يعتبر الفقر والتضخم من اكثر القضايا إثارة لقلق المجتمع الروسي وفقا لدراسة أجراها مركز البحوث الروسية ( هولدنك رومر ) وصدرت يوم الرابع والعشرين من شهر تشرين الأول الحالي ..ويزيد هذا القلق عما كان عليه الأمر في عام 2005 اذ يتناقض مع الاحصائيا ت الرسمية
يعتبر الفقر والتضخم من اكثر القضايا إثارة لقلق المجتمع الروسي وفقا لدراسة أجراها مركز البحوث الروسية ( هولدنك رومر ) وصدرت يوم الرابع والعشرين من شهر تشرين الأول الحالي ..ويزيد هذا القلق عما كان عليه الأمر في عام 2005 اذ يتناقض مع الاحصائيا ت الرسمية حول تباطؤ ارتفاع الاسعار وتزايد الدخول ..
ويفسر خبراء مركز البحوث هذا التناقض بان هناك عدداً كبيراً من المواطنين الروس قادرون على المحافظة على دخولهم غير الكافية وغير المستقرة كما ذكرت صحيفة (نيزافيسيمايا غازيتا ) الروسية اليومية ..
كان آخر مسح بهذا الشأن قد تم انجازه عام 2005 حول المشاكل الاقتصادية والاجتماعية ..وفي ايلول من هذا العام 2013 ، سأل مركز هولدنك رومر الروس من جديد حول هذا الموضوع وتبين لهم بان فقر السكان والتضخم والفساد والمشاكل المتعلقة بالخدمات البلدية هي المشاكل التي تقلق الروس اكثر من غيرها ..
منذ ثماني سنوات ، كان السكان في روسيا اكثر حساسية خصوصا تجاه مشاكل البطالة والمخدرات والجريمة ..وخلال تلك السنوات الثمانية ، ارتفعت نسبة الروس الذين يشعرون بالقلق من ضعف الدولة من 18 الى 26 % ، بينما لم تشكل لهم الهجرة مشكلة تستحق القلق ...
من جهة أخرى ، تضاعفت نسبة الروس القلقين إزاء المشاكل العراقية اربع مرات من 3% في عام 2005 الى 12% في عام 2013 في الوقت الذي تشير فيه الاحصائيات الرسمية الى تباطؤ ملحوظ في معدلات التضخم بالموازاة مع ارتفاع الدخول الحقيقية والأجور ..فبالنسبة للروس ، تأتي المهنة في المرتبة الاولى قبل الأطفال كما ان اغلب الروس لايهتمون بالسياسة ..
في هذا السياق ، تبدو المخاوف المتعلقة بالتضخم والفقر إذن لامعنى لها ، ويفسر علماء الاجتماع ذلك بان الجزء الأكبر من السكان لايعرفون أية زيادة في الايرادات كما ان مستواهم المعاشي لم يتغير للافضل ..وتنتج حوالي اكثر من 40 % من العوائل الروسية نصف موادها الغذائية بنفسها فهي تربي الدجاج والأبقار ويذهب أفرادها للصيد من اجل البقاء ..كما ان نسبة العوائل لم تتطور بشكل عملي منذ سنوات كما يرى اندريا ميليخين رئيس مركز البحوث الروسي ..
وعلى الرغم من الزخم الإيجابي في الإحصائيات الرسمية فيما يخص التضخم والأجور ، يتذكر السكان ايام الرخاء قبل شهري آب وايلول من عام 2008 ، ففي ذلك التاريخ تغيرت حياة الروس فجأة وليست للأفضل كما يقول دنيس دي يونغ المدير التنفيذي لشركات (Ufx markets) فهو يرى ان الأزمة العالمية ابرزت بالتأكيد ضعف الحكومات الوطنية كما في اليونان وايرلندا والمملكة المتحدة او في فرنسا ..
وتظهر هذه الاستطلاعات ضعف الدولة بمواجهة المشاكل الداخلية خاصة اعتمادها الكبيرعلى اولئك الذين ليس لهم نفوذ وهي تواجه الأحداث العالمية –كما يرى دنيس دي يونغ -...
ويمكن تفسير هذا القلق على ارتفاع الأسعار والفقر لدى الروس بوجود فجوة ملحوظة بين إيرادات الأغنياء والفقراء فضلا عن التمايز بينهم والزيادة الطبيعية في المطالب الاجتماعية للسكان –كما صرح ناريك افاكيان –المحلل السياسي في صحيفة ( افوريكس ) مشيرا الى ان وسائل الإعلام هي التي تقف وراء تزايد قلق السكان فهي تتحدث باستمرار عن الاضطرابات وعدم الاستقرار ولايخص ذلك روسيا فقط ..
رغم ذلك ، مازال الشك يساور علماء الاجتماع الروس حول تزايد القلق السكاني من التضخم والفقر ومن ارتفاع الرسوم الجمركية والخدمات العامة للمجتمع الروسي كما ترى لودميلا بريسنيكوفا من مؤسسة الرأي العام .
عن صحيفة لوفيغارو الفرنسية