أستعير لهذي الحلقة عنوان كتاب استمد شهرته من مدى أهميته للكاتب المستنير المرحوم مصطفى الشكعة، لألج من خلاله لحومة السجالات المحتدمة الآن والتي ستحتدم لاحقا بشأن مشروع قانون الأحوال الشخصية الجعفري الجديد المزمع تقديمه للجهات المختصة لإقراره ومن ثم اعتماده قانونا نافذا يتوجب التعاطي بفقراته.عبر قضاء جعفري مستحدث.
(إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)ــــ هذا الحديث الصحيح ينبغي وضعه نصب الأعين حين تطبيق مبادئ الشريعة , جاء الإسلام لتنظيم شؤون المجتمع الإسلامي في الحياة الدنيا , وتكريس مبدأ الثواب والعقاب في الدار الآخرة , ترغيبا لمن عمل صالحا , وترهيباً لمن أساء وافسد في الأرض.
جاء الإسلام ليؤلف بين المسلمين لا ليباعد بينهم , جاء ليجمع ويوحد ويؤاخي لا ليفرق ولا يدعو لتفرقة , السجالات المحتدمة تثير سؤالاً لجوجاً: لماذا الآن؟ , أكلما هدأت زوبعة طائفية مفتعلة أثيرت عاصفة طائفية هوجاء. لماذا؟ من هو المستفيد؟ ولمصلحة من؟
بلى..
لا ينكر تغير الأحكام بتغير الأزمان , هذي قاعدة فقهية قانونية معروفة ومتداولة ومبثوثة في صلب القوانين الوضعية والشرعية. لذا تغدو عملية تذييل القوانين , وتعديلها , والإضافة اليها أوالحذف منها سُنَة مشروعة ومباركة ايضا.
لم يعرف الإسلام في عهد النبي (صلى الله عليه وسلم) والخلفاء الراشدين من بعده،،شيعة ولا سُنّة , كان كتاب الله هو المرجع الأساس حين تعتري التطبيق شائبة , فكيف تشرذم الإسلام؟ وتشظى , وتبعثرت تعاليمه السمحاء عبر الفرق والنحل والطوائف والكتل ومتناقضات الفتاوى. وكيف تجاهلنا الآية البليغة (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا.)
كيف؟ ونحن نفرق ونفارق ونمايز بين مذهب ومذهب ونتبع هذا الفقيه ونجري وراء ذاك الداعية ونكرس الفرقة بين شيعي وسُني , بين إمامي اثني عشري وزيدي, هذا اسماعيلي , علوي , وهابي , درزي , إباضي , معتزلي , صوفي.سلفي معتدل , سلفي متشدد،حنبلي ,حنفي،شافعي،جماعة البهرة. الأحمدية , الأشاعرة , الغالبية..... الخ.
ما من قانون وضعي منزه عن بعض الغلو والشطط والسهو والغلط لكن استقرار قانون ما رغم ما به من هنات ونواقص , خير من قانون جديد ملتبس , باسم هذي الطائفة او تلك،يدق اسفين الفرقة بين الناس ويشرذم أفراد المجتمع ليربك الأحكام،ويبلبل عقول القضاة، ويزيد الغموض غموضا.ويضيف للحائر حيرة.
لعن الله السياسة التي تدخلت في أس الدين الحنيف فشوهت تعاليمه ولا بارك الله في ساسة لا ينظرون ابعد من أرنبة الأنف.
إسلام بلا مذاهب...
[post-views]
نشر في: 3 نوفمبر, 2013: 09:01 م