تُثير الهجمة الإسرائيلية ضد قاعدة صواريخ قرب اللاذقية، وبغض النظر عن خشية إسرائيل أن تنقل إلى حزب الله، أو كانت مخزناً لصواريخ ياخونت المتطورة المضادة للقطع البحرية، أو صواريخ أرض جو ستراتيجية، عديد الأسئلة حول موقف النظام السوري، وما إن كان سيكتفي باحتفاظه بحق الرد في الوقت المناسب، مثلما تثير عديد الأسئلة على ما كان أعلنه الرئيس الأسد، حول أنه يريد فتح الباب لتحويل سوريا كلها إلى دولة مقاومة، وأنه يريد انتقاماً ستراتيجياً من إسرائيل عبر فتح هذا الباب، أو تأكيدات دمشق أنها سترد فوراً على أى هجوم إسرائيلى جديد، وكذلك حول ما كان أعلنه الشيخ حسن نصر الله، بأن سوريا سترد على الغارات الإسرائيلية، بتقديم سلاح نوعى إلى حزبه، لم يحصل عليه حتى الآن.
رسمياً التزمت دمشق صمت القبور، باستثناء تصريح مصدر رسمي، بأن صاروخاً مجهول المصدر سقط في ثكنة قرب جبلة الساحلية، من دون أن يخلّف أضراراً تُذكر، مع تسريبات باهتة عن حادث عرضي، أو ضرورة التعامل مع الحدث الذي يعرفه كل سكان الساحل بسريّة، لكن الجميع يؤكد تعرض ثكنة للدفاع الجوي السوري، متاخمة لبلدة الصنوبر جنوبي اللاذقية، لصاروخ استهدفها من البحر، أمّا إسرائيليا فقد أشارت مصادر رسمية إلى أن تل أبيب لا تعلق على أنباء كهذه، غير أن الإعلام العبري تولى المهمة، مُبرزاً العديد من التعليقات غير الرسمية لخبراء ومراسلين، ركّزت على الخطوط الحمراء الإسرائيلية، وتحديداً نقل سلاح نوعي، أو كاسر للتوازن إلى حزب الله، وأشارت أن الأسد يواصل محاولاته نقل سلاح متطور الى الحزب الأصولي، وذلك ضمن الحلف القائم بينهما، في القتال الدائر ضد المسلحين المُعارضين لنظامه.
لمعرفتها بحجم رد الفعل السوري على هجوم كهذا، تعيش الدولة العبرية حالة استرخاء بعيدة عن التوتر، مع معرفتها بأنها استهدفت صواريخ متطورةً جداً، كان النظام السوري ينوي نقلها إلى حزب الله، من بينها صواريخ أرض بحر، من نوع ياخونت، أو منظومة دفاع جوي متطورة جداً من نوع اس 125، إضافة إلى منظومة أخرى من نوع س3 ، التي يبلغ مداها نحو 35 كلم، وهي مناسبة تماما لحزب الله، لقدرتها على إسقاط أية طائرة في المناطق الشمالية لإسرائيل المحاذية للجنوب اللبناني، ما يعني أن العملية استهدفت حزب الله، إضافة إلى النظام السوري
لم نسمع من دمشق هذه المرة تهديداً، كالذي صدر عنها حين تعرّضت مواقع عسكرية سورية لقصف إسرائيلي في محيط العاصمة، حيث استُهدف مركز البحوث العلمية في جمرايا بالقصف مرتين، كما تم استهداف مواقع عسكرية في جبل قاسيون، وفي ميسلون وقرب مطار دمشق الدولي، وقبل ذلك حين تم تدمير ما قيل إنه مُنشأة نووية، فهل يعني ذلك أن النظام السوري استغنى حتّى عن التهديد بالرد في الوقت المناسب، وهو تهديد لم يُتح له التنفيذ مُطلقاً، كما لم نسمع أو نر من حزب الله، أي تعليق على استهداف حلفائه السوريين، ولعلّ انشغاله بالتحضير لمعركة القلمون يأخذ كل وقته واهتمامه، ويبدو مثيراً للسخرية تبرير ذلك بالقول إن مبدأ ترتيب الأولويات، يفرض الصبر على خصم أو عدو، مثلما قد يفرض في لحظة أخرى المواجهة المباشرة، وأن أولوية محور المقاومة والممانعة، الذي تمثل سوريا عُنصراً مركزياً فيه، وأولوية الحكم في سوريا، تفرض عدم الوقوع في لعبة الاستدراج في مواجهة، يُوقّت العدو زمانها ومكانها.
دمشق تتخلّى عن التهديد بالرد
[post-views]
نشر في: 2 نوفمبر, 2013: 11:01 م