(إني لم اخرج أشرا ولا بطرا ولا ظالما ولا مفسدا، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول اللّه ) قالها الإمام الحسين عليه السلام قبل استشهاده في واقعة الطف ، ومن أقواله ايضا ( شرّ خصال الملوك، الجبن من الأعداء، والقسوة على الضعفاء، والبخل عند الإعطاء) في أيام عاشوراء يتجدد استذكار أبي الأحرار بوصفه شهيدا وثائرا ، وصوت المظلومين والباحثين عن الحرية في كل الأزمنة ، وتشرف الشعر العربي ، والتشكيل والمسرح في تناول قضية الحسين عبر مئات الأعمال برؤية معاصرة لكشف معاني الثورة ، بعيدا عن التناول الشعبي السائد بالتركيز على البكاء كمحاكاة لواقع يعيشه الملايين في ظل أنظمة متورطة بارتكاب جرائم بحق شعوبها ، علامتها الفارقة إشاعة الجهل والتخلف لضمان البقاء في السلطة الى يوم يبعثون .
الحسين ثائرا وشهيدا في مسرحيتي الشاعر المصري عبد الرحمن الشرقاوي ، وعلى النهج ذاته هناك من استحضر الحسين في مختلف الحقول الإبداعية ليشير الى حقيقة الخروج لتحقيق الإصلاح في زمن مضطرب ، منذ وبعد ان حشد القوم لقتل ابن بنت نبيهم ، وحملوا راسه يطوفون به الأمصار إرضاء لنزوات صاحب السلطة مقابل حصول القتلة على ثمن ارتكاب ابشع جريمة عرفتها الإنسانية .
القول كل يوم عاشوراء وكل ارض كربلاء بما تحمل من بلاء ، يردده العراقيون وغيرهم منذ القدم وهناك من يفسره بانه تعبير عن محنة أزلية ومأساة مفتوحة الفصول لم تصل بعد الى المشهد الأخير ، وينطوي القول على احتمال حصول المزيد من الكوارث والنكبات ، ومقابل هذا الشعور الممتد الى مئات السنين ، والحاضر في الزمن الراهن ، فرض البكاء هيمنته في التعاطي والتعامل مع واقعة الطف ، فتراجع فهم المعنى الحقيقي للثورة الحسينية ، وليس هناك من يرفع صوته "واحسيناه " لتحقيق الإصلاح وفرض الإرادة الشعبية ضد الطغاة السابقين واللاحقين .
عندما تناول الفنان التشكيلي الراحل كاظم حيدر استشهاد الإمام الحسين بملحمة الشهيد ، أثار التساؤلات في الوسط الثقافي ، لمغامرته في كشف معنى الثورة في زمن بروز الحساسية المفرطة من ارتفاع اي صوت يعبر عن رفض واحتجاج ، ورسالة الفنان الراحل مازالت حاضرة لكنها تبحث عمن يجيد قراءتها .
تزامنا مع حلول أيام عاشوراء سيتضاعف نشاط معظم القوى العاملة في الساحة العراقية في الأشراف او تنظيم الشعائر ، ولها كل الحق في ذلك استنادا لما ورد في الدستور ، وليس من حق احد الاعتراض باي شكل من الأشكال على ممارسة هذا الحق ، الذي قد يصل أحيانا ان يتولى زعيم تنظيم سياسي قيادة موكب" اللطامة" من قواعده الشعبية ، للتعبير عن أواصر التلاحم مع الجماهير والتفاعل مع تطلعاتها ، ويتجاهل الزعيم السياسي معنى الثورة الحسينية واطلاق صرخة "واحسيناه" لقناعته بانها لا تخدم مصالح حزبه في زمن البلاء .
واحسيناه
[post-views]
نشر في: 6 نوفمبر, 2013: 09:01 م
جميع التعليقات 2
علي العراقي
عزيزي علاء السيد نائب رئيس الجمهوريةخضير الخزاعي شارك بموكبه على طائرة الهليكوبتر في العام الماضي وشارك الزوار في عزائهم وحسينا وا حسينا...!!!
ابو فاطمة الكعبي
المنشور عين الصواب .. لكن ليس المطلوب التشكيك بالمراسيم الحسينية او عصمة القائمين بها عن الخطأ وحب الدنيا والذات . ( فمن يعمل مثقال ذرة خير يره ومن يعمل مثقال ذرة شر يره ) والله الموفق