برغم أن هدفاً من ركلة جزاء مثيرة للتأويل والشك أنقذ تشيلسي اللندني أمس الأول من براثن الخسارة أمام ويست بروميتش ، فان صورة (البلوز) إجمالاً تعيد الى الصحافة البريطانية والأوروبية طرح سؤال وجيه يتعلق بموجبات اللعب الدفاعي الرصين المتعقل كمنصة لانطلاق النجاحات .. ولا يجد البرتغالي خوزيه مورينيو مناصاً من الاعتراف بسعادته لأنه اندمج بالفعل ـ مجدداً ـ مع رؤية " تشيلسي" للطريقة التي يجني بها القدر الأكبر من النقاط ، بعدما كان يتصور أن الانفتاح في الهجوم ضمانة أكيدة للسيطرة على الواجهة ، حتى أنه وبعد أن اغرق نفسه في الأساليب الهجومية مع فرق كبرى في انكلترا وأوروبا ، بات أكثر إدراكا مع تشيلسي بأن الأداء الهجومي الفعال لابد أن ينطلق من المدافعين .
المدرب الكبير يرث في النادي اللندني ما تركه من قبل كمدرب متوهج يعود إليه فضل حصول تشيلسي على لقب الدوري الانكليزي عام 2005 واستحق في ذلك العام أن يكون أفضل مدرب في العالم من دون منازع أو نظير ، فقد لعب تشيلسي يومها 38 مباراة فاز في 29 منها أي ما نسبته 71 بالمائة ولم يعرف شكل الخسارة إلا مرة واحدة طوال المسابقة ، لكن الدلالات الأهم لذلك الإنجاز تتجسد حين نعرف أن فريق مورينيو تقدم ، يومها ، في الترتيب على الارسنال بفارق 12 نقطة وعلى مانشستر يونايتد بفارق 18 نقطة.
حين سُئل مورينيو في وقتها عن السر الكامن في الإنجاز، قال :(لأن النادي يُحسن اختيار العناصر التي تلعب في خط الدفاع أو بواجبات دفاعية) فالأهداف التي أحرزها كانت تقلّ عمّا أحرزه الوصيف الارسنال بفارق 15 هدفاً ، لكن تشيلسي لم يسمح إلا لـ15 كرة أن تهز شباكه ، أي بمعدل أربعة بالعشرة من الهدف في المباراة الواحدة وهو إنجاز غير مسبوق وغير ملحوق على صعيد الدوري الانكليزي لكرة القدم خلال السنوات الأخيرة!
ومها تكن طبيعة النهاية التي سيتخذها الصراع هذا الموسم في الدوري الانكليزي ، فان كل المؤشرات تدلل على أن تشيلسي في طريقه إلى رسم وقائع وحقائق تنتصر لإرادته الدفاعية التي يعمل وفقها نظامه الكروي في الملعب. فبعد مرور إحدى عشرة جولة يقف في الترتيب الرابع وهو ليس الفريق الأوفر إحرازاً للأهداف ، ولكنه بالتأكيد رابع الفرق الأقل تلقياً لكرات الخصوم بعد توتنهام هوتسبيرز وساوثهامتون والأرسنال .. ولا يجد مورينيو ما يعيب في وجود 13 لاعباً مدافعا أو بميول دفاعية في تركيبة الفريق لهذا الموسم ، ذلك لأن إغلاق المنافذ أمام الفرق الغريمة مهمة أساسية وفقاً لرؤيته مع النادي اللندني ، وقد ثبت أن هذه الرؤية تحقق له الميزتين .. إبعاد خطر الأهداف عن شباكه ، وجمع أكبر قدر من النقاط بتولي الجميع مسؤولية إحراز الأهداف .. والإحصاءات الانكليزية صريحة بهذا الشأن .. فتشيلسي أكثر الفرق فوزا بنتيجة (1- 0) خلال المواسم السبعة الأخيرة ، كما أنه صاحب أفضل النتائج بين سواه حين لعب على ارض الخصوم خلال المدة نفسها.
وظيفة دفاعية منضبطة تنتج في الغالب أسلحة هجومية فعالة .. ونموذج تشيلسي يثبت تماماً أنه ليس من المعيب أن يركن أي فريق إلى تقنين منهجه الدفاعي ما دام يوصله إلى محصلة لا تبلغها الفرق اللاهثة في كل وقت وراء الهجوم!
سبيشال وان.. برؤية استثنائية!
[post-views]
نشر في: 10 نوفمبر, 2013: 09:01 م