TOP

جريدة المدى > عربي و دولي > مابعد تزعم الملا فضل الله حركة طالبان الباكستانية

مابعد تزعم الملا فضل الله حركة طالبان الباكستانية

نشر في: 16 نوفمبر, 2013: 09:01 م

في الأول من تشرين الثاني ، تغلبت الطائرات الأمريكية بدون طيار على حكيم محسود بإطلاق احد صواريخها ، لكن وفاة زعيم حركة طالبان الباكستانية (TTP) لم يؤثر على الحركة التي دفعت الى قمتها العدو اللدود للدولة والجيش (الملا فضل الله ) ، وهو الرجل الذي أمر في

في الأول من تشرين الثاني ، تغلبت الطائرات الأمريكية بدون طيار على حكيم محسود بإطلاق احد صواريخها ، لكن وفاة زعيم حركة طالبان الباكستانية (TTP) لم يؤثر على الحركة التي دفعت الى قمتها العدو اللدود للدولة والجيش (الملا فضل الله ) ، وهو الرجل الذي أمر في عام 2012 باغتيال الناشطة الشابة مالالا يوسفزاي التي قادت حملة لتعليم الفتيات في وادي سوات في شمال البلاد ...
يضع فضل الله عمامة سوداء كبيرة على رأسه وتتدلى لحيته الكثة على صدره ، ويشتهر بحقده على المؤسسات الباكستانية الذي يغذيه زوج والدته رجل الدين صوفي محمد الذي يطالب بتطبيق الشريعة الاسلامية في وادي سوات في شمال غرب البلاد منذ عشرين عاما ..
في تلك الفترة ، كان فضل الله يتردد على مدرسة صوفي محمد القرآنية ، وفي عام 2004 ، استغل ماتلقاه من تعليم وتدريب ليبث دعوته الى الإسلام من محطة راديو القراصنة ..
ويمتاز فضل الله بانه خطيب لامثيل له ، وهو ابن المزارع المعدم الذي يشعر بان معاناة السكان سببها فشل الدولة الباكستانية ، كما يؤمن بان العدالة فاسدة في موطن سكناه –وادي سوات –فالسياسون المحليون هم مالكو الأراضي والمرابون الذين يستغلون عمالهم ويوقعونهم في فخ الديون ، لهذا السبب استغل فضل الله مشاعر المواطنين الفقراء والمحرومين ليقول لهم عبر برنامجه الإذاعي ان " الإسلام خلق الناس سواسية " وان الأرض لاتعود الى الأغنياء بل له وحده ..وعبر أثير الإذاعة ايضا ، دعا فضل الله المواطنين الباكستانيين للانضمام له مؤكدا لهم انهم اذا فعلوا ذلك فسيصبحون جنود الله وسوف تصبح تلك الأراضي ملكا لهم في النهاية ..
بعد تلك الخطب الساخنة ، لقبه الناس ( الملا راديو ) ، بعدها بدأ بحرق المجلات الفنية ومنع الحلاقين من حلق رؤوس وذقون زبائنهم ، كما فرض على طالبات المدارس ارتداء البرقع ..
لقد حظيت طلبات فضل الله المتحفظة والتقليدية بإعجاب النساء المسنات والطبقة المتوسطة المتدينة التي كان أبناؤها يعملون في بلدان الخليج وهكذا تدفقت التبرعات على الحركة الوليدة ..
في الحادي عشر من تموز من عام 2007 ، اقتحم الجيش الباكستاني المسجد الأحمر وهو معقل المتطرفين في قلب العاصمة إسلام آباد ما أثار غضب فضل الله ودعا مستمعيه الى الجهاد ..وقام فضل الله بتسليح اتباعه بمساعدة جيش محمد وهم جماعة إسلامية باكستانية مسلحة اضافة الى تواطؤ بعض المسؤولين الذين كانوا يرفضون دكتاتورية الجنرال برويز مشرف ..
في صيف عام 2007 ، قامت الميليشيا التابعة للملا فضل الله والتي اطلق عليها اسم (لواء شاهين) او (لواء الشهداء ) بمهاجمة مراكز الشرطة وفرض سيطرتها جزئيا على وادي سوات ..وفي ربيع عام 2009 ، انتهى حكم فضل الله عندما سيطر الجيش على المنطقة ففر الى افغانستان ، ومن هناك ، ضاعف ضرباته ضد المراكز الأمامية العسكرية والقرى الباكستانية في منطقة "دير" على طول الحدود ، فكثفت السلطات بحثها عنه وجرى القبض على والدته ثم توفيت في المعتقل ..
لقد فقد فضل الله الكثير في حربه مع الدولة ولأن "منظمة طالبان تثمن جهود اولئك الذين يضحون بأنفسهم من اجل القضية " –كما يقول رحيم الله يوسفزاي – رئيس قسم الأخبار في الصحيفة اليومية " الأخبار " في بيشاور التي تغطي أخبار المنطقة منذ ثلاثين عاما ، لذا تم تعيين فضل الله زعيما لها وهو الأمر الذي يدل على توحيد حركة طالبان ، فمنذ اربع سنوات كان قد جرى تقسيم حركة طالبان بين جماعة ولي الرحمن وجماعة حكيم الله محسود ، وهذان كانا أميري حرب من البشتون من قبيلة محسود وكانا قد تنازعا على قيادة المنظمة حتى وفاتهما ..
ويؤكد رحيم الله يوسفزاي ان كل تلك الفصائل كانت تريد فرض مرشحها ولم يكن فضل الله ينتمي الى أي منها ، لذا جاء اختياره لقيادة حركة طالبان كحل وسط ، يساعده في ذلك خالد حقاني وهو رجل دين يعمل في المدرسة القرآنية (دار العلوم الحقانية ) بالقرب من بيشاور التي تخرج منها الملا عمر مازاد من شهرتها ..
ويؤكد النهج الذي يسير عليه فضل الله على التشدد الديني مع عزمه على إسقاط الديمقراطية الإلحادية ..وبعد توليه الزعامة ، قال رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف ان الحكومة لاتزال تحاول التفاوض على وقف اطلاق النار ..رغم ذلك ، فان المتحدث الرسمي عن وزارة الداخلية عمر حميد يبدو مترددا بقوله انهم مشغولون حاليا بمراجعة الوضع الراهن نظرا للمتغيرات الأخيرة ..
وكانت دعوات من الحكومة الباكستانية قد تزايدت في الأشهر الأخيرة تطلب فيها التحاور مع مسؤولي الحركة خاصة في صفوف حزب العدالة الذي يتمركز في إقليم خيبر بختون خوا وهي المنطقة الأكثر تضررا من هجمات طالبان ...
اذن ، تريد السلطة المدنية ان تعطي فرصة للسلام ، بينما تنوي القوات العسكرية ان تلعب لعبتها مع أبناء الحركة كما يقول ضابط من القيادة العليا للجيش مضيفا ان تعنت حركة طالبان شديد جدا وسوف يتم استئناف الحرب مع الحكومة ..ان عاجلا أم آجلا ...
 عن صحيفة لو فيغارو الفرنسية

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

امريكا تستعد لاخلاء نحو 153 ألف شخص في لوس أنجلوس جراء الحرائق

التعادل ينهي "ديربي" القوة الجوية والطلبة

القضاء ينقذ البرلمان من "الحرج": تمديد مجلس المفوضين يجنّب العراق الدخول بأزمة سياسية

الفيفا يعاقب اتحاد الكرة التونسي

الغارديان تسلط الضوء على المقابر الجماعية: مليون رفات في العراق

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

إيران تعتزم تسويق نفطها لشرق آسيا بـ"هوية عراقية"

مخاوف من تكرار سيناريو كورونا بعد تفشي فيروس "ميتانيموفيروس"

انفجارات تهز دمشق

إيران في رسالة للسوداني: لا نتحفظ على أي قرار يخص مستقبل الحشد

الكويت تقرر حبس فجر السعيد بتهمة التطبيع مع "إسرائيل"

مقالات ذات صلة

امريكا تستعد لاخلاء نحو 153 ألف شخص في لوس أنجلوس جراء الحرائق

امريكا تستعد لاخلاء نحو 153 ألف شخص في لوس أنجلوس جراء الحرائق

متابعة/ المدى أعلنت السلطات الأمريكية، اليوم الجمعة، عن إصدار أوامر إخلاء لنحو 153 ألف شخص في لوس انجلوس جراء الحرائق. وذكرت السلطات، أن "هناك أوامر بإخلاء نحو 153ألف شخص في لوس انجلوس جراء الحرائق، فيما...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram