منذ أكثر من سنة جرى حوار تلفوني بيني وبين المستشار الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء علي الموسوي بشأن ما يُنشر في "المدى" من نقد لسياسات الحكومة ورئيسها. يومها عرضت عليه أن أُجري حواراً صحفياً مع السيد نوري المالكي، يتمتع فيه بكامل الحرية في ما يقول.
على طريقة أهل التقيّة ردّ الموسوي بكلمة واحدة هي "إن شاء الله" التي تنطوي على معنى الرفض أكثر من معنى القبول. وعندما كررتُ العرض في وقت لاحق أجابني صراحة هذه المرة بعدم الإمكانية لأننا صحيفة "معادية".
ردٌّ كهذا أراه يعكس عقلية أقلّ ما يُقال فيها أنها تقليدية، تصنّف الناس الى أصدقاء وأعداء، وتضع المعارضين في خانة الأعداء، فيما ليس كل معارض عدواً بالضرورة. هو يمكن أن يُصبح صديقاً وحليفاً اذا ما جرى الاستماع اليه وتفهّم موقفه ووجهة نظره وأظهر الطرف المقابل ما يفيد بإمكان التوصل إلى تسوية معه.
يومها أكدت للزميل الموسوي أننا لسنا أعداءً للسيد المالكي، وحتى لو افترضنا ذلك وان المدى "معادية" ما الضير في ان تخترقوا جبهة الأعداء؟
على أية حال، لم نخسر نحن إنما السيد المالكي هو الذي خسر فرصة للدفاع عن سياساته عبر الصحيفة "المعادية" التي كانت ستُفرد صفحتين كاملتين للحوار.
استعدت هذه الواقعة وقد فرغت للتو من قراءة مقال كتبه السيد حيدر الخوئي ونشر في موقع "تشاتام هاوس" اللندني بعنوان "على بغداد ألا تدع تنظيم القاعدة يفوز". و"تشاتام هاوس" هو مقر المعهد الملكي للشؤون الدولية الذي يُعدّ من أبرز مراكز البحث والتفكير المستقلين في العالم. أما حيدر الخوئي فهو باحث عراقي شاب بدأ نجمه يتألق في السنوات الأخيرة في ميدان التحليل السياسي، في الشؤون العراقية خاصة. وهو أيضاً حفيد المرجع الشيعي الراحل آيه الله أبي القاسم الخوئي ونجل الشهيد عبدالمجيد الخوئي الذي نفتقده دائماً منذ يوم رحيله الفاجع، وبخاصة في ظروف العراق الصعبة الراهنة.
هذا التعريف بحيدر الخوئي أراه ضرورياً، ففي مقاله الذي فرغت من قراءته، كما في مقالات سابقة له نشرت في مطبوعات مختلفة، أجده يفكّر ويحلل الأوضاع في بلدنا مثلما نفكر ونحلل نحن في "المدى"، ومثلما يفكر ويحلل الكثيرون غيرنا في طول البلاد وعرضها وفي منافي العراقيين على امتداد رقعة العالم.
في مقاله الذي كتبه لمناسبة زيارة رئيس مجلس الوزراء الى واشنطن، ينتقد حيدر الخوئي نزوع المالكي الى تهميش وإقصاء الآخرين، وبخاصة السُنّة، وينتقد أيضاً تعويله على القوة العسكرية والحلول الأمنية على حساب الوسائل السلمية والحلول السياسية، وهو ما يرى الخوئي، كما نرى نحن، يوفّر بيئة مناسبة وحاضنة حميمة لتنظيم القاعدة ونشاطه الإرهابي المتفاقم في الآونة الأخيرة.
حيدر الخوئي يؤكد في ختام مقاله حقيقة يبدو ان السيد المالكي والملتفين حوله لا يدركونها، هي ان تنظيم القاعدة لا يخشى الجيش العراقي وقوته بقدر ما يخشى المصالحة السياسية.
من وجهة نظر السيد المالكي والزميل الموسوي، هل يُصنّف السيد حيدر الخوئي عدواً؟
نحن وحيدر الخوئي في الخانة نفسها في الواقع.
حيدر الخوئي ونحن.. وسياسات المالكي
[post-views]
نشر في: 6 نوفمبر, 2013: 09:01 م
جميع التعليقات 4
A Ammar
استاذي الكريم الدكتاتور هو الدكتاتور بغض النظر عن نوع ملابسه فكل من يخالفه في الراي عدو ولا ننسى صدام والاده وحزبه المقبور وما فعله باقرب المقربين منه وما عمله بمخالفين رايه لسنا بحاجة للتمحيص فهذا هو المالكي وحزبه ومستشاريه وولده نتيجة سياسة صدام و
رعد البغدادي
هذا هو منطق الانهزاميه دائما
بدر
الواضح عندنا تختلف نوايا الخوءي عن نوايا صحيفتكم نوايا صحيفتكم رجعيه ونوايا الخوءي إيجابيه اصلاحيه
كاظم الأسدي
ليست المدى عدوا لهم ؟ ولا السيد حيدر الخوئي فقط ؟ بل المرجعية في النجف أيضا قد تينت الكثير من مواقفكم الوطنية !! فهي عدوا لهم أيضا !! ولكن عدم البوح بالمواقع الحقيقية التي يمثلها البعض يكون في كثير من الأحيان أسلم وأنفع ؟؟ على العكس من البوح بمعاداتك