TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > بو تفليقه .. حتى النفس الأخير

بو تفليقه .. حتى النفس الأخير

نشر في: 27 أكتوبر, 2013: 10:01 م

بات واضحاً أن الرئيس الجزائري العليل عبد العزيز بو تفليقه، مُتمسك بكرسي السلطة حتى النفس الأخير، فقد أعلن حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم رسمياً عزمة ترشيح بوتفليقة لولاية رابعة، رغم أن الرجل الذي حكم بلاده أكثر من أي رئيس آخر، أُصيب بجلطة دماغية استدعت  نقله للعلاج في باريس، ليعود بعدها على كرسي متحرك، وغير قادر على تحريك يده اليسرى، ما دفع الكثيرين للتشكيك بقدرته على تولي مهام الحكم في البلاد، وحيث طالبت بعض أحزاب المعارضة بإعلان شغور المنصب وتنظيم انتخابات مسبقة، بسبب عجز الرئيس عن أداء مهامه.
بوتفليقه استبق الإعلان عن ترشيحه لفترة رئاسية جديدة، بإجراء تغييرات في المحافظين، شملت 19 محافظاً وكان أبرزها إقصاء محافظ العاصمة، كما أن الأنباء تتواتر عن نيته إجراء تعديلات دستورية، للحد من سلطة جهاز المخابرات، واستحداث منصب نائب الرئيس، ليقود حملته الانتخابية في حال لم تتحسن صحته للقيام بهذه المهمة، وذلك بعد شهر من تعديلات واسعة في الحكومة والمجلس الدستوري والمؤسسة العسكرية وجهاز المخابرات، وكان آخر ظهور رسمي لبوتفليقة في 30 أيلول الماضي، خلال اجتماع لمجلس الوزراء، عُقد للمصادقة على قانون الموازنة، ولم يكن مُمكناً تغيير موعده، لأن ذلك يُعد خرقاً للدستور، الذي يُلزم الرئيس بالتوقيع على قانون الموازنة قبل حلول شهر تشرين أول من كل عام.
لم يكن بوتفليقه خلال فترة حكم بومدين، أكثر من ظل للزعيم الفولاذي، وبموته فقد أي حضور في الساحة السياسية، فاختار الإمارات منفىً استمر ست سنوات، قبل أن يستدعيه العسكر للترشح للرئاسة، باعتباره مدنياً بخلفية عسكرية، لكنه قابل بأن يلعب مجدداً دور الظل للقيادة العسكرية الحاكمة فعلياً، ما دفع كل المترشحين للانسحاب بحجة دعم الجيش له، ونية التزوير الواضحة، ورغم فوزه فإن شعبيته ظلت في مستوى منخفض، وسط جيل الشباب الذي لم يعرفه من قبل، وقد شهدت فترة رئاسته الأولى مشاكل سياسية وقانونية وأخرى مع الصحافة وخرق حرياتها، وفضائح المال العام وسياسة المحاباة في الحقائب الوزارية، والصفقات الدولية المشبوهة.
يسجل له تشريع الأمازيغية لغة وطنية، وهو من أصول أمازيغية، والبدء بإصلاح هياكل الدولة وتحديد مهامها، واتخاذ إجراءات استهدفت تحسين أداء الاقتصاد ، ما مكّن من دخوله مرحلة السوق، ورفع نسبة النمو الاقتصادي، كما عمل بحزم على إعادة الأمن والسلم والاستقرار، فعمل على وضع تشريع للوئام المدني حرص على تكريسه عن طريق استفتاء شعبي نال فيه المشروع أكثر من 98% من الأصوات.
لم يتمكن معارضوه بمن فيهم الإسلاميون حتى اللحظة، من الاتفاق على مرشح توافقي منافس، رغم بعض التحالفات غير المثمرة، فيما يعمل الحزب الحاكم مع حلفائه في السلطة على تعديل الدستور، رغم أن بنوده تسمح بترشح بوتفليقه لفترة رئاسية رابعة، بزعم أن الجزائر دولة ناشئة، وتحتاج إلى الكثير من الإصلاحات الحقيقة، حيث سيتم تحديد طبيعة النظام، وتوضيح الجهة المسؤولة عن محاسبة الجهاز الحكومي، ورغم أن الرجل البالغ من العمر 76 عاماً يشغل منصب الرئيس الشرفي للحزب الحاكم منذ 2005، غير أنه لا يشارك في اجتماعات الحزب الرسمية.
لا يختلف بوتفليقه عن غيره من "الزعماء" العرب، ولو استطاع لحمل كرسي الرئاسة معه إلى مثواه الأخير.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

عمليات بغداد تغلق 208 كور صهر و118 معمل طابوق وإسفلت

أسعار الصرف اليوم: 143 ألف دينار لكل 100 دولار

ترامب: أوقفتُ 8 حروب وأعدتُ "السلام" للشرق الأوسط

الأنواء الجوية: انتهاء حالة عدم الاستقرار وطقس صحو مع ارتفاع طفيف بالحرارة

حصار فنزويلا ينعش النفط… برنت وغرب تكساس يقفزان في آسيا

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram