باعتراف كبار المسؤولين ومن خلال التصريحات والبيانات ، ثبت بالدليل الملموس ان علاقة العراق بدول الجوار غالبا ما تخضع لنصائح وإرشادات" الوحي الخارجي " لغرض تطويرها ، وإنهاء التوتر وتوحيد المواقف والجهد المشترك لمكافحة الإرهاب لحفظ امن المنطقة.
"الوحي الخارجي" في بعض الأحيان وبحسب المختصين بالشأن العراقي تكون مقدماته غالبا ناعمة شفافة تندرج في اطار النصح ، وتبني المواقف لكسر الجمود في العلاقات الثنائية ، وفي حال لم يسفر هذا الأسلوب عن نتائج إيجابية ، تتم الاستعانة بأساليب أخرى تتضمن تحذيرات ، وفي بعض الأحيان تلميحات بتهديد مبطن ، فالوحي الخارجي صاحب مصالح كبرى في المنطقة ، وهو غير مستعد للتنازل عنها ، في كل الظروف والأحوال وإجراءاته في هذا الشأن لا تتأثر إطلاقا بما يقوله فلان وعلان وممن يدعي استقلالية صانع القرار في اتخاذ قرارات ثورية يعتقد بانها تحقق المصالح الوطنية بعيدا عن تدخلات "الوحي الخارجي" .
الكتل النيابية الكبيرة صاحبة النفوذ في الحكومة الحالية صدرت عن قيادييها في وقت سابق تصريحات تحذر من "الاردوغانية الجديدة" نسبة الى رئيس وزراء تركيا الساعية الى "عثمنة" المنطقة وجعل شعوبها ترتدي الطربوش التركي وتجبرها على التخلي عن "الجراوية والعكال العربي بأنواعه الرفيع والمتين والمكصب" ، لان أنقرة تدخلت في الشأن العراقي بشكل فاضح ووفرت لنائب رئيس الجمهورية المدان بجرائم الإرهاب طارق الهاشمي الملاذ الآمن ، وبغض النظر عن حقيقة وصول رياح "العثمنة " الى العراق ، قد تضطر تلك الكتل الكبيرة الى إصدار توجيه لقيادييها لإصدار تصريحات جديدة ، تشير الى أهمية تعزيز العلاقات الثنائية بين بغداد وأنقرة لحفاظ امن المنطقة استجابة لنصائح الوحي الخارجي .
عرف عن " اسماعين المطيرجي" الزبون الدائم في "جمباز " يقع في الشواكة المقهى المخصص لبيع الطيور ومكان تجمع مربيها ان الرجل البالغ من العمر اكثر من 50 عاما أجادته توجيه الشتائم لزملائه باستخدامه منظومة لهذا الغرض وقودها قاموسه الشعبي " المنحط " ، وسلاحه الفريد هذا جعله في مأمن من مكائد المطيرجية وألاعيبهم ، وعندما يفقد احد طيوره يتبرع الآخرون بجلبه اليه بكل امتنان ، خشية ان يكونوا ضحية المنظومة صاحبة الصيت في سوق الغزل وجمبازات أحياء العاصمة بغداد ، و"اسماعين" الحريص على مناداته باسمه بحرف النون ،ابتكر وسيلته الخاصة في الدفاع عن حقوقه وقراره المستقل من دون الاستعانة بطرف او وحي خارجي وفي بعض الأحيان ، يطرح خدماته لمساعدة الآخرين في الدفاع عن حقوقهم بعد ان يضمن الحصول على الثمن " بطل من المفرد المختوم " مع كيلو دخن وهرطمان ليضيفه الى خزينه من "لكط الطيور"
منظومة "اسماعين المطيرجي" استخدمها سياسيون بشن صولة كلامية على بعض دول الجوار ، ففشلوا في تغيير مواقفها لدعم التجربة الديمقراطية في العراق ، متناسين وجود الوحي الخارجي وإمكانيته في التأثير وإعادة ترتيب الأوراق بشكل يخدم مصالح "المطيرجية" في المنطقة .
الوحي الخارجي
[post-views]
نشر في: 12 نوفمبر, 2013: 09:01 م