تحت عمودي "أسألكم بالله" وعلى صفحتي في فيسبوك علق الكاتب الصديق أحمد الهاشم: "خفوا شويه أبو امجد، لأنه راح نتعاطف وي محمد مرسي". احمد، بحسجته التلقائية، أراد القول ان خففوا من نقدكم او انتقادكم للمالكي لان ذلك سيرغمنا على التعاطف معه. هذه الكلمات، التي سبق ان سمعتها او قرأتها من غيره، بينهم مثقفون وسفراء ووزراء وبعض من الناس البسطاء ، أجد أنها تفسر على عدة أوجه أهمها ثلاثة:
الأول يعني تره الشغلة ما تسوه وشدعوه هالحملة المركزة على المالكي فخففوا. لا أظنني بحاجة للقول إننا لم نستهدف الرجل كشخص بل إننا نركز ونستهدف أداءه الوظيفي خاصة وانه قد حصر كل الملفات التنفيذية بيده وأهمها الملف الأمني. فهل وصول عدد الضحايا الى 3 آلاف ضحية في شهر واحد، شغلة ما تسوه؟ وهذا الفساد الذي وصل الى الهامة باعترافه واعتراف غيره وعلى كافة الصعد، شغلة ما تستحق التركيز؟
الثاني يعني ان مشكلة الخراب الذي يعم العراق اكبر من المالكي ومن غيره. يعني ان أي شخص سيحل محله سيعجز مثله عن إصلاح الوضع. وهنا أقول نعم انها كذلك. لكن هناك فرقا كبيرا بين من يسعى الى حل المشكلة ولا يستطيع ومن يعمل على تعقيدها أكثر. صحيح ان الخراب موجود قبل ان يستلم المالكي السلطة لكنه، ومنذ خروج الأمريكان لليوم، بدلا من ان يبحث له عن حل صار يزيده خرابا بفتح أبواب للصراعات والتهميش تعدى المكونات السياسية الى مكونات اجتماعية وعرقية ومناطقية واسعة.
الثالث، وهذا الذي اعتقد ان الهاشم قصده بتلميحه، ان تركيزنا على كشف أخطاء المالكي سيجعل الناس تتعاطف معه لأسباب سيكولوجية. مو غلط. لكن أريد ان أسأل: أين هذه المشاعر الرقيقة تجاه مئات الآلاف من القتلى خلال حكم المالكي؟ فان كانت المقالات صوب شخص معين تثير تعاطف الجماهير معه ولا يثير عدد القتلى والجرحى والأرامل واليتامى الذي يزداد كل يوم، المشاعر ضده، فهذا مرض خطير حقا وظاهرة ان استفلحت فلنقرأ السلام على شيء اسمه مواطن سوي الى يوم القيامة. فهل المطلوب من المثقف او الكاتب ان يستجيب لهذه العواطف المرضية فيرسخها أم عليه ان يحاربها ويصر على معاكستها؟
ولأن صديقي احمد الهاشم الذي، ليس مجاملة له، يعد واحدا من بين أكثر المثقفين إنصافا وجرأة قد استعمل اسم محمد مرسي من باب الحسجة، كما أسلفت، فاني اذكره بباسم يوسف. حقيقة لم يكن هناك إعلامي مصري تفرد بالتركيز على مرسي مثله. مع ذلك لم نجد بين المثقفين المصريين، الا ما ندر جدا، من عاب عليه او طالبه بالتخفيف. أخطاء مرسي، مهما كثرت، لا تصل الى واحد بالمئة من أخطاء المالكي في جانب الحفاظ على حياة الشعب وثرواته. مع ذلك كان لتركيز باسم يوسف عليه مدة عام كامل وفي كل حلقة من حلقات برنامجه اثر لا ينكر في التسريع في عزل مرسي من خلال تحريك وتأليب الرأي العام ضد طريقة في الحكم. هناك كؤوس لو خففتها يا صديقي احمد تفقد تأثيرها ويصبح طعمها مجا. وبعضها لو تناولتها "سادة" يصبح طعمها الذ ووقعها انفع.
خفّوا شوية على المالكي!
[post-views]
نشر في: 8 نوفمبر, 2013: 09:01 م