في معرضه الذي اُقيم في قاعة عشتار بمبنى وزارة الثقافة قدم المصور الفوتغرافي رسول علوان أحزانه وأفراحه في ثمانين لوحة بدت وكأنها لوحات تشكيلية للوهلة الاولى. في كل لوحة او صورة تجد بوحاً مكتوماً لهذا المصور عن مشاغل أخذت حيزاً كبيراً من تفكيره, بعضها قدمها بصورة توثيقية وأخرى بحالة فنية.

شدتني صورته التي التقطها لرواق مبنى القشلة الذي تتداخل به الاقواس والفتحات المنارة بخيوط الشمس, وهي لقطة أخذها رسول بعناية بحيث راقب المشهد منذ الصباح الباكر الى نحو الساعة الحادية عشرة فاستلقى ارضاً ليلتقط الصورة المعبرة وإبراز مفاتن هذا البناء الفريد، وقد نجح فيها الى حد بعيد بحيث يجعل ناظر اللوحة كأنه يسير داخل الرواق وليس ناظراً له . والغريب – يقول علوان – اني اذهب الى القشلة كل جمعة ولم انتبه الى هذا هذه اللقطة واعترف ان مسلسل التيتي هو الذي عمق لديه هذا المشهد المعبر حيث كانت تظهر كفواصل في المسلسل فقررت ان اُصوّرها بطريقتي وبتكنيكي في العمل, فصورتها وانا مستلقي على ظهري وأخذته من الأسفل وصعدت به الى الأعلى.

وبسبب هذه الصورة رشحتني مؤسسة فياب العالمية ضمن 42 افضل مصور في العالم .

والغريب ان الفوتغرافي علوان لم يقم أي معرض شخصي من قبل بالرغم من مشاركاته في المعارض الجماعية, والسبب كما يقول إن كسلاً يصيبه دائما وليس له محفز او مشجع، لكن المفتش العام لوزارة الثقافة شجعني على نحو كبير وكانت ثمرة الرعاية والتشجيع هو هذا المعرض الشخصي الاول في حياتي.

وعن التقاطه للصورة يقول: انه يخطط لها كثيرا ويستكشف المكان غير مرة قبل التقاط الصورة، واعتقد ان التقاط صورة بلا تخطيط تصبح صورة فاشلة .

ويقدم رسول في معرضه رسالة للجميع للسياسيين والشباب مفاده ان هناك تفاؤلا في قادم الايام وعلينا ان نترك إحباط الناس بالتصريحات النارية التي لا تُسمن ولا تُغني.

ورسول متأثر جدا بالاستاذين فؤاد شاكر وصباح الجماسي ويشكرهما كثيرا في وصوله الى المستوى الحالي.

وعن أصعب صورة التقطها علوان قال: انها صورة مسجد الكوفة لمسلم بن عقيل في يوم مقتل الإمام على (ع) حيث أبرزت جمالية المسجد وهالته القدسية فالتقطها وقت الغروب وبطريقة موحية بالجانب الديني لهذه الشخصية الكبيرة .

كما تضمن المعرض بعض الصور السياحية في السليمانية واربيل وهي رسالة لوزارتي الثقافة والسياحة الاعتناء بالمرافق السياحية والثقافية بما يتناسب مع أهمية صروحنا الثقافية والسياحية وما اكثرها في عراقنا الحبيب .

بعد انتهاء عرض لوحاته الفوتغرافية في معرضه الذي أطلق عليه تسمية عيون عاشق, من المؤمل ان يشارك به في البيت الثقافي في واشنطن والبيت الثقافي في لندن والجزائر وبيروت وكذلك معرض في قاعة اتحاد المصورين العرب في دبي ومؤسسة النور في السويد لصاحبها احمد الصائغ من خلال الدعوات الكثيرة التي وجهت اليه ، وهو مُصرّ على عدم بيع لوحاته لأنها تاريخه الشخصي ولا يفرط به أبداً .

وأود أن أوجه الشكر والتقدير للأستاذ فخري كريم ومؤسسة (المدى) للموقف النبيل والرائع اتجاهي وأعدّه صاحب فضل كبير عليَّ فنياً وشخصياً لأنه وقف معي أثناء مرض ولدي وقدمني للسيد رئيس الجمهورية مام جلال أعاده الله إلينا بالسلامة .

وعن أجمل صورة التقطها رسول يقول: انها الصورة المعبرة والوحيدة للفنان الكبير طالب القرة غولي وهو يجلس مع الفنان الدكتور فاضل عواد. وقد شاهد الموت على محيـّا القرة غولي وفعلا بعد اسبوع توفي هذا الفنان الكبير الذي يُعد مفخرة للأغنية والموسيقى العراقية. وهي لوحة لم اعرضها في المعرض لان فيها معالم الموت تخيم على وجه القرة غولي بطريقة غريبة لذلك احتفظت بها لنفسي.

أخيراً يقول علوان إني وثقت في معرضي هذا الكثير من الشواهد المهمة في بغداد والمحافظات, إضافة الى انه فسحة لتقديم الصور الفنية التي تبرز أسلوبي وتكنيكي الفني في عالم الفوتغراف .