اكتشف عالم امريكي الساعة الداخلية للجسد والتي تستند إلى DNA (الصفة الموروثة) والتي تقيس عمر الأنسجة والجسد.وتشير الساعة الى ان الأنسجة السليمة تتقدم في السن بنفس الدرجة التي يتقدم بها الجسد بأكمله، وقد يتقدم البعض منها سريعاً في العمر أو بطيئاً، وعمر

اكتشف عالم امريكي الساعة الداخلية للجسد والتي تستند إلى DNA (الصفة الموروثة) والتي تقيس عمر الأنسجة والجسد.
وتشير الساعة الى ان الأنسجة السليمة تتقدم في السن بنفس الدرجة التي يتقدم بها الجسد بأكمله، وقد يتقدم البعض منها سريعاً في العمر أو بطيئاً، وعمر الأعضاء المريضة تتفاوت بدرجة كبيرة، اذ تكون بعضها اكبر من الأنسجة السليمة بعشرة اعوام في نفس الشخص. ويقول الباحثون ان تفكيك الآلية التي تتسم لها الساعة، سيساعدهم في فهم عملية التقدم بالسن والذي بدوره يؤدي الى ايجاد الادوية او الوصول الى كيفية ابطاء سرعة تلك العملية، وهؤلاء الباحثون الذين يبغون مقاومة تقدم الانسان في السن، يجذبون اهتماماً كبيراً من قبل العلماء، لأن هدفهم المخاطرة الوحيدة لانقاذ الانسان من العديد من الأمراض التي تلازم الانسان في شيخوخته، اذ من الممكن ان يصلوا الى طريقة ما لاعادة ضبط الساعة مجدداً، ليبقى الانسان شاباً، كما قال بروفسور الجينات ستيف هورفاث- جامعة كاليفورنيا.
وقد فحص هورفاث جينات حوالي 8،000 نموذج العائدة لـ51 خلايا مختلفة، بعضها سليمة وأخرى سرطانية، وتأكد مدى اختلاف العمر بين النوعين، وأيقن ايضاً ان الساعة البيولوجية تختلف سرعتها في الانسان حسب العمر، فهي تتسارع في مرحلة العمر حتى بلوغ الانسان سن العشرين، ثم تبدأ بالتباطؤ الى ان تصل الى مرحلة تنتظم فيها.
وليس واضحاً حتى اليوم فيما ان كانت التغييرات التي تطرأ على DNA (الجينات) هي التي تسبب التقدم في السن، أو انها تطرأ نتيجة التقدم بالسن، والعلماء اليوم جادّون في البحث عن الموضوع.
وهناك بعض النتائج لبعض البحوث التي اجريت على أنسجة قلب أظهر ان ساعته البيولوجية، كانت اصغر بحوالي تسعة اعوام عما هو متوقع، كما ان انسجة ثدي المرأة الأسرع نمواً في الجسد، والأنسجة المصابة لها درجات مختلفة، فمرض السرطان يسرّع عمل الساعة البيولوجية بمعدل 36 سنة، وبعض انسجة السرطان الدماغ المأخوذة عيناتها من الاطفال، لها اعمار بيولوجية تزيد على 80 سنة، ووجد العلماء ايضاً ان مرض سرطان الثدي هو الأكثر انتشاراً في النساء، لأن انسجته تتكون اسرع من غيرها.
ويكتب هورفاث "في مجلة جينوم بيولوجي" ان الساعة البيولوجية تم اعادتها الى درجة الصفر عندما انتزعت خلايا من شخص بالغ ثم اعيدت برمجتها الى حالة خلايا الجذع، وعملية اعادة خلايا شخص بالغ الى خلايا الجذع، والتي ستتمكن من النمو في نفس خلايا الجذع، وهذه العملية بعد نجاحها، كانت سبباً في منح جائزة نوبل للعلوم في عام 2012 مناصفة للسير جون غوردن في جامعة كيمبرج وشينيا ياماناكا في جامعة كيوتو. ويقول هوفاث، ان هذه العملية تؤكد على امكانية اعادة عقارب الساعة الى الوراء.
ويرغب العلماء في اجراء تجارب على الامراض المعدية وتأثيرها على الساعة البيولوجية، إذ ان تلك المعلومات ستكون مهمة في معرفة التغييرات البيولوجية المرتبطة بعملية التقدم في السن، وهل ان التقدم في السن مرتبط بتلك الامراض.
عن الغارديان