نعم، بعدما أخرجهم من الباب يريدهم العودة من الشباك.
أعني السيد نوري المالكي، وأعني الأميركيين. فهذا هو ما ذهب رئيس مجلس الوزراء من أجله الى واشنطن، وهذا ما سيتحقق بهذه الزيارة التي لم يدخر المالكي ومساعدوه جهداً في الاحتفاء بها بوصفها " فتح الفتوح".
السيد المالكي كان من المتحمسين لعقد اتفاقية أمنية مع الولايات المتحدة تنطوي على إبقاء قوات أميركية، لكنه لم يجرؤ على تحمل مسؤولية ذلك في لحظة فغيّر رأيه ودخل في مزايدات مع آخرين. ويوم كان الانسحاب بدا فخوراً ومزهواً بما أنجزه مثل طاووس متحفز.
كان الانسحاب مطلباً وطنياً، وكان رغبة أميركية ايضاً. لكن الظروف قبل سنتين لم تكن ملائمة للانسحاب التام الشامل. وهذا ما ثبت خلال السنتين المنصرمتين. كان قراراً غير مدروس، شأن الكثير من القرارات التي تتخذها الحكومة، فقد اتخذ في اطار مزايدة سياسية. السيد المالكي وحزبه وائتلافه "دولة القانون، صوروا يوم الانسحاب كما لو انه يوم الاستقلال الوطني، فيما كانت له عواقب غير حميدة على صعيد مكافحة الإرهاب خصوصاً.
المالكي وحزبه وائتلافه ظنوا انهم سيُكللون بالغار ويتوجون أبطالاً ميامين كما أبطال الإغريق والرومان. وقد أخذهم الغرور فتصرفوا بعد الانسحاب بتكبر ومكابرة .. استخفوا كثيراً بالقوى السياسية الأخرى، وانطلقت من قمقمها نزعتهم نحو الاستئثار والتسلط وإقامة دكتاتورية جديدة.
ما كان يتعين أن يتم الانسحاب في ذلك الوقت بتلك الصورة .. كان يتوجب على الولايات المتحدة أن تؤدي التزامات عدة قبل الانسحاب الكامل، فهي تتحمل مسؤولية أخلاقية وقانونية عما آلت إليه الأوضاع بعد إسقاط النظام السابق، ومسؤولية أخلاقية وقانونية عن تثبيت الاستقرار في العراق وتعزيز السلم الأهلي وإعادة الإعمار.
الولايات المتحدة أسقطت مع نظام صدام كيان الدولة العراقية برُمَّته، وكان يتعين أن تؤدي واجبها كاملاً بإعادة بناء الدولة الجديدة كما فعلت في الماضي في أكثر من بلد، وبخاصة المانيا واليابان.
بالتأكيد ما كانت الولايات المتحدة ترغب بالانسحاب في ذلك الوقت ولا بتلك الصورة .. كانت ترى انه لابدّ من الإبقاء على بعض قواتها ريثما تستقيم الأمور في البلاد، لكن مزايدات السيد المالكي وحزبه وائتلافه هي التي لم تترك لها خياراً غير خيار الانسحاب الذي وفّر على الأميركيين المزيد من القتلى والجرحى والنفقات الباهظة في بلد لا يريد سياسيوه أن يكونوا رجال دولة، فيما تفاقمت خسائرنا، نحن العراقيين، في الأرواح والممتلكات على نحو مريع.
الآن ذهب السيد المالكي الى واشنطن لكي تُعيد بعضاً من قواتها في صيغة من الصيغ لمواجهة الإرهاب المتفاقم الذي عجز السيد المالكي عن مواجهته، وما كان يمكن له أن يواجهه بقوات غير مؤهلة وإن بلغ عديدها المليون أو أكثر. وقد فعل خيراً بالنزول أخيراً من بغلة المكابرة والتكبر.
سيعود الأميركيون بكل سرور ولو من الشباك، لكنهم لن يكون في مقدورهم تحقيق معجزة للمالكي بوسائلهم العسكرية مادام هو غير راغب في اعتماد الوسائل السياسية لحل المشكل السياسي القائم بينه وبين الآخرين. وهذا ما قاله الأميركيون له بصوت عال.
أخرجهم من الباب .. ويريد عودتهم من الشباك!
[post-views]
نشر في: 3 نوفمبر, 2013: 09:01 م
جميع التعليقات 3
عا مر نجم قمر الدهام
سياسة خاطئة
ابو سجاد
وهل تتوقع بهذه البساطة مجرد طلب من ابو حمودي وتعود الى العراق وهل تحتاج امريكا الى هذا الطلب فهي التي اتت به وهي التي تزيله مثلما ازالت كل الانظمة العربية العفنة وهل تتصور ان ايران ستقبل من ابو حمودي ان يطلب رجوع الامريكان وهو متسمر بالكرسي بارادتها كيف ت
علي كاظم
لك الوقت ولا بتلك الطريقة)....أعتقد ان الانسحاب الامريكي جاء لأصرار التحالف الشيعي الحاكم وتحت الضغوط الايرانية ولم يتم فية النظر للمصلحة الوطنية ..وأن بقاء القوات الامريكية كان ضروريا ولصالح العرااق أذا ما تم أدارة والتعامل معة بطريقة صحيحة.