TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > إسلام بلا مذاهب...

إسلام بلا مذاهب...

نشر في: 3 نوفمبر, 2013: 09:01 م

أستعير لهذي الحلقة عنوان كتاب استمد شهرته من مدى أهميته للكاتب المستنير المرحوم مصطفى الشكعة، لألج من خلاله لحومة السجالات المحتدمة الآن والتي ستحتدم لاحقا بشأن مشروع قانون الأحوال الشخصية الجعفري الجديد المزمع تقديمه للجهات المختصة لإقراره ومن ثم اعتماده قانونا نافذا يتوجب التعاطي بفقراته.عبر قضاء جعفري مستحدث.
(إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)ــــ هذا الحديث الصحيح ينبغي وضعه نصب الأعين حين تطبيق مبادئ الشريعة , جاء الإسلام لتنظيم شؤون المجتمع الإسلامي في الحياة الدنيا , وتكريس مبدأ الثواب والعقاب في الدار الآخرة , ترغيبا لمن عمل صالحا , وترهيباً لمن أساء وافسد في الأرض.
جاء الإسلام ليؤلف بين المسلمين لا ليباعد بينهم , جاء ليجمع ويوحد ويؤاخي لا ليفرق ولا يدعو لتفرقة , السجالات المحتدمة تثير سؤالاً لجوجاً: لماذا الآن؟ , أكلما هدأت زوبعة طائفية مفتعلة أثيرت عاصفة طائفية هوجاء. لماذا؟ من هو المستفيد؟ ولمصلحة من؟
بلى..
لا ينكر تغير الأحكام بتغير الأزمان , هذي قاعدة فقهية قانونية معروفة ومتداولة ومبثوثة في صلب القوانين الوضعية والشرعية. لذا تغدو عملية تذييل القوانين , وتعديلها , والإضافة اليها أوالحذف منها سُنَة مشروعة ومباركة ايضا.
لم يعرف الإسلام في عهد النبي (صلى الله عليه وسلم) والخلفاء الراشدين من بعده،،شيعة ولا سُنّة , كان كتاب الله هو المرجع الأساس حين تعتري التطبيق شائبة , فكيف تشرذم الإسلام؟ وتشظى , وتبعثرت تعاليمه السمحاء عبر الفرق والنحل والطوائف والكتل ومتناقضات الفتاوى. وكيف تجاهلنا الآية البليغة (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا.)
كيف؟ ونحن نفرق ونفارق ونمايز بين مذهب ومذهب ونتبع هذا الفقيه ونجري وراء ذاك الداعية ونكرس الفرقة بين شيعي وسُني , بين إمامي اثني عشري وزيدي, هذا اسماعيلي , علوي , وهابي , درزي , إباضي , معتزلي , صوفي.سلفي معتدل , سلفي متشدد،حنبلي ,حنفي،شافعي،جماعة البهرة. الأحمدية , الأشاعرة , الغالبية..... الخ.
ما من قانون وضعي منزه عن بعض الغلو والشطط والسهو والغلط لكن استقرار قانون ما رغم ما به من هنات ونواقص , خير من قانون جديد ملتبس , باسم هذي الطائفة او تلك،يدق اسفين الفرقة بين الناس ويشرذم أفراد المجتمع ليربك الأحكام،ويبلبل عقول القضاة، ويزيد الغموض غموضا.ويضيف للحائر حيرة.
لعن الله السياسة التي تدخلت في أس الدين الحنيف فشوهت تعاليمه ولا بارك الله في ساسة لا ينظرون ابعد من أرنبة الأنف.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram