اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > لقد كرهت الحياة بسبب أمي

لقد كرهت الحياة بسبب أمي

نشر في: 3 نوفمبر, 2013: 09:01 م

إيمان الصغيرة تقف على الشرفة في الطابق الثاني للعمارة .. تحاول الانتحار ... والدتها وشخص آخر يقفان وراءها ... الجيران يحاولون تهدئتها حتى لا تلقي بنفسها من الطابق الثاني ... بسرعة يتحرك احد الجيران... يحاول الوقوف خلفها يهدئها ويسألها عن سبب انتحارها

إيمان الصغيرة تقف على الشرفة في الطابق الثاني للعمارة .. تحاول الانتحار ... والدتها وشخص آخر يقفان وراءها ... الجيران يحاولون تهدئتها حتى لا تلقي بنفسها من الطابق الثاني ... بسرعة يتحرك احد الجيران... يحاول الوقوف خلفها يهدئها ويسألها عن سبب انتحارها وتجيب الطفلة: أمي هي السبب ... تضربني ... وتعذبني .. أنا أريد ان أموت لأتخلص من هذا العذاب ... وبسرعة يتدخل الجار الشهم ويتحدث معها ويعدها بحل مشاكلها مع أمها ... تصمت الطفلة لحظات تنظر إلى الرجل المسن والدموع تنهمر من عينها وتنزل من اعلى سور الشرفة ... يتنفس الجميع الصعداء بعد ان عادت أدراجها ورجعت إلى بهو الشقة... الجميع يركض وراء ( إيمان ) لمعرفة السر وراء هذا التصرف ... جاء والدها عندما سمع بمحاولة انتحارها وبدأت تروي له قصتها والدموع تنهمر من عينها ... أمي هي السبب ... جعلتني أكره الحياة وأكرهها .. لأنها تعذبني وتضربني حتى تستقبل الرجال الغرباء في بيتك يا بابا ... لماذا تركتني بعد ان طلقت أمي .. لقد تغيرت أحوال أمي كثيرا ... بعد انفصالك منها كانت تتركني اكثر ساعات اليوم وحدي في الشقة ... وعندما تعود يكون بصحبتها صديقها وآخرون يدخلون غرفة نومها ...تجلس معهم وحدها في غرفتها المغلقة .. وأنا خارج الغرفة أعيش وحدي ... لقد مللت من هذه الحياة وقررت الانتحار ... وتجيب الطفلة عن سؤال والدها لماذا لم تخبره بذلك ... حينما كنا نذهب إلى بيت جدي كانت أمي تطلب مني ألا أتحدث أو أبوح بأي شيء يحدث داخل الشقة ... وكانت تعذبني حتى لا أتكلم لدرجة أنها كانت تكويني بالنار وتضربني بقسوة حتى لا افضح أمرها ... أنهت الطفلة حديثها مع أبيها الذي اصطحبها إلى مركز الشرطة ليسجل إخبارا ويتهم زوجته السابقة بتعذيب طفلته وجلب رجال غرباء إلى داخل الشقة للقيام بأمور لا أخلاقية ... بدأت الشرطة بجمع المعلومات عن سيرة الأم وعلاقاتها ... ليتبين أنها سيئة السمعة والسلوك وانها كانت تعذب ابنتها بالكي بالنار وبقسوة وتستقبل في منزلها رجال غرباء لإقامة علاقات محرمة معهم ... وان الشخص الذي كان موجودا معها أثناء واقعة الانتحار عربي الجنسية ويتردد عليها باستمرار ... والمفاجأة الأكثر إثارة حينما قالت الصغيرة :ان والدتها كانت تطلب منها ان تعتبر هذا الشخص بمثابة والدها حينما يسألها أي شخص عن وجوده بينما رفضت هي وكانت النتيجة تعذيبها حتى ترضخ لأوامرها .. تم عرض الأوراق للقاضي المختص وأمر بحبس المتهمة وصديقها على ذمة التحقيق ... التقيت مع الطفلة ... كانت تبكي وهي تتحدث معي ... لم اكن أتوقع ان تكون هذه هي النهاية لأمي ان تدخل السجن ... لكن هل هو ذنبي ام ذنبها ... أنا ضحية من ضحاياها ... لذلك كرهت الحياة وقررت ان أتخلص من نفسي ... أنا متألمة جدا لدخول أمي إلى السجن وأنا السبب بكل ذلك ... ولكن ما اعمل أنا لا استطيع ان استمر بالحياة وارى ما تعمله أمي أمامي ... إنها تستقبل الرجال وتسهر معهم ... لقد دمرت حياتي ... التقينا بعدها بالأم في سجن النساء وتحدثت إلي وهي نادمة ... نعم أنا قسوت عليها وأنا أتحمل هذه النتيجة ... هو خطأي كانت تتوسل بي ان اتركها في بيت جدها ... لكن لم استطع ذلك ... تركتها تتعذب أمام عيني .. كل همي الدنانير لكي انفق عليها وعلى ابنتي ... تعرفت على رجال آخرين ... سهرت معهم ... لم اكن اعتقد ان بعملي هذا سوف ادمر ابنتي واحطمها .. أتمنى ان تسامحني ابنتي على ما فعلته معها ... حينما شاهدتها على اعلى الشرفة وهي تريد ان تقفز وتنتحر ... كنت أموت من الفزع ... غافلتني حيثما كنت اربطها وصعدت إلى اعلى الشرفة وظلت تصرخ لولا الجيران لكانت ابنتي ماتت ... أنا ضعت ومستقبلي أيضا ضاع المهم ابنتي تبقى مع جدها ... بيت تهدم مرتين المرة الأولى عندما طلق الزوج زوجته ... وفي المرة الثانية عندما دخلت الأم السجن .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram