TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > قانون الانتخابات ينتهك الدستور

قانون الانتخابات ينتهك الدستور

نشر في: 8 نوفمبر, 2013: 09:01 م

لماذا ارتكب برلماننا هذه الخطيئة بحرمان ملايين العراقيين المضطرين للعيش خارج البلاد رغماً عنهم من حق كفله الدستور لهم، وهو الاقتراع في انتخابات 2014؟
كالعادة، رئاسة البرلمان وهيئاته المختلفة لم تكلّف نفسها واجب تبرير هذا الإجراء المعيب والمتجاوز بصراحة على أحكام الدستور، المفترض بالأعضاء الحاليين والسابقين ان يدينوا بالولاء له، فلولاه ما كان سيكون لهم أي اعتبار وسلطة ونفوذ.
من الواضح أن لتعديل قانون الانتخابات في هذا الشأن، كما في شأن النظام الانتخابي (سانت ليغو المعدل)، دوافع محض سياسية، وتقف وراءه القوى السياسية المتنفذة، الاسلامية خصوصاً، التي لاحظت تراجع شعبيتها على نحو كبير في الخارج (كما في الداخل)، وهو ما تشير له قلة التصويت لصالح مرشحيها.
النائب سامي العسكري (دولة القانون) أفصح عن ذلك، فقد أبلغ المركز الخبري لشبكة الإعلام بانه "في الدورات الانتخابية الثلاث الماضية كانت المشاركة (في الخارج) ضعيفة لا ترقى الى مستوى الجهد والمبالغ التي كانت تُصرف عليها، فضلاً عن ان أغلب الذي يشتركون فيها هم من مؤيدي الأحزاب الكردية وحصلت عمليات تزوير يصعب السيطرة عليها، لهذا قلّ حماسنا ورغبتنا في هذا الموضوع".
بالطبع، حجة المبالغ المصروفة مردودة لأنه من واجب الدولة تمكين العراقيين من ممارسة حقوقهم مهما كانت الكلفة، والانتخابات في الداخل كلفتها اكبر، ليس فقط في الاموال وإنما في الأرواح أيضاً، فاستنفار القوات الأمنية خلال فترة الانتخابات يكلف أموالاً طائلة وجهوداً كبيرة، وما من انتخابات نُظمت دون أن تشهد عمليات إرهابية. والمعلوم ان جزءاً غير صغير من نفقات الانتخابات في الخارج يذهب في عمليات فساد، أما التزوير، اذا صحّ وقوعه في الخارج، فمثله يحدث في الداخل أيضاً، فلماذا لا تلغى انتخابات الداخل للأسباب ذاتها؟
اما بخصوص نسبة الإقبال الأكبر من الكرد على مراكز الاقتراع في الخارج، والأكيد ان هذا هو السبب الرئيس لقرار البرلمان، ففي الداخل أيضا يُقبل الكرد على الانتخابات بنسبة أكبر من العرب، وهذا راجع الى ان الكرد أكثر ثقة من العرب بمؤسساتهم السياسية وممثليهم في السلطات الاتحادية، فهل ينبغي عدم إقامة الانتخابات في إقليم كردستان؟
في ظني ان تعديل قانون الانتخابات غير دستوري لأنه متعارض مع ما جاء في بعض مواد الدستور. واليكم الدليل:
المادة الخامسة تقرر أن  "... الشعب مصدر السلطات وشرعيتها، يمارسها بالاقتراع السري المباشر وعبر مؤسساته الدستورية"، وعراقيو الخارج جزء من الشعب، أي انهم جزء من مصدر السلطات، وحرمانهم من التصويت هو تعطيل قسري لإرادتهم وحرمان لهم من ممارسة سلطتهم.
المادة الرابعة عشرة تحكم بأن العراقيين "متساوون أمام القانون دون تمييزٍ بسبب الجنس أو العرق أو القومية أو الأصل أو اللون أو الدين أو المذهب أو المعتقد أو الوضع الاقتصادي أو الاجتماعي"، والقانون الجديد يميز بين عراقيي الداخل وعراقيي الخارج ولا يساوي بينهم.
والمادة السادسة عشرة تقضي بأن "تكافؤ الفرص حقٌ مكفولٌ لجميع العراقيين"، والانتخابات هي فرصة للعراقيين لاختيار ممثليهم في أعلى سلطة في البلاد وحرمان بعضهم من حق الانتخاب يعني عدم توفير فرص متكافئة لهم.
المادة الثالثة عشرة تحكم بـ "ثانياً:ـ لا يجوز سن قانونٍ يتعارض مع هذا الدستور"،  والقانون الجديد يتعارض مع هذا الدستور لأنه ينتهك أحكام المواد السابقة.
أرى ان من اللازم الآن أن يتقدم أفراد أو مجموعات من عراقيي الخارج بالطعن في قانون الانتخابات الجديد أمام المحكمة الاتحادية.
لا ينبغي السكوت على هذا الانتهاك الجديد للدستور والتجاوز على حقوق الشعب.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 6

  1. محمد المالكي

    الأخ العزيز الفاضل عدنان حسين كلنا يعلم أن إئتلاف دولة (القانون) يسعى لتأجيل الأنتخابات بأي ثمن رغم إدعائه بعكس ذلك وكلنا يعلم كذلك أن الفاسدين المقرببن من رئيس الحكومة في الخارج أكثر المتضررين من إلغاء إنتخابات الخارج وفوق ذلك أن الفساد هنك كبير جداً وسه

  2. بوزهراء

    استاذعدنان انت من كل عقلك اكوانتخابات!!!!صدقني ومنمصدلا ثقة اخشى الكاتم عليه! قال الانتخابات الاخيرة لا تعادل 8% من مجموع الشعب ولكن يجرى السكوت ويضربون الاصوات بعدد اخر حتى تصبح اكثر من50%مارايك اسناذنا العراق انتهى الى يوم القيامة لم يبقى شي وشوف القتال

  3. بوزهراء

    استاذعدنان انت من كل عقلك اكوانتخابات!!!!صدقني ومنمصدلا ثقة اخشى الكاتم عليه! قال الانتخابات الاخيرة لا تعادل 8% من مجموع الشعب ولكن يجرى السكوت ويضربون الاصوات بعدد اخر حتى تصبح اكثر من50%مارايك اسناذنا العراق انتهى الى يوم القيامة لم يبقى شي وشوف القتال

  4. احمد صحن

    لا يوجد سبب مقنع على حصر الطعن بعراقيي الخارج, فالخرق دستوري وعلى نقابة المحامين تقديم الطعن وعلى مثقفي الداخل والخارج القيام بعمل ما يدعم عملية .

  5. عبد علي عوض

    الأخ عدنان حسين المحترم تحية طيبة إضافةً إلى ماذكرته في مقالتك، لماذا لاتركز على ضرورة تشريع قانون الأحزاب في الفترة المتبقية قبل الانتخابات القادمة؟ أعتقد من الضروري توجيه جميع الاقلام الوطنية بهذا الاتجاه.

  6. تحسين المنذري

    في نص القانون المنشور على موقع مجلس النواب العراقي فإن لعراقيي الخارج الحق في المشاركة في الانتخابات كما ورد في المادة (40) / خامسا وهذا هو رابط القانون http://www.parliament.iq/details.aspx?LawN=%D9%82%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%86%20%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%AE%D

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

باليت المدى: جوهرة بلفدير

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram