TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > فشل لغوي للمالكي في واشنطن

فشل لغوي للمالكي في واشنطن

نشر في: 1 نوفمبر, 2013: 10:01 م

لم يشأ رئيس مجلس الوزراء أن يعاين ويتفحص الملاحظات التي أبداها بشأن سياساته أعضاء مرموقون في الكونغرس الأميركي عشية زيارته الى واشنطن واثناء لقائه بهم، واختار بدلا عن ذلك أن يوجّه اليهم ما يشبه الشتيمة باتهامهم بأنهم "متأثرون بحملات الدعاية المضادة التي تُشن ضد العراق"!
وكان عدد من أعضاء مجلس الشيوخ قد بعثوا برسالة الى الرئيس باراك أوباما، قبل أن يصل المالكي الى العاصمة الأميركية بعدة ايام، لفتوا فيها الانتباه الى أن "سوء إدارة المالكي للعراقيين أدى إلى تدهور الأوضاع هناك وقد يجرّ البلاد إلى حرب أهلية"، كما نقلت عنهم "نيويورك تايمز" التي اضافت ان الرسالة وصفت المالكي بانه يمارس سياسة "التسلط والتعصب".
لاحظوا الفرق هنا في اللغة المستخدمة فأعضاء مجلس الشيوخ، وهم رجال دولة محنّكون وبينهم مرشح الرئاسة السابق السناتور جون ماكين، استخدموا التعبير الحذر "قد يكون"، فيما رئيس حكومتنا أخذ راحته في اتهامهم بالتأثر بالدعايات المضادة، من دون "قد يكونون" أو "ربما يكونون"، كما لو انهم شبان أغرار دخلوا للتو حلبة السياسة.
بالتأكيد لم يكن المالكي يعني بـ"الدعاية المضادة التي تُشنّ على العراق" هي دعاية تنظيم "القاعدة" أو فلول النظام السابق، لأن تهمة كهذه اذا ما وُجهت الى المشرّعين والسياسيين الأميركيين ستكون بمثابة شتيمة سافرة. الأرجح ان ما عناه هو الانتقادات المتواصلة والمتصاعدة التي دأب الكثير من السياسيين والإعلاميين والمثقفين العراقيين على توجيهها الى السيد المالكي بشأن إدارته البلاد، وهي إدارة فاشلة باعتراف حتى الحلفاء الأقرب للمالكي في "التحالف الوطني".
ممّا قاله أعضاء مجلس الشيوخ في رسالتهم أيضاً إن "السلوك السيئ للسياسة العراقية التي ينتهجها المالكي تساهم في تزايد اعمال العنف"، وان "هذا الإفلاس في الحكم يرمي العديد من العراقيين السنة في أحضان القاعدة في العراق".
مثل هذا الكلام يقوله على الدوام الكثير من العراقيين من الساسة والاكاديميين والمثقفين منذ سنوات، وكان الأجدى بالسيد المالكي ان يستمع اليه منهم ويتأمله ويأخذ به قبل ان يسمعه من الساسة الأميركيين.
ان استخدام السيد المالكي تعبير "الدعاية المضادة التي تشن على العراق" لوصف الانتقادات المحلية الموجهة اليه والى سياساته تعيد الى الاذهان ما كان يفعله صدام حسين، فهذا أيضاً كان يوحّد في ما بين نفسه والعراق، وكان يتهمنا نحن المعارضين، والسيد المالكي واحد منا، باننا معادون للعراق واننا نشن دعاية موجهة ضد العراق!  
لا ادري كيف ولماذا يضع السيد المالكي نفسه دائما ًفي موضع كهذا؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 4

  1. المتنبي

    المالكي يسوق نفسةبديلا عن صدام حسين بدعم وتأييد ايراني واضح وعلى الولايات المتحدة ان تضع حدا لطموحات المالكي الذيكتاتورية والا فانها ستكون مسؤوله عن ما حل بالعراق من خراب ودمار امام شعبها وأمام العالم اجمع

  2. Nedaa Aljewari

    رائــــــــــــع

  3. المدقق

    اتعلم لماذا يضع المالكي نفسه دائما في موضع كهذا ؟؟ ذلك لانه واثق من نفسه وواثق اكثر بانه مع الحق .. اما انتم ايها الفاشلون فلا مكان لكم الا مزبلة التاريخ ...

  4. بن العمارة

    على الشيعةالمعنيين ان يعزلون المالكي من رئاسسة الوزراءبدون (جون وجرا؟!!) والا هلم نقرا الفاتحة على الشيعة بالعراق

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram