TOP

جريدة المدى > عربي و دولي > أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي: سياسة المالكي تسهم في إذكاء العنف في العراق

أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي: سياسة المالكي تسهم في إذكاء العنف في العراق

نشر في: 30 أكتوبر, 2013: 10:01 م

مع توجه رئيس الوزراء نوري المالكي الى واشنطن يوم الثلاثاء، أرسلت مجموعة متنفذة من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي رسالة شديدة اللهجة الى الرئيس اوباما تحذره من ان " سوء إدارة " المالكي للسياسة العراقية قد ساهم في تصاعد العنف في العراق. من جانبه أشار السيد

مع توجه رئيس الوزراء نوري المالكي الى واشنطن يوم الثلاثاء، أرسلت مجموعة متنفذة من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي رسالة شديدة اللهجة الى الرئيس اوباما تحذره من ان " سوء إدارة " المالكي للسياسة العراقية قد ساهم في تصاعد العنف في العراق. من جانبه أشار السيد المالكي – الذي سيلتقي السيد اوباما يوم الجمعة – الى انه يريد من الولايات المتحدة تجهيزه بأسلحة متطورة، بينها مروحيات أباتشي الهجومية، كي تتمكن الحكومة العراقية من مقاتلة القاعدة و غيرها من المجاميع المتمردة . 

تهدف الرسالة – التي وقّعها نواب من الديمقراطيين و الجمهوريين - الى إشعار السيد المالكي بان الدعم الأميركي المستمر سيعتمد الى حد كبير على استعداده لتقاسم السلطة مع السنة و الكرد في بلاده .
غالبا ما يتهم المالكي – الذي تولى رئاسة الوزراء في 2006 بدعم من السفير الأميركي في بغداد – بكونه طائفيا و متسلطا، و يتهمه السنّة باستخدام عنف القاعدة كعذر لتبرير استبعاد المكون السني عن السلطة
. جاء في الرسالة ان هذه الميول جعلت العراق أرضا خصبة للمتمردين الذين راحوا يصعدون من هجماتهم . تقول الرسالة " هذا الفشل في الحكم يدفع العراقيين من السنّة الى أحضان القاعدة و الى تأجيج العنف ".
في وقت سابق تحدث اثنان من أعضاء مجلس الشيوخ الثلاثاء في مقابلتين منفصلتين عن فشل السيد المالكي في توحيد الفصائل المتنافسة في البلاد، حيث قال السيناتور كارل ليفن الديمقراطي من ميشيغان و الذي يرأس لجنة الخدمات المسلحة " يقع على عاتق المالكي الكثير مما يجب القيام به فيما يتعلق بلم شمل العناصر المتنافرة في بلاده. انه لم يقم بعمل جيد واحد في هذا المجال ". كما انتقد السيد ليفن ايضا قبول المالكي – ان لم يكن تسهيله- بنقل الأسلحة الإيرانية الى الرئيس بشار الأسد في سوريا عبر الأجواء العراقية " لقد سمحوا للطائرات الأيرانية بامداد النظام السوري ". اما السيناتور الجمهوري بوب كوركر من تينيسي العضو في لجنة العلاقات الخارجية التي ستجتمع بالسيد المالكي الأربعاء، فقد كان اكثر انتقادا للزعيم العراقي ، حيث قال " ان ما فعله المالكي هو انه خلق وضعا جعل العراقيين اكثر قبولا لما يقوم به تنظيم القاعدة في البلاد بسبب افتقاره الى الشمولية ".
الأعضاء الآخرون الذين وقعوا الرسالة هم جون مكين من اريزونا و لندسي غراهام من كارولينا الجنوبية و كلاهما من الجمهوريين الأكثر اهتماما بالعراق ؛ بالإضافة الى روبرت مندوزا الديمقراطي من نيو جيرسي و رئيس لجنة العلاقات الخارجية و جيمس انهوف الجمهوري من اوكلاهوما و عضو الأقلية في لجنة الخدمات المسلحة .
إعرابا عن الجزع إزاء العدد المتزايد للتفجيرات و الوضع الأمني المتدهور في العراق، يبدو ان أعضاء مجلس الشيوخ يقرّعون السيد اوباما لعدم صراحته بشأن التطورات في العراق . كما تشدد الرسالة على ان زيارة السيد المالكي تعتبر فرصة للسيد اوباما لمشاركة الشعب الأميركي بشأن استمرار أهمية العراق الاستراتيجية. لقد خرجت آخر القطعات الأميركية من العراق نهاية 2011 بموجب اتفاقية وقعها الرئيس جورج دبليو بوش و السيد المالكي ، كما وقّعت الولايات المتحدة و العراق اتفاقية تدعو الى التعاون في القضايا الأمنية و الاقتصادية الا ان النقاد يقولون ان هذا التعاون لم يتم تطويره ابدا .
في رسالتهم، حث أعضاء مجلس الشيوخ الرئيس اوباما على تكثيف الجهود لمساعدة قوات الأمن العراقية لا سيما من خلال زيادة تبادل المعلومات الاستخبارية .
لم يتطرق الأعضاء في رسالتهم الى القول بضرورة حجب الدعم الأميركي اذا لم يتبنى السيد المالكي نهجا اكثر شمولية في الحكم، لكنهم حذروا من ان مستوى الدعم الأميركي للمساعدة الأمنية و مبيعات السلاح ستتأثر بالاستراتيجية التي يتبعها المالكي في الحكم .
القلق الأكبر الذي يساور الكثير من أعضاء المجلس هو ان الأسلحة الأميركية المجهزة للحكومة العراقية قد يستخدمها المالكي في قمع معارضيه السياسيين .
يترأس السيد المالكي وفدا كبيرا الى واشنطن و من المقرر ان يلتقي نائب الرئيس جوزيف بايدن و وزير الدفاع تشاك هيغل و غيرهما من كبار المسئولين .
في ملاحظاته في بغداد قبل الطيران الى واشنطن ، أوضح السيد المالكي ان أولوياته هي تأمين الدعم لشراء الأسلحة الأميركية و غير ذلك من أشكال المساعدات الأمنية، حيث قال " سنناقش الأمن و الاستخبارات بالإضافة الى الأسلحة التي يحتاجها الجيش في محاربة الإرهاب ".
كما ذكرت الصحيفة ان المالكي الذي طار الثلاثاء الى واشنطن يسعى، بالإضافة للسلاح الأميركي، الى دور في الشأن الإيراني و السوري. حيث قالت الصحيفة ان المالكي سيقدم نفسه للرئيس اوباما على انه مستعد ليكون وسيطا عن اوباما مع ايران و حليفها السوري بشار الأسد ، رغم ان مسؤولين أمريكان قللوا من قدرة المالكي على لعب مثل هذا الدور. و رغم انه لم يذكر استعداده للتوسط الا ان العديد من المسؤولين و السياسيين العراقيين قالوا انه سيناقش هذه القضية في واشنطن، حيث قال احد أعضاء دولة القانون " ان رسالة المالكي للأمريكان هي ان العراق هو أفضل وسيط بين طهران و الغرب لحل القضية النووية" و أضاف مسؤول آخر " كل شيء سيكون في سلة واحدة ؛ العراق و ايران و سوريا ".
مع تزايد انقسام الشرق الأوسط بين الكتلة السنية المتمثلة بالعربية السعودية و الكتلة الشيعية المتمثلة بإيران، يمكن للمالكي ان يلعب دورا مركزيا بصفته زعيما عربيا شيعيا لدولة مركزية كبيرة و لأنه عاش لعدة سنوات في المنفى في ايران و سوريا و له علاقات وثيقة في واشنطن .
قد يسعى رئيس الوزراء ، الذي واجه انتقادات حادة في شهر آذار بشأن سماحه للطيران الإيراني بنقل السلاح و المقاتلين الى نظام الأسد عبر أجواء العراق ، لتحويل موقفه المحوري في المنطقة لصالحه في الوقت الذي تهز فيه تداعيات انتفاضات الربيع العربي لعام 2011 و البرنامج النووي الإيراني ستراتيجية الولايات المتحدة .
كما ذكر وزير عراقي سابق ان المسؤولين الأمريكان يرون ان التحالف الوثيق مع العراق يمكن ان يقلص القطيعة بين الولايات المتحدة و السعودية التي غضبت بسبب رغبة اوباما في إجراء محادثات مع الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني و لفشله في مهاجمة الأسد . و أضاف الوزير السابق قائلا " تريد أميركا من العراق ان يلعب دورا في حل الأزمة السورية ، و إنها تنظر للعراق بانه نقطة توازن في الصراع الإيراني السعودي " . مع ذلك فبعض المسؤولين الأمريكان لا يرون حاجة للتوسط مع ايران . و قال رامزي مارديني من معهد الدراسات الاستراتيجية حول العراق ان المالكي ربما يروج لنفسه كلاعب إقليمي لتعزيز الدعم المحلي قبل انتخابات نيسان، " ان طريق المالكي لإعادة انتخابه يمر عبر واشنطن و طهران. هناك مصلحة سياسية ليجعل من نفسه مهما لكلا الطرفين سواء أكان التركيز على البرنامج النووي الإيراني أو التفاوض بشأن تسوية سياسية في سوريا . يريد المالكي دورا دبلوماسيا إقليميا لأن ذلك من المحتمل ان يضمن له ولاية ثالثة كرئيس للوزراء ".

عن : نيويورك تايمز

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. الوردة سهى

    لقدوضعتم الشعب العراقي والامريكي في اسواحال حين سللمتم العراق الى ايران لايخفى عنكم الى الشيعةيعني الى ايران فقدزرعتم الحقدعلى امريكااغلب شعوب العالم واستغرب كيف تثقون نايران في رايي عدو صادق افضل من صديق كاذب ولن يوجداكثرمن الفرس كذب وخداع ولن يصدقوباي ع

يحدث الآن

الفيفا يعاقب اتحاد الكرة التونسي

الغارديان تسلط الضوء على المقابر الجماعية: مليون رفات في العراق

السحب المطرية تستعد لاقتحام العراق والأنواء تحذّر

استدعاء قائد حشد الأنبار للتحقيق بالتسجيلات الصوتية المسربة

تقرير فرنسي يتحدث عن مصير الحشد الشعبي و"إصرار إيراني" مقابل رسالة ترامب

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

إيران تعتزم تسويق نفطها لشرق آسيا بـ"هوية عراقية"

مخاوف من تكرار سيناريو كورونا بعد تفشي فيروس "ميتانيموفيروس"

انفجارات تهز دمشق

إيران في رسالة للسوداني: لا نتحفظ على أي قرار يخص مستقبل الحشد

تظاهرة للمتقاعدين في إيران احتجاجاً على سوء الأوضاع الاقتصادية

مقالات ذات صلة

أبرز ردود الفعل.. ماذا قالت السعودية وإيران وإسرائيل عن انتخاب رئيس لبنان؟

أبرز ردود الفعل.. ماذا قالت السعودية وإيران وإسرائيل عن انتخاب رئيس لبنان؟

متابعة/ المدى توافدت العديد من الدول العربية والأجنبية للتعليق على انتخاب، جوزيف عون، رئيسا جديدا للبنان، اليوم الخميس. السعودية بعث العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، برقية تهنئة، للرئيس اللبناني، جوزيف...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram