلى الطرب الأصيل ،مبيناً انه سمع بالمهرجان قبل أسبوع وبقي يتابع أخباره ليتأكد من مشاركة عميد الغناء العراقي الذي يقول بأنه يحتفظ بمعظم تسجيلاته وحقق طموحه بالاستماع إليه والتقاط مجموعة صور تذكارية معه .
وفي فعالياته الأخرى فقد شهد الكرنفال حضورا لافتا للمطربة الكردية زويا التي قدمت مجموعة من أغنياتها إضافة إلى مقطوعات متنوعة لفرقة ميزوبوتاميا بقيادة الفنان رائد العباسي.
واتفق أغلب الذين التقتهم (المدى) من جمهور الحاضرين على دور الثقافة بصورة عامة ومثل هذه الفعاليات على تمتين جسور التواصل بين مكونات الشعب الواحد وتعزيز تلاحمه بعيداً عن ضوضاء السياسة والمشاكل المرتبطة بها حيث يرى حمه صديق وهو من أهالي سوران في أربيل انه حتى الحاضرين من الذين لا يتقنون اللغة العربية رددوا كلمات أغاني ياس خضر معه لأنهم حفظوها عن ظهر قلب في إشارة إلى ان الفن بكل تفرعاته يعد عابرا لاعتبارات اللغة والقومية والجغرافية .