اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > جريمة الاتجار بالبشر ... جريمة ضد الانسانية

جريمة الاتجار بالبشر ... جريمة ضد الانسانية

نشر في: 10 نوفمبر, 2013: 09:01 م

تعد جريمة الاتجار في البشر من الجرائم التي شغلت العالم كونها تلقي بظلالها على مناحٍ عدة، بعد أن حولت الإنسان الذي كرمه الله سبحانه وتعالى إلى سلعة تباع وتستغل آدميته أسوأ استغلال، والأدهى من ذلك أن هذه التجارة تحتل المرتبة الثالثة على المستوى العالمي

تعد جريمة الاتجار في البشر من الجرائم التي شغلت العالم كونها تلقي بظلالها على مناحٍ عدة، بعد أن حولت الإنسان الذي كرمه الله سبحانه وتعالى إلى سلعة تباع وتستغل آدميته أسوأ استغلال، والأدهى من ذلك أن هذه التجارة تحتل المرتبة الثالثة على المستوى العالمي من حيث ما تدره من أموال على شبكات الجريمة المنظمة بعد جريمة تجارة المخدرات، فلكم أن تتخيلوا مقدار المبالغ التي تجنيها شبكات الجريمة المنظمة التي تقدرها المنظمات الدولية بـ 28 مليار دولار سنوياً، والأمرّ من ذلك أن يقع ضحية لهذه الجريمة ما بين 000,600 إلى 000,800 ألف شخص سنويا عبر الحدود الدولية، ولا يشمل ذلك الملايين الذين يتم الاتجار فيهم داخل بلدانهم حسب احدث التقارير . ان الاتجار في البشر كجريمة ليست وليدة السنوات الأخيرة التي ظهر فيها الاتجار في البشر كمصطلح قانوني بل ان المشكلة لها عمق تاريخي، وحتى يتم فهم طبيعتها الإجرامية فهماً صحيحاً لابد من الوقوف على تطورها التاريخي كونها وليدة حقبة تاريخية غلبت عليها سيطرة نزعة الاستحواذ. والتاريخ الإنساني مليء بمشاهد مؤلمة حيث سادت في عصور ما قبل الميلاد قاعدة الغلبة للأقوى وشكلت تلك القاعدة النواة لهذا الجرم التاريخي، حيث قسمت تلك الحقبة التاريخية البشر إلى سادة وعبيد ومورست أبشع صور استغلال الإنسان لأخيه الإنسان، وعندما جاء الدين المسيحي أقر الرق الذي اقره اليهود من قبل ونص القديسون على شرعية خدمة الرقيق لسادتهم، وليس في الإنجيل نص يحرمه أو يستنكره كما اقر القديسون أن الطبيعة جعلت بعض الناس أرقاء وبعضهم سادة وبهذا وجدت هذه المشكلة شرعيتها في الكتب السماوية المحرفة على أيدي القديسين .

وشهدت تلك الحقبة التاريخية ولادة ظاهرة تجارة الرقيق بصورة كبيرة وواضحة، كانعكاس طبيعي للعقلية السائدة ومثلت حركة الاستكشافات التي عمت العالم في القرنين السادس عشر والسابع عشر مدخلاً لاستغلال البشر. ومع تطور المجتمعات الإنسانية آخذت تتلاشى تجارة الرقيق وظهرت جريمة الاتجار في البشر كصورة متطورة لتلك الجريمة، وتنوعت صور الاستغلال بتنوع الأساليب الإجرامية، وإذا نظرنا إلى الأسباب الحقيقية لانتشارها نجد الفقر سبباً رئيسياً لها، حيث يتم تجنيد الضحايا من بلدان تشهد حالة من عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي، حيث يتم استغلال حاجة الضحايا لتجنيدهم تمهيداً لاستغلال أدميتهم بطريقة تتنافى مع ابسط القيم الإنسانية في انتهاك صارخ لحقوقهم كبشر . فالآثار النفسية التي تصيب الأشخاص الذين يُتاجر فيهم وما ينتج عنها من أضرار جسدية وصحية تصيب الضحايا من جراء هذا الفعل، ومن هذه الآثار ضرب هؤلاء الأشخاص وحرقهم وتعذيبهم واحتجازهم و استخدام غيرها من وسائل العنف التي تؤدي إلى تشويههم جسديا والإضرار بهم هذا إذا لم يلاقوا حتفهم من خلال الأمراض التي تصيبهم نتيجة الممارسات التي يرغمون عليها، ومن أكثر الأمراض التي يتعرضون لها الأمراض الجنسية كالإيدز والزهري وغيرها من الأمراض التي قد تؤدي بحياتهم. وعلينا كمجتمع فهم هذه الجريمة وظروفها وخصوصيتها حيث تضعنا أمامنا تحدٍ. حقيقي في مجابهتها بوسائل مختلفة، كوننا نتكئ على قيم ومورث ديني يمقت هذا الفعل المشين الحاط بالكرامة وديننا مليء بالعبر والثوابت التي تجعل منا اكثر عزيمة على التصدي لها، نظراً لما تمثله من انتهاك لحقوق الإنسان .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram