طيلة الأيام الماضية انشغل معظم القادة السياسيين بمراسم إحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام ، ومنهم من سخر وسائل إعلامه في مقدمتها الفضائيات لتغطية الشعائر بشكل مباشر ، وبعضهم قطع شوارع رئيسة في العاصمة بغداد ، لعقد مجلس في مقره ليلقي محاضرات لمؤيدي ومناصري تنظيمه السياسي حول مصاب آل البيت في واقعة الطف ، والحاضرون من أحياء محددة من العاصمة ومن مكون اجتماع واحد ، وهم على اطلاع كامل بتفاصيل الواقعة ، وليسوا بحاجة الى سماعها ، ولكن التوجيهات الحزبية كما يبدو هي السبب في حضورهم ، وقد تنتهي المحاضرة بعد "النواعي واللطم " وتناول التمن والقيمة بطرح توصيات وإرشادات تحث الاتباع على المشاركة في عملية التصويت في الانتخابات التشريعية المقبلة .
اكثر من عشر فضائيات "حزبية" نقلت صورة واحدة عن إحياء المراسم ، فيما ابتعدت عن نقل "ردات موكب العباسية" في كربلاء المعروف بحمل الأعلام العراقية ، وترديد قصائد توجه انتقادات لاذعة للمسؤولين في كل الأزمنة ، وأهالي العباسية بوصفهم مستقلون وغير منتمين لتنظيم سياسي تجاهلتهم فضائيات الأحزاب لان ردّاتهم "تضرب تحت الحزام" بفضح المفسدين ، والمسؤولين الفاشلين في تقديم الخدمات ، فضلا عن مواقف الساسة من سراق التجربة الديمقراطية .
احدهم اقترح على زعيم حزب ديني التوجه الى محافظات الأنبار ونينوى وديالى وصلاح الدين لتقديم محاضراته للمعتصمين في مخيماتهم ، ليعبر بشكل حقيقي عن توجهاته الوطنية بطرح قضية الإمام الحسين عليه السلام بوصفها ثورة ضد الطغاة توحد مشاعر جميع العراقيين ، ولا تقتصر على فئة معينة ، كما فعل الراحل عبد الزهرة الكعبي في قراءة المقتل بجعل الملايين يسمعون صوته وهو يسرد الوقعة بطريقة يتعاطف معها السامعون .
بفرضية إقامة محاضرة في خيم المعتصمين تتناول الثورة الحسينية يمكن التمهيد لتشكيل قائمة انتخابية تتجاوز الاصطفافات المذهبية ، وكسب المزيد من أصوات الناخبين لصالح الزعيم السياسي الشجاع صاحب مبادرة إقامة المجلس الحسيني في مخيمات المحتجين على ممارسات الحكومة ، وأداء مجلس النواب.
وزير الخارجية التركي عندما زار محافظة النجف ووصف زيارة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام بانها عبادة وجه رسالة لم يفهمها اغلب السياسيين ، ولذلك حرصت فضائياتهم على نقل الشعائر بشكلها القديم "لطميات ونواعِ" وابتعدت عن تناول المعنى الحقيقي للثورة ، الذي يفهمه موكب العباسية .
هناك فاصل زمني اخر أمام الزعماء السياسيين ، يمتد حتى موعد حلول زيارة الأربعين ، وبإمكانهم خلال هذه الأيام ان يعيدوا ترتيب أوراقهم في التعاطي مع إحياء الذكرى ، بأسلوب متحضر ، وان يبتعدوا عن قطع الطرق ، وعليهم التوجه الى الأحياء الشعبية للتعرف على واقعهم المعيشي ، والوقوف على احتياجاتهم ، ومن تجاوز منهم هواجس الخوف وتوجه الى الأنبار فلا شك فانه سيحظى باحترام وتقدير كبيرين ، شريطة ان لا يرافقه لواء مدرع وأفواج من الجيش والشرطة ، فالعشائر هناك على استعداد لحمايته من عناصر داعش واخواتها .
"لطمية" المعتصمين
[post-views]
نشر في: 16 نوفمبر, 2013: 09:01 م
جميع التعليقات 1
ابو سجاد
يااستاذ علي دائما تتحدثون وتقولون الزعماء السياسيين اريد ان اعرف من هؤلاء الزعماء السياسيين اتقصد هؤلاء السراق والقتله القائمين على مقدرات الدولة والمتصارعين من اجل سرقت المال العام وترسيخ السلطة حتى ولو بدماء العراقيين ارجوك من الان وصاعدا لاتقولوا الزعم