TOP

جريدة المدى > عام > بعد يوم واحد من فوزها بجائزة مان بوكر..رواية إليانور كاتون ثورة على الثوابت

بعد يوم واحد من فوزها بجائزة مان بوكر..رواية إليانور كاتون ثورة على الثوابت

نشر في: 1 نوفمبر, 2013: 10:01 م

لم تنتظر الصحافة وبقية القنوات الإعلامية فوز الروائية النيوزيلاندية الشابة إليانور كوتن 28 عاماً بجائزة مان بوكر المعروفة لهذا العام عن روايتها الضخمة " الأجرام المضيئة " 832 صفحة ، حتى سارعت للالتقاء بها ولو لدقائق معدودة تحقيقا للفوز بالسبق الصحفي

لم تنتظر الصحافة وبقية القنوات الإعلامية فوز الروائية النيوزيلاندية الشابة إليانور كوتن 28 عاماً بجائزة مان بوكر المعروفة لهذا العام عن روايتها الضخمة " الأجرام المضيئة " 832 صفحة ، حتى سارعت للالتقاء بها ولو لدقائق معدودة تحقيقا للفوز بالسبق الصحفي الذي ينتظره القارئ في كل مكان ، كوتن كان قد أشاد بها وبروايتها رئيس لجنة بوكر في ليلة الثلاثاء التي شهدت تقلدها الجائزة حيث قال:- يكمن نضج هذه الرواية في كل جملة تطالع كل عبارة فتتولاك الدهشة لما تضمه من معرفة واتزان .
ولربما هذا التعبير قد يبدو كبيرا عليها عندما كنت أذكره لها ، لكنها أضافت على قوله أنها تحب اختراع أنماط غير متوقعة لشخصيات رواياتها .
حديثي معها جرى صباح اليوم الذي تلا فوزها ، مع أنني يمكن أن أقول ان آثار احتفالات الليلة السابقة ومنها ماكياجها لايزال يعطي بريقا خاصا على خديها ، مع إشراقة واضحة على عينيها ، إنها تلتقي بي بحيوية كبيرة لشعورها كم هي سعيدة وفرحة كما قالت منذ فجر الصباح حتى الساعة السابعة والنصف وهو موعد لقائنا .
سألتها : - كيف كان شعورك بهذا الفوز ، مع أنك أصغر من فاز ببوكر من أي وقت مضى ؟
قالت : - إنه شعور رائع ، مع أنني كنت أعيش في حالة من القلق انتابني طيلة الأشهر القليلة الماضية عندما علمت بترشحي للجائزة ، ومع فوزي بها بعدئذ لا تزال بعض آثار القلق والعصبية يمكن ملاحظتها عليّ ، بعدها قلت لنفسي لا داعي لهذا كله فقد تحقق ما كنت أصبو إليه .
كانت رواية كاتون الأولى هي " البروفة " 2008 ، وهي مختلفة تماما عن روايتها الثانية لتعاملها مع موضوعة الجنس في المدارس الثانوية ، بعدها أرادت أن تكتب في موضوع آخر مغاير هو حمى الذهب وشراهة البشر في الحصول عليه بشتى الوسائل حتى وإن كان القتل أحدها .
في الفصل الأول من روايتها الطويلة " الأجرام المضيئة " التي تبدأ فيها الأحداث في ليلة عاصفة يصل خلالها من إدنبرة ولتر مودي إلى نيوزيلنده بحثا عن الذهب ليزيد من ثروته فيأخذ أول فندق يعثر عليه في طريقه بعد نزوله من سفينته ليلتقي داخله باثني عشر من الرجال يسكنون بتلك المنطقة وليبدأ نقاشهم بداية في أمور عامة خاصة منها ما يتعلق بالذهب وصولا إلى عدد من الجرائم التي شهدتها المدينة والتي استعصت على الحل ، منها فقدان أحد الشباب الأثرياء ، ووكر الأفيون ، والعاهرة المتورطة تقريبا بكل رجال الرواية التي تتعاطى المخدرات وتحاول الانتحار ، وثروة هائلة يتم اكتشافها في بيت سكير ، وأعدادا لا يستهان بها من الشخصيات المبهمة ، كالقسيس والسياسي والعراف والسجان ، هؤلاء جميعا يتشابكون في أحداث الرواية مع علمهم أنهم يخفون أسرارهم عن كل واحد منهم .
ومع كل سطر من الرواية نقرأه نجد كاتون تستوحي أحداثها إبان العصر الفيكتوري من القرن التاسع عشر ، ومع أن معظم الروائيين الآخرين لهم نظرتهم في صنع أحداث قد تبدو غريبة للقارئ وهو يستعرض مرحلة ما من التاريخ ، كاتون تقول عن نفسها إنها دائما ما ترغب في قراءة التاريخ قراءة متأنية كونه يحوي أسرارا كثيرة لا يمكن فتح مغاليقها إلا باستيعاب مرحلتها بهدوء ، من هنا وضعت شخصياتها الاثني عشرة كحالة سلبية للعلاقات السائدة آنذاك وشخصيات أخرى تتحرك دون أن تعي حركتها في محاولة للخروج من دائرتها المغلقة .
إليانور كاتون وظفت في روايتها وبطريقة واقعية واحدا من العلوم الذي أثار جدلا منذ وجوده في الحياة هو علم التنجيم معتبرة إياه أمرا واقعا لا يمكن إخفاءه بحيث جعلت من شخصياتها الاثني عشر تتوافق مع ما هو موجود في الأبراج الاثني عشر كما هو معروف حيث تقول عن ذلك :
- لم اكن أعير أي اهتمام لموضوعة الفلك والأبراج حتى أفردت لها في كل فصل من الرواية حدث ما يتعلق بشخصياتها ما أعطاها قوة وشراسة ، وجدت ذلك في أعمال هيلاري مانتيل .
قلت لها : - كيف تأخذين على محمل الجد علم التنجيم وتجعلينه نظاما داعما لشخصيات الرواية ؟
قالت : - لقد استدعيت هذا النظام لأنني اعتقد بتأثر أعمالنا به من خلال علامات نجومه وهو بهذا ينسحب عن الطريقة التي أراها به كمستودع للفكر وعلم النفس نشأ كثقافة ووسيلة لجعل الأمور تعني أشياء للكثير ممن يمتهنونه ويعدونه حقيقة وليس خيال .
قلت لها : - فلاديمير نابوكوف كان برجه الثور.
أجابتني بسرعة : - لأن طبيعته غامضة . وأنت؟
- احتفلت بعيد ميلادي الشهر الماضي ، برجي هو الميزان .
قلت :- بالتأكيد ، فإنه ليس من قبيل المصادفة أن مواطنك النيوزيلندي " كيري هولم " فاز ببوكر قبل 28 عاما ، واليوم تفوزين بها عن عمر 28 عاما ، يبدو أن الجائزة قد دخلت هي أيضا عالم الأبراج والنجوم وهي في تصاعد كما يروج لها .
 عن/ الديلي تلغراف

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

موسيقى الاحد: الدرّ النقيّ في الفنّ الموسيقي

جنون الحب في هوليوود مارلين مونرو وآرثر ميلر أسرار الحب والصراع

في مديح الكُتب المملة

هاتف الجنابي: لا أميل إلى النصوص الطلسمية والمنمقة المصطنعة الفارغة

كوجيتو مساءلة الطغاة

مقالات ذات صلة

علم القصة: الذكاء السردي
عام

علم القصة: الذكاء السردي

آنغوس فليتشرترجمة: لطفيّة الدليميالقسم الاولالقصّة Storyالقصّة وسيلةٌ لمناقلة الافكار وليس لإنتاجها. نعم بالتأكيد، للقصّة إستطاعةٌ على إختراع البُرهات الفنتازية (الغرائبية)، غير أنّ هذه الاستطاعة لا تمنحها القدرة على تخليق ذكاء حقيقي. الذكاء الحقيقي موسومٌ...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram