لكمة موجعة جديدة سددها وزير الشباب والرياضة جاسم محمد جعفر أمس على حلبة خليجي 22 متهماً هذه المرة مباشرة رئيس اتحاد الكرة ناجح حمود ومحملاً إياه ضياع جهد الدبلوماسية ممثلاً بضمانات مؤكدة حصل عليها وزير الخارجية هوشيار زيباري من نظيره القطري بخصوص منح العراق مهلة إضافية تنتهي حتى أيلول 2014 لتقديم ملف متكامل مع توفير الشروط الأمنية لإنجاح دورة الخليج في البصرة في كانون الأول العام نفسه.
تصريح الوزير جعفر للرأي العام وإن جاء متأخراً بعدما انشغلت وسائل الإعلام المحلية والخليجية بالقرار الحكومي القاضي بانسحاب العراق من الدورة 22 واتهام الوزير العلني للسعودية قيامها بدور (الماكر) في سحب الملف إلى جدة ، أقول إن مكاشفته هذه أكدت سرّ تمسك الوزارة بأحقية البصرة في التنظيم وفي الوقت نفسه فضحت هشاشة العلاقة بينها وبين اتحاد الكرة إلى الدرجة التي بدا الاتحاد انه أكبر حتى من الخارجية العراقية بحجمها وتأثيرها السياسي في مواصلة سعيها للتنسيق مع نظيراتها الخليجية بسبب موقف ناجح حمود من الملف وعدم اكتراثه لما آل إليه قرار رؤساء الاتحادات الخليجية في المنامة أو إبداء التحفظ أضعف الإيمان بالرغم من إيماننا أن قرار الأشقاء استند إلى عدم القناعة بما أنجز من متطلبات فنية ولوجستية وترفيهية داخل المدينة الرياضية وخارجها.
وثمة سؤال مستوحى من مطالبة الوزير جعفر لحمود الانسحاب من جلسة القرار الحاسم والتشاور مع الجهات المعنية في دولته لاستمزاج رأي واحد بشأن موقف العراق من سحب الملف الى جدة : لما كانت هناك مدة خمسة أشهر بين القرار المفترض اتخاذه في أيار الماضي الذي تم تأجيله بطلب رئيس اتحاد الكرة السعودي أحمد عيد حتى تشرين الأول الحالي ليتسنى للعراق استغلال الوقت لتكملة منشآته، لماذا كان الخطاب الرسمي الصادر من الوزارة والاتحاد بخصوص ملف البصرة يؤكد على سلاسة التنسيق ومتانة أواصر التعاون ووحدة المصير لضمان حقوق الوطن ، ألم ننبه الجميع الى خطورة استقلالية اي منهما وانفراده بملف الدورة، لماذا تركنا حمود وحده في مجابهة سبعة اصوات من دون ان يرافقه وفد رسمي يمكنه التشاور معه ، بعكس جمهرة سياح (البرلمان والوزارة والاولمبية والإعلام وال..اخوانية) التي ازدحمت بهم فنادق مسقط وعدن والمنامة على هامش دورات الخليجية في تلك العواصم، هل من المعقول ان تبذخ أموال العراقيين على إيفادات ترفيهية للاستمتاع بأجواء (الديربيات) الخليجية ومهرجانات التسوّق والرقص على عروض (الردحة) و(السامري) بينما نهمل تشكيل وفد رسمي كبير بقدراته على صعيد الخبرة والدبلوماسية للتحرك بفاعلية حول أحقية تنظيم الدورة في البصرة وتفنيد أية مخاوف تحول دون حضور الأشقاء إلى عرسها المؤجل ؟!
ثم هل أن ثناء الوزير جعفر بالموقفين القطري والكويتي لما أبديا من تفهم كامل بخصوص موجبات تأجيل التقييم النهائي لملف البصرة الى أيلول المقبل يعد بداية حكيمة لمراجعة موقف العراق الرسمي من الدورة وامكانية العدول عن الانسحاب منها طالما كشف البيان بصورة مباشرة إن صمت حمود شجّع بقية رؤساء الاتحادات الخليجية على اعتبار قرار نقل الدورة سليماً ونزيهاً ولا يشوبه التآمر؟!
اعتقد ان خروج وزارة الشباب والرياضة من محيط البيانات الإعلامية والتوجه الى فضاء اللقاءات (العراقية – الخليجية) عامل داعم للعلاقات الرياضية النقية ونهج حضاري يرقى بعمل الوزارة الى سياسة المصارحة الذكية في إدارة الأزمات من موقع القوة المماثلة لقوة العراق في تاريخه العربي والدولي، وهي خطوة مرتقبة لإزالة التشوهات في وجه العلاقات الخليجية التي خلفتها (لكمات) كلمات الوزير أثناء افتتاح المدينة الرياضية في 12 تشرين الأول الحالي، فالتاريخ سيذكر الحقائق والشهود وسيحتفظ بأوراق ناصعة مبادرات كل شجاع يتولى مسؤولية إدارة الملف الرياضي في هذه الفترة تحديداً ليقول كلمة الحق قبل إسدال الستار كلياً عن خليجي البصرة 22.
لكمات الوزير
[post-views]
نشر في: 27 أكتوبر, 2013: 10:01 م