شركة تجارية أبدت استعدادها ، وعبر إعلان نشر في صحف محلية لتجهيز الوزارات والمؤسسات الحكومية والأهلية بسيارات الليموزين ، تحتوي على ثلاجة صغيرة ، وشاشة تلفاز من نوع بلازما ، والمقصورة الخلفية بالخشب الفاخر ، إضافة الى جهاز تحكم بالكاميرات الخارجية وغيرها من الاكسسوارات ، وبحسب طلب الزبون ، طبقا لمضمون الإعلان الذي أثار دهشة واستغراب من اطلع عليه ، واستذكر الثالوث العراقي الأزلي الشهير ، الفقر والمرض والجهل ، وربما استرجع مع نفسه المثل الشعبي الموجه لحديثي النعمة ، يوم كانوا محرومين من ركب المطايا .
على الخير والبركة استخدام الليموزين في شوارع العاصمة ، وشايف خير ومستاهلها لمن اقتناها بماله الحلال ليثبت لشعوب دول المنطقة ان السيارة الأفضل والأجمل في العالم ، وصلت الى العراق ، وستخضع لنظام الزوجي والفردي ، والتفتيش الدقيق في السيطرات بغض النظر عن هوية صاحبها وموقعه ومنصبه فضلا عن نسبه وعشيرته ونفوذ حزبه .
في زمن الليموزين انطوت صفحة سوداء قديمة ، عندما كان المتنفذون ، وأبناء كبار المسؤولين يقودون سياراتهم الحديثة ، تاركين وراءهم الفولكا البعيرة والدوج ابو عليوي واللادا والركة تلهث من "الحماوة "فيما سواقها النشامى يلعنون حظهم التعس لفشلهم في قرعة الحصول على برازيلي مستوردة من قبل وزارة التجارة .
من المحتمل ان تكون وزارة النقل وبحسب المطلعين على الإعلان الجهة الرسمية الأوفر حظا في حيازة الليموزين لاستخدامها في نقل ضيوف العراق من المطار الى" القلعة الحصينة "وسط العاصمة ، وليس من المستبعد ان تسخر لنقل شخصيات عشائرية من أماكن إقامتهم الى القصر الجمهوري لمنحهم الأوسمة والأنواط ، تقديرا لشجاعتهم ومواقفهم البطولية في ملاحقة الإرهابيين والخارجين عن القانون ، بعد مرور عشرات السنين على واقعة زبون سوادي .
الواقعة بطلها المرحوم زبون عامل الخدمة في مكتب مدير عام ، تعرض لوعكة صحية فامر المدير بنقله بسيارته الخاصة الى منزله في صرايف " الميزرة " الواقعة خلف السدة ، وأثناء وقوف السيارة ونزول زبون سوادي منها انطلقت الزغاريد ، واحتشدت الجموع لتقدم التهاني لزبون لاعتقادهم بانه حصل على منصب رفيع وخصصت له سيارة لخدمته ، الرجل رد على المهنئين بالإشارات ودخل الى خرابته ، وفي منتصف تلك الليلة انطلق الصراخ لإعلان وفاة زبون سوادي ، فعزا المتعاطفون معه أسباب موته الى إصابته بالحسد .
جيران المرحوم من حساده والمتعاطفين اغلبهم سكن في مدينة الصدر الثورة سابقا ، ومن المحتمل انهم نقلوا تفاصيل الواقعة الى أبنائهم وأحفادهم ، فترسخت في أذهانهم هواجس القلق من دخول سيارة حديثة الى حيهم ، لأنها بنظرهم ستكون نذير شؤم ، وقد تنقل الليموزين ، تنفيذا لقرار جعلها في خدمة ضحايا الإرهاب ، احد أحفاد زبون سوادي الى منزله الكائن في احد قطاعات مدينة الصدر لإصابته بجروح بليغة بانفجار سيارة مفخخة استهدف أصحاب البسطيات في ساحة الطيران .
"ليموزين" نقل الجرحى
[post-views]
نشر في: 8 نوفمبر, 2013: 09:01 م