قبل يوم واحد من مؤتمر اتحاد الكرة الذي أعلن رئيسه ناجح حمود انه سيكشف عن حقائق مهمة لما واجهته الكرة العراقية من أزمات إدارية وفنية، نبهنا المعنيين في الاتحاد إن توقيت المؤتمر خاطىء والدعوة الموجهة للإعلاميين خاطئة هي الأخرى في هذه الفترة تحديداً، وكان يفترض حضور أعضاء الهيئة العامة للاتحاد الذين لا زالوا يتأبطون ملفات عملهم غير السوي بسبب سياسة الاتحاد التي أهملت الاستماع إليهم وانفردت في صناعة القرارات التي جلبت له السخط العارم وموجة التشكيك والتخوين وفتحت جبهات عدة تهدد استقراره وتزعزع ثقة الهيئة بما تبقى من ولايته الشرعية.
لم يستمع أحد للتنبيه ولا النصيحة، وبدلاً من أن نستفيد حقاً من الزمن الطويل الذي استغرقه مؤتمر حمود في مناقشة مشتركة عن مستقبل اللعبة ومصير العلاقة المتوترة للمثلث المتنافر (الوزارة والأولمبية والاتحاد) ومساعدة الأخير عن كيفية الاستدلال بخارطة طريق ( المنامة - بغداد – زيوريخ) لرفع الظلم عن ملاعب العراق ، وتنظيم لجنة عمل المدربين الوطنيين لضمان عودة تصنيفنا الى المراكز السبعينية وإيجاد حل لتقهقره في المركز 103 لشهر تشرين الأول الماضي، بدلاً من كل ذلك شغَلَنا حمود بمراجعة رقمية لنسب انجاز ملاعب خليجي البصرة ودُفعات مستحقات زيكو ومُزايدات حقوق نقل الدوري وبقايا ميزانية الاتحاد التي أعلنت الإفلاس في الشهر الأول من العام الحالي!
مُجمل ما طرحه حمود في مؤتمر مريديان يستحق أن يُعمم في بيانات عبر المنسق الإعلامي للاتحاد من فترة طويلة معززاً بوثائق دامغة ، فالاتحادات المماثلة عادة لا تستنزف الوقت الثمين في سرد قصصي اقرب منه الى الهذيان (الاتحادي والاعلامي) الذي شهدته أجواء المؤتمر، إنما تستثمر كل دقائق المؤتمرات لسماع آراء قيّمة وانتقادات لا تنسف شخصية رئيس الاتحاد أو تتبارى ألسنتها في استفسارات عقيمة أو طلبات تستفز المنصّة وتكاد تشعرها بأنها أمام محاكمة إعلامية لإشهار فضائح مجهولة لا يمتلك إعلامنا - بالمطلق - أية أسانيد لها سوى شهادة (القيل والقال).
وفي المقابل أخفق الاتحاد في تنظيم المؤتمر من ناحية ترتيب مقاعد ممثلي الصحف والقنوات الفضائية ومنح الوقت للمناقشة بين المُحاوِر للمحافظة على وحدة المعلومة ، ثم ما الهدف من تواجد نخبة من المدربين وممثلي الأندية الأفاضل الذين استحوذوا على مقاعد الصف الأول من دون أن يكون لهم دور في التفاعل مع المتحدث إذا ما علمنا إن المؤتمر مخصص للإعلاميين ؟! وما سر تحنّط الأعضاء الثلاثة بجوار الرئيس من دون مشاركته الحديث لاسيما أن جزءاً منه تعلق بمهمة الأمين العام وواجباته في تهيئة ملف خليجي البصرة قبل اجتماع رؤساء الاتحادات الخليجية فإذا بالأمين يكتفي بالتثاؤب والتململ وتدوين بعض الملاحظات أسوة بزميليه !
سؤالان مهمان ضاعا وسط زحمة إسهاب بعض الزملاء في توبيخ حمود وليس لسؤاله، يتعلقان بملفي خليجي البصرة والسياسة المالية : أولاً إذا كان ظهر الاتحاد لا يُركب بحسب وصف حمود في إشارة إلى صلابته في اتخاذ قراره من دون ضغوط فكيف ارتضى أن يكون عضواً (ميتاً) في جسد لجنة تنظيمية عليا لخليجي البصرة لم يُسمع لرئيسها عصام الديوان صوت إلا مرة واحدة فقط وهو يتوعد الخليجيين بفراق لا رجعة عنه في حال تم سحب الدورة من العراق ، إذاً كل ما آل إليه الملف يُعد الاتحاد والاولمبية أيضاً شريكين فاعلين فيه ولا يُقبل صمتهما حتى خراب البصرة !
وثانياً أشكل اتحاد الكرة أكثر من مرة على الأشخاص المساهمين بدفع رسوم قضية المعترضين في محكمة (كاس) على أساس أنهم غير منتمين للهيئة العامة ولا حتى محسوبين على اللعبة من قريب أو بعيد ، وهو بذلك يلفت الأنظار إلى ضرورة المحافظة على مصدر التمويل الحكومي للأندية وقضاياها ، فهل يخبرنا الرئيس عن سرّ سماح الاتحاد لصاحب تجارة عامة في تسديد مستحقات المدرب زيكو والذي تحمّل (أي التاجر) المشكلة القائمة حالياً بعدم استلام المدرب للأشهر الثلاثة الأخيرة من عقده ، وكيف سمح الاتحاد أن تموّل قضية دفاعه في محكمة (كاس) من مال خارجي ؟!
فشل الدفاع الأخير لحمود بصورة لا تقبل الجدل مثلما نأمل أن يكون هجومه الأخير على الإعلاميين درساً له ألاّ يَرشق كلماته عشوائياً ففي ذلك تجنٍ على من أخلص في نهجه ومبدئيته ونزاهته في التعاطي مع قضية اتحاد الكرة الذي جعل سمعة اللعبة مثل حال المشتبهين الدائميين لمخافر الشرطة ، فلم يعد الاتحاد الدولي لكرة القدم يحسب حساباً لصوت العراق الرياضي كعهد رجاله الأوائل (عبد المهدي وزينل والبدري وسعيد وعباس وجمال وغيرهم) ممن نكرر ثانية ضرورة استجابة الحكومة والبرلمان لندائنا عبر هذه المساحة الموجه في 6 تشرين الأول الماضي لتجنيد هؤلاء الخبراء لمعركة تحرير كرتنا من الحظر الدولي ، فماذا تنتظرون؟!
هذيان في مريديان!
[post-views]
نشر في: 6 نوفمبر, 2013: 09:01 م