الكتاب: الرمز المفقودتأليف: دان براونترجمة: المدى من نظريات دان في روايته الجديدة التي صدرت في خلال هذا الشهر ان اعداداً كثيرة من الناس ان تقاسمت فكرة واحدة فقد يكون لتلك الفكرة تأثير مادي. ورواية "الرمزالمفقود" يمكن اعتبارها متابعة تالية لعملية السابقين: "ملائكة وشياطين" و "شفرة دافنشي".
ان دان براون كاتب يعرف تماما الحجم الكبير لقراء اعماله، ومع التجاهل الطويل لها من النقاد الجادين، فإنه كان متوقعا النجاح لعمله هذا، وقد جاء هذا التأكيد في عبارة لأحد شخوصه بقوله، "ان الكتاب سيحقق شعبية كبيرة"تتناول رواية، "الرمز المفقود"، شخصية  د. كاثرين سولومون، الخبيرة في العلم العقلي، مع التركيز على العلاقات ما بين الجسد والعقل. وتعترف الخبيرة بعدم انتشار هذا العلم قائلة: ان العلم العقلي قد ينال نفس الاهتمام الكبير الذي حصل عليها، "الكاس المقدسة" التي كانت ركيزة اساسية في روايته السابقة، "شفرة دافنشي". وعودة الى عمله الجديد، نجد ان سولومون ترافق مع روبرت لانغدون، الخبير في الرموز الذي يجيز استخدام الكلمة كصفة وفعل، في معظم اجزاء الرواية التي تتناول اسرار الماسونية ومكانتها في مدينة واشنطن. ويوضح براون ان تلك الاسرار قد دفنت داخل اعمال هندسية معروفة من اجل اخفائها عن الاعين.ومع تتابع الرواية، يمكن للقارئ ان يتنبأ بما سيحدث لاحقا، من ان المؤلف يلجأ بشكل متواصل الى العديد من الاحاجي والاسرار. وهذا الاسلوب اصبح مقلداً من قبل عدد من الكتاب بشكل فج، ومنهم توماس هاريس في روايته التي تحولت الى فيلم سينمائي، "صمت الحملان". وكما فعل براون في "شفرة دافنشي"، عندما اتخذ من متحف اللوفر، مكانا رئيسيا في الرواية، له دور كبير فيها، فإن مبنى الكابيتول الامريكي جاء بنفس الدرجة من الاهمية في، "الرمز المفقود" حيث نجد سلسلة اخرى من الاسرار المتتابعة، تتعلق بنقوش معينة في اجزاء محددة من الكابيتول وبالذات تحت القبة التي تحمل رسما لجوارح واشنطن، وهي نقوش ماسونية معروفة. وتثير تلك الرسومات احد موظفي المخابرات المركزية الامريكية، فيحتج بقوله، "انه امر يتعارض مع المسيحية"، وفي الوقت نفسه يبدأ لانغدون بإلقاء محاضرته عن "الاسرار القديمة" التي يضمها الكابيتول. وفي "الرمز المفقود"، لانجد تبريرا لأهداف شخوصها، فهي تتحرك من اجل تواصل الرواية. ان اسلوب دان براون الموغل بإفراط في الاثارة، هو من السمات المميزة لأعماله. وهنا يكتب بذلك الاسلوب عن "اعادة رسم اله الشمس الفرعوني"، "الذهب الكيمياوي"، "حجر الفلاسفة"، "نقاوة جمعية الروز شكروريّة التي زعمت في القرنين السابع والثامن عشر، امتلاكها معرفة سرية للطبيعة والدين واللحظة التي خلق فيها الكون"، ومسحات اخرى كونية محفوفة بالاسرار. كان دان براون قد كتب لمدة طويلة "سيناريوهات" اعمال فنية كثيرة قبل ان تتحول رواياته الى افلام سينمائية وهو في العادة ينتقي اماكن معروفة، لتجري فيها احداث رواياته، وفي الاخيرة لم يكتف بمبنى الكابيتول بل اماكن اخرى ومنها مختبر الكونغرس.عن الصنداي تايمز