TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > فنان" داعش"

فنان" داعش"

نشر في: 9 نوفمبر, 2013: 09:01 م

 المتابعون  للحياة الثقافية في العراق، لطالما ابدو أسفهم  لتصدر الطارئين المشهد  الثقافي، في حقول المسرح والتشكيل والموسيقى والسينما، والمتابعون يعاتبون ويدعون  الجهات الرسمية دائما  الى اعتماد اسماء معروفة بمنجزها الابداعي وحضورها في الساحة الثقافية  لطرد العملة الرديئة، السائدة حاليا في الاسواق، المعروفة  بقدرتها على الترويج  والتلميع لصالح جهات سياسية بمزاعم حرصها على تطوير  وتفعيل النشاط الثقافي.
 احد  الإعلاميين طرح  سؤالا عن غياب "قامات  المسرح" في الدفاع عن المنجز المسرحي العراقي   واحترام تاريخه، وتطهيره من الطارئين، ولم يجد إجابة  لسؤاله من" قامة" واحدة فاستعان  بشبكة  التواصل الاجتماعي ليقود حملة شخصية ايدها بعضهم وعارضها اخر حول دور "القامات" في   الحد من  ظاهرة  يعتقد بانها ستخلف تداعيات خطيرة في مجمل الحركة الفنية بحرف مسارها الحقيقي لتصب في صالح الاخوان بالرضاعة من  حليب المحاصصة العراقية.
  مخرج مسرحي غاب عن الساحة منذ زمن،  عرف بتبنيه  العروض  الهابطة  اعترف لزملائه بانه منح احدهم كان يبيع  الشاي في الشورجة ،  مع الاحترام للمهنة  دور البطولة في مسرحية استمر عرضها قرابة عام، واصبح البطل نجما كبيرا، لقدرته على اضحاك الاخرين،  فنال  اعجاب  التجار  ورجال الاعمال في زمن فرض العقوبات الاقتصادية على العراق  فاستعانوا بخدماته مع "بنات الريف" لاقامة عروض وحفلات  في مزارعهم الواقعة في ضواحي العاصمة.
 "نجم كبير اخر" من الوزن الثقيل،  حقق شهرته،  بقدرته على تلقي الصفعات والراشديات من ابطال  اول عرض شارك فيه  بالصدفة، احتل اليوم شاشات الفضائيات بوصفه فنان الشعب، اعلن قبل ايام وعبر برنامج متلفز بان دوره في خدمة الشعب يتجسد  برسم الابتسامة على ابناء الشعب  وحثهم على مساعدة الاجهزة الامنية في ملاحقة  عناصر" داعش"  واحباط مخططاتهم الارهابية، وذكر ايضا ان دور المسرح في المرحلة الحالية يتطلب تقديم عروض في الهواء الطلق قرب السيطرات  للترفيه والفرفشة، ثم شن الصولة الاستباقية للقضاء على الارهابيين والخارجين على القانون  لتحقيق شعار "الفن في خدمة المعركة ".
منظرو علم الجمال والمعنيون بفلسفة الفن،  ومنذ زمن فضل الكثير منهم  الدرس الاكاديمي وابتعدوا عن المشاركة في اي نشاط ثقافي، لإدراكهم بأن البيئة الحالية غير مناسبة لقبول طروحاتهم، وافكارهم،  لوجود من يريد استخدام الفن "رسالة سياسية بخطاب منحط"، على حد تعبير شاعر عراقي مقيم في العاصمة الاردنية عمان، لطالما تناول "الانحطاط" بمقالات وتقارير نشرها في صحيفة لندنية.
ما يعرف بالفن التعبوي بدأ يحتل حيزه في المشهد  الثقافي "والقامات" عاجزة عن المواجهة، او ربما اذعنت لهذا الواقع،  ولكي تستعيد صحوتها، لا بد لها في اقل تقدير ان  ترفع  صوتها لتحذر من انتشار الانحطاط والتخلف، ويا أصحاب "القامات" اتحدوا.   

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

شرعية غائبة وتوازنات هشة.. قراءة نقدية في المشهد العراقي

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة...
علي حسين

قناطر: شجاعةُ الحسين أم حكمةُ الحسن ؟

طالب عبد العزيز اختفى أنموذجُ الامام الحسن بن علي في السردية الاسلامية المعتدلة طويلاً، وقلّما أُسْتحضرَ أنموذجه المسالم؛ في الخطب الدينية، والمجالس الحسينية، بخاصة، ذات الطبيعة الثورية، ولم تدرس بنودُ الاتفاقية(صُلح الحسن) التي عقدها...
طالب عبد العزيز

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

أحمد حسن المدرسة الحكومية في أي مجتمع تعد أحد أعمدة تكوين المواطنة وإثبات وجود الدولة نفسها، وتتجاوز في أهميتها الجيش ، لأنها الحاضنة التي يتكون فيها الفرد خارج روابط الدم، ويتعلم الانتماء إلى جماعة...
أحمد حسن

فيلسوف يُشَخِّص مصدر الخلل

ابراهيم البليهي نبَّه الفيلسوف البريطاني الشهير إدموند بيرك إلى أنه من السهل ضياع الحقيقة وسيطرة الفكرة المغلوطة بعاملين: العامل الأول إثارة الخوف لجعل الكل يستجيبون للجهالة فرارًا مما جرى التخويف منه واندفاعا في اتجاه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram